&
&

خرقت الولايات المتحدة هدنة غير قصيرة مع لبنان، بإعلانها أمس، أن "حزب الله" منظمة إرهابية، وطالبت في رسالة إلى الحكومة اللبنانية بالتعاون في منع أنشطة الحزب باعتباره "منظمة إرهابية، وفيه أشخاص هددوا مصالح الولايات المتحدة".
وفيما ذكرت المصادر الرسمية ان الأجوبة الرسمية رفضت وصف الحزب بالمنظمة الإرهابية، ودعت مجددا إلى التمييز بين الإرهاب وبين المقاومة، عُلم ان السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل، قدم إلى لبنان لائحة بأسماء <<منظمات إرهابية تعمل على الساحة اللبنانية ومن بينها تنظيم <<القاعدة>> الذي يتزعمه أسامة بن لادن>>.
وقال مسؤول كبير ل<<السفير>> ان السفير الأميركي نقل إلى الجهات الرسمية الرسالة نفسها التي تسلمها السفير اللبناني في واشنطن فريد عبود، والتي تتضمن البنود السبعة الواقعة تحت عنوان <<الحرب ضد الإرهاب>>، وأن السفير الأميركي نقل تعليمات من وزارة الخارجية الأميركية حول <<ضرورة اتخاذ الحكومة اللبنانية الإجراءات الكفيلة بمواجهة الإرهاب>> وأن واشنطن <<تذكر بلائحة صدرت في وقت سابق من هذا العام (نيسان الماضي) حول الدول المتورطة أو الراعية للإرهاب>>.
ويشير هذا التقرير الذي يصدر سنويا عن وزارة الخارجية الأميركية الى انه توجد في لبنان <<مجموعات تتبع لأسامة بن لادن، وتنظيم <<القاعدة>>، ولحركة <<حماس>> الفلسطينية، و<<عصبة الأنصار>> ومجموعات أصولية سنية محلية، وكذلك <<حزب الله>> برغم توقفه منذ العام 1991 عن مهاجمة أهداف أميركية، ولكنه ما زال يشكل خطرا جديا على الولايات المتحدة، وهو يدعم العمليات الإرهابية للمنظمات
الفلسطينية في الأراضي المحتلة>>.
ويتحدث التقرير عن نشاط الحكومة اللبنانية ضد <<مجموعات أصولية وعناصر من تنظيم أسامة بن لادن>> مع تذكير لإبعاد <<عناصر من الجيش الأحمر الياباني>>.
وبحسب المسؤول نفسه، فإن لبنان لم <<يلمس عنصرا جديدا في الموقف الأميركي، بل على العكس، فإن الإشارات الواردة من أكثر من جهة، تفيد بأن الولايات المتحدة تسعى الى تبريد الجبهات المتصلة بالشرق الأوسط، وأن الضغوط الكبيرة التي مورست لوقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة، تأتي في هذا السياق>>.
وقال المسؤول الكبير <<انه وحتى اللحظة، لا يمكن إعطاء الرسالة الأميركية إلى <<حزب الله>> بُعدا خاصا، ولكن الأمر ليس محسوما في هذا الاتجاه>>.
وكان السفير باتل قد زار رئيس الحكومة رفيق الحريري ونائبه عصام فارس ووزارة الخارجية واجتمع مع أمينها العام زهير حمدان ومدير الشؤون السياسية ناجي أبي عاصي، والتقى أيضا بنائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي ومع النائب وليد جنبلاط.
وعُلم أن الحريري وفارس رفضا وصف باتل <<حزب الله>> بالمنظمة الإرهابية، وأشارا الى موضوع المقاومة باعتباره خارج التصنيف الخاص بالإرهاب.
وحسب مصادر حكومية، فإن باتل سلم الحريري <<ورقة مطالب أميركية غير موثقة بصورة رسمية (non paper)، وقالت ان رئيس الحكومة <<أبلغ إلى باتل ان مشكلة الإرهاب هي وجه من وجوه المشكلة، وعلى الولايات المتحدة التنبه للوجه الآخر، وهو مسألة احتلال أراضي الغير بالقوة، وأنه من دون توفير حل سلمي في الشرق الأوسط، لا يمكن القضاء على الإرهاب>>.
ونقلت المصادر عن الحريري قوله لباتل: <<لا يمكن تجاهل الاستنسابية الأميركية في تنفيذ القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية، ولا نستطيع إلا مساءلتكم عن سبب قفزكم فوق القرارات 242 و338 و425، وأن هذا الموقف سوف تسمعونه من كل الدول العربية>>.
وحسب المصادر ذاتها فإن الحريري قال لباتل: <<حتى ولو تمكنتم من اعتقال أسامة بن لادن، فإن هذا الأمر لن يسوي مشكلة الإرهاب، ولا بد من معالجة قضية الشرق الأوسط>>.
واستدرك الحريري قائلا: <<سمعنا أن أرييل شارون وافق على وقف إطلاق النار وسحب قواته من أراضي الحكم الذاتي... هل حصل هذا بضغط أميركي؟>> فرد باتل بالإيجاب، فعلق الحريري: <<هذا يعني أنكم قادرون على الضغط على إسرائيل وإلزامها بتنفيذ الاتفاقات عندما تريدون ذلك>>.
وقالت المصادر الحكومية إن الحريري لم يعط باتل جوابا رسميا على نص الورقة التي تسلمها، وقال <<ان هذه المطالب سيجري بحثها مع رئيس الجمهورية وفي مجلس الوزراء، ولا أستطيع إعطاءك جوابا رسميا قبل ذلك، وإن كان لبنان من حيث المبدأ ضد الإرهاب وقد أعلن موقفه بصراحة>>.
وقد وجه الحريري رسائل الى رؤساء حكومات عربية وأجنبية، يؤكد فيها على وجوب التدخل لإيجاد حل سياسي لأزمة الشرق الأوسط كوجه أساسي من وجوه مكافحة الإرهاب.
وكان الحريري عرض التطورات المتصلة بهذا الموضوع خلال زيارته الى دمشق، مع كل من نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس الحكومة محمد مصطفى ميرو، خصوصا وأن الأميركيين نقلوا الى سوريا لائحة المطالبة السالفة الذكر. وأكدت مصادره ان هناك تنسيقا دائما بين بيروت ودمشق في هذا الإطار.
وقد زار الحريري مساء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتداول معه في آخر التطورات.
رد <<حزب الله>>
ورد <<حزب الله>> أمس على ما ورد على لسان وزير الخارجية الأميركية كولن باول في حديثه لمحطة <<الجزيرة>> من أن الحزب يمثل تهديدا للمنطقة. وقال مصدر مسؤول في الحزب: <<انه تكرار لمواقف سابقة بعبارات متشابهة، وأميركا تنظر بالعين الإسرائيلية وتغض النظر عن مجازر الكيان الصهيوني بحق المدنيين العزل والأبرياء>>. وان واشنطن <<مصرة على انحيازها الى جانب الاحتلال والعدوان وهي سياسة لم تحصد إلا المزيد من كراهية الشعوب في المنطقة والعالم للإدارة الأميركية>>.
وبينما وقع <<حزب الله>> على بيان صاغته أحزاب عدة <<أدان القتل الجماعي أو الفردي للمدنيين، سواء بالطائرات المدنية أو الأسلحة النووية>>، أصدر المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، فتوى حرم بموجبها تقديم أي عون للولايات المتحدة في حربها ضد أي دولة مسلمة.
وحذر فضل الله من أن واشنطن تقود حربا استنادا الى شبهات، وهو كان أول المرجعيات الدينية التي أدانت <<جريمة تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك>>.(السفير اللبنانية)
&