استضافت نجمة البرامج الحوارية التلفزيونية الأمريكية أوبرا وينفري للمرة الأولى نساء مسلمات في برنامجها الجماهيري الثقافي لتصحيح المفاهيم الأمريكية الخاطئة الشائعة عن الاسلام، ولتطويق حملة التحريض عقب الهجمات الارهابية.& قدمت اوبرا نساء مسلمات عاديات ليصفن حياتهن كما قدمت اثنتين من الشخصيات النسائية البارزة هما الملكة رانيا قرينة عاهل الاردن ومليحة لدهي سفيرة باكستان لدى الامم المتحدة. وقالت الملكة رانيا "غالبية المسلمين لا يكرهون الامريكيين" مضيفة ان الهجمات التي القت واشنطن بالمسئولية عنها على عاتق متطرفين مسلمين قوبلت بالادانة في جميع انحاء العالم العربي.
واضافت قائلة "غالبية المسلمين لا يكرهون اسلوب الحياة الامريكي. في الواقع ان كثيرا من الدول تنظر الى النموذج الامريكي كنموذج يريدون تقليده". وقالت وينفري للملكة التي ظهرت في البرنامج عبر بث عن طريق الاقمار الصناعية وهي ترتدي ثوبا بني اللون له ياقة عالية "انت تبدين على أعلى قدر من العصرية يمكن تخيله. هل انت مقبولة في بلادك دون ارتداء غطاء للرأس".
فاجابت الملكة "هناك درجات مختلفة من المحافظة. انه اختيار شخصي. بعض الناس اكثر محافظة من غيرهم. الشيء المهم هو روح الاسلام وهي تتعلق بالتسامح وبفعل الخير وبالتنوع والمساواة وكرامة الانسان".
ومنذ الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر والتي راح ضحيتها ما يقرب من 5600 شخص بين قتيل ومفقود وقع المسلمون والامريكيون من اصل عربي بالولايات المتحدة ضحية لعدد من جرائم الكراهية التي انتهى بعضها بالقتل. لكن رد الفعل العنيف الذي جاء في اعقاب الهجمات مباشرة يبدو انه بدأ يهدأ وسط نداءات التسامح التي وجهها البيت الابيض وعدد من الجهات الاخرى.
وردا على سؤال وجهته وينفري الى ملكة الاردن بشأن تقرير نشر وذكر ان الاصوليين الاسلاميين يرون انها تمثل تهديدا للقيم التقليدية قالت الملكة رانيا "ستجدين اصوليين ومتطرفين في كل دين". ووصفت منتقديها بأنهم "متطرفون يقفون عند اطراف الدين".
وقالت واحدة ممن استضافتهم وينفري في البرنامج وهي امرأة مسلمة ترتدي الحجاب ان الاسلام مازال "اكثر الاديان تعرضا لسوء الفهم في امريكا". وقالت امرأة اخرى انها لن تتخلى عن غطاء الرأس توخيا للسلامة لأن "تلك هي الحرية..ان تختار ما تريد ان تفعله".
وقالت سفيرة باكستان ان العمليات الانتحارية لخطف الطائرات التي تعرضت لها امريكا كانت "هجمات علينا جميعا.. نحن الغالبية في باكستان". وتساند باكستان الولايات المتحدة في الحرب التي اعلنتها على الارهاب وفي سعيها للقبض على اسامة بن لادن الذي تعتبره واشنطن المشتبه به الاول.
وقالت ان مباديء الاسلام "تأمرنا بالرد.. وبتقديم الجناة الى العدالة. منذ اليوم الاول.. تقدمت حكومتي لتوضح بجلاء انها جزء من التحالف العالمي". وقالت ان معظم المفاهيم الخاطئة عن الاسلام والنساء المسلمات ترجع الى "تأثيرات محلية" تنسب بطريق الخطأ الى الدين. واضافت "لا يوجد شيء في ديني.. لا يوجد شيء في الاسلام لا يمنح المرأة حقوقا متساوية". (رويترز)