&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
&&&&&&&&&&&&&&&&&&& حسونة المصباحي
نايبول
كانت الاكاديمية السويدية جد مصيبة هذا العام في منح ف.س. نايبول جائزة نوبل للآداب. فهذا المبدع الكبير الذي جاب العالم، خصوصا، الهند والبلدان الاسيوية الاسلامية، مستكشفا، وباحثا عن اسباب الازمات والفواجع التي حلت بشعوب هذه البلدان، ومسائلاً البشر والحجر، تمكن من خلال اعماله الروائية، وأيضا من خلال التحقيقات البديعة، تلك التي تمتزج فيها الموهبة الصحفية بالموهبة الادبية على اروع صورة، من ان يكون أحد ضمائر عصرنا.
هناك من استاءوا حين علموا بهذا التكريم الذي حظي به ف. س. نايبول البالغ من العمر 69 عاما اذ انهم يعتبرونه "معاد للاسلام وللمسلمين" ويعتقدون انه يتعامل باحتقار مع شعوب العالم الثالث، خصوصا الشعوب الاسيوية. ولكني اعتقد ان آراء هؤلاء ناتجة عن قراءة "ايديولوجية" وجد سطحية لاعماله، وعن فهم خاطئ لأفكاره. والحقيقة ان نايبول لم يفعل في مختلف رواياته وتحقيقاته غير الجهر بما يرغب الاخرون في اخفائه وحجبه عن الانظار. فقد ادان فساد الانظمة السياسية التي تغالي في اظهار تمسكها بالدين (الاسلامي بالخصوص) في حين هي لا تفعل أي شيء آخر غير استعمال هذا الدين لقمع شعوبها وحرمانها من نور المعرفة والحياة.
وفي التحقيقات المثيرة التي كتبها عن وضع الاسلام عقب الثورة الايرانية، وقيام الجمهورية الاسلامية فيها، تنبأ نايبول بالعديد من الفواجع والنكبات التي يعيشها العالم الاسلامي راهنا بما في ذلك هذا التطرف الاعمى الذي بات يهدد الانسانية بأسرها. وفي رواياته الاخرى مثل "حرب الغوار" و"عند منخفض النهر"& أدان نايبول الثورات الكاذبة في العالم الثالث والانظمة الشمولية الارهابية التي تتخفى وراء شعارات كاذبة للامعان في ترهيب شعوبها، وتدمير مقوماتها وقيمها وحتى هويتها.
&
حسونة المصباحي، روائي تونسي