ايلاف- الدار البيضاء: هذا هو السؤال الذي يتردد على الألسنة كلما تأزمت العلاقات المغربية الإسبانية. وحين نطرح هذا السؤال، فلأن الحملة تقودها مدريد مباشرة أو بواسطة ما يسمى بتنظيمات المجتمع المدني، هي حملة تنعدم فيها أبسط مقومات الجوار ومستلزمات التعاون.
لقد استعمرت إسبانيا المغرب واستعملت الأسلحة الكيماوية التي مازالت آثارها على الإنسان والنبات حية، وفي الجنوب استعمرت صحراءنا ومدن مغربية، تلك الصحراء التي حاولت فصلها عن المغرب من خلال تكوين دويلة في إطار ذلك المخطط الاستعماري الانفصالي الذي مازالت تتبناه الجماعة الانفصالية في تندوف.
إذن ماذا تريد إسبانيا؟ إنها تريد أسماكنا وتريد محاصرتنا وإحكام الطوق علينا وكأنها بوابة أوربا والعالم. فهل هذا هو حسن الجوار؟ وهل بهذا يمكن بناء الفضاء المتوسطي المتضامن؟
في منتصف السبعينات، حاول أنطونيو كوبيو زعيم حركة انفصالية في الخزيرات أن يجعل من المغرب قاعدة انطلاق للدفاع عن أطروحته بالوسائل الدعائية وغيرها، لكن المغرب رفض ذلك، لأنه ضد الانفصال والحركات الانفصالية، لكن مدريد التي تعاني من انفصاليي "إيتا" لا تتردد في دعم البوليزاريو وتمويله ومساعدته ضدا على المطامح المغربية المشروعة.
هناك فرق إذن. نحن نتعامل مع المواضيع الشديدة الحساسية بعقلانية وبما لا يؤثر على العلاقات الثنائية. لكن إسبانيا تتعامل مع الأشياء بممارسة نوع من الابتزاز.)إما الحوت أو المضايقة(، وهذا أسلوب غريب في العلاقات الدولية. عن "الاتحاد الاشتراكي" المغربية.