لأن السباق في المنطقة على من يكون راديكالياً أكثر، ولأن الدين والمذهب يشكلان نصف سياسة المنطقة، صح القول: إن الراديكالية الشيعية مأزومة.
من يتذكر إيران 1979؟ بعد أقل من عامين على رحيل أنور السادات إلى القدس، وصل آية الله الخميني إلى طهران ، وإلى السلطة. سمى اسرائيل " الشيطان الأصغر" وأميركا " الشيطان الأكبر" مصر عبد الناصر والأزهر بدت تعتدل. إيران الشاه والبهائية والزرادشتية بدت تتطرف.
لكن الحميني ورثته لم يقبلوا أن يساووا بين المذهبين السني والشيعي في الدستور " الإسلامي" ولا أن يعيدوا الجزر الخليجية الثلاث للعرب.
على نطاق أقل أهمية: من يتذكر مقاومة " حزب الله" اللبناني لإسرائيل؟
نشأت فيما المقاومة الفلسطينية تحط على الميناء التونسي إثر هزيمة بيروت. بعد ذاك راحت الفلسطينية "تستسلم والشيعية تتصدى للاستسلام. في هذه الغضون لم ترض " المقاومة المؤمنة بأدنى حضور ل" المقاومة الوطنية المشتبه بأنها صديقة للفلسطينيين أو ملتبسة ديانات ومذاهب.
الصعودان الراديكاليان، الإيراني الكبير واللبناني الصغير، حصلا في حقبة محددة: بين انطواء الكمشروع الفلسطيني كمشروع نضالي وصعود اللادنية. في هذا الفاصل لم تخل المنطقة من راديكالية سنية أخرى مثلها صدام، غير أن العداء بينه وبين طهران حد من انعكاسه على المشرق. كذلك ظلت بوابة سوريا مغلقة في وجهه. من دون إيران وسوريا لا حزب الله.
مع هذا دلت فداحة الراديكالية الصدامية على شيىء مهم: حين يذهب طرف سني بعيداً في التطرف ، يصيب ما لا يصيبه حزب الله. يصيب منطق العلاقات الدولية كما فعل عبد الناصر في 1956. يصيب منطق العلاقات الإقليمية كما فعلت الثورة الفلسطينية. يصيب النفط كما فعل صدام. يصيب الكون كله كما فعل بن لادن.
فحزب الله حزب قرى. وتيارات السنة الراديكاليين تيارات مدن. الأول يستهدف المدينة الأقرب. الآخرون يستهدفون العالم القريب والبعيد. واليوم، ليس من الصعب تبين فارق الحجم بين الحزب اللبناني وبن لادن: إنه مثل فارق الحجم بين اسرائيل والولايات المتحدة.
لهذا نرى إيران تضطرب وتضيع. تنضم إلى عالم الكلام المزدوج، وهي عادة صاحبة كلام قاطع. صارت " عاقلة. تساعد طياري التحالف الذين يسقطون، رغم الرفض اللفظي للحرب ورفض إطالة الوجود الأميركي في آسيا الوسطى. إنها منقسمة ومحيرة، على ما دلت الذكرى الأخيرة للاستيلاء على السفارة الأميركية: كثرون ممن استولوا عليها تغروا وندموا وصاروا خاتميين، يريدون الحوار مع أميركا. يدعمون تحالف الشمال. وربما كانوا يرسلون قوات أيضا.كثيرون، في المقابل لا يزالون متمسكينب" الموت لأميركا"
إيران اليوم تشبه ضيفها قلب الدين حكمتيار، ولو في صورة مقلوبة: زعيم باشتوني" مجاهد" قاتله " الطالبان" وأجلوه. لا يزال من منفييهم و..يؤيدهم من منفاه.
ولهذا نرى أيضا حزب الله، وفي حدود سيطرته على اضطرابه، مضطرباً. تلفزيونه " المنار" إذ ينقل تغطية التلفزيون الإيراني للحرب من مناطق" تحالف الشمال"،يثير زوبعة.
اختاره " عملاء أميركا" الذين هم أنصاف حلفاء لإيران مشكلة. واختياره الذين يكفرون الشيعة مشكلة أيضا.
وفي الأمر كله غصة تلازم الحلق: فحزب الله حين حرر الجنوب صار زعيم المنطقة وكرجعيتها النضالية الأولى. والآن كان يا مكان
من يتذكر إيران 1979؟ بعد أقل من عامين على رحيل أنور السادات إلى القدس، وصل آية الله الخميني إلى طهران ، وإلى السلطة. سمى اسرائيل " الشيطان الأصغر" وأميركا " الشيطان الأكبر" مصر عبد الناصر والأزهر بدت تعتدل. إيران الشاه والبهائية والزرادشتية بدت تتطرف.
لكن الحميني ورثته لم يقبلوا أن يساووا بين المذهبين السني والشيعي في الدستور " الإسلامي" ولا أن يعيدوا الجزر الخليجية الثلاث للعرب.
على نطاق أقل أهمية: من يتذكر مقاومة " حزب الله" اللبناني لإسرائيل؟
نشأت فيما المقاومة الفلسطينية تحط على الميناء التونسي إثر هزيمة بيروت. بعد ذاك راحت الفلسطينية "تستسلم والشيعية تتصدى للاستسلام. في هذه الغضون لم ترض " المقاومة المؤمنة بأدنى حضور ل" المقاومة الوطنية المشتبه بأنها صديقة للفلسطينيين أو ملتبسة ديانات ومذاهب.
الصعودان الراديكاليان، الإيراني الكبير واللبناني الصغير، حصلا في حقبة محددة: بين انطواء الكمشروع الفلسطيني كمشروع نضالي وصعود اللادنية. في هذا الفاصل لم تخل المنطقة من راديكالية سنية أخرى مثلها صدام، غير أن العداء بينه وبين طهران حد من انعكاسه على المشرق. كذلك ظلت بوابة سوريا مغلقة في وجهه. من دون إيران وسوريا لا حزب الله.
مع هذا دلت فداحة الراديكالية الصدامية على شيىء مهم: حين يذهب طرف سني بعيداً في التطرف ، يصيب ما لا يصيبه حزب الله. يصيب منطق العلاقات الدولية كما فعل عبد الناصر في 1956. يصيب منطق العلاقات الإقليمية كما فعلت الثورة الفلسطينية. يصيب النفط كما فعل صدام. يصيب الكون كله كما فعل بن لادن.
فحزب الله حزب قرى. وتيارات السنة الراديكاليين تيارات مدن. الأول يستهدف المدينة الأقرب. الآخرون يستهدفون العالم القريب والبعيد. واليوم، ليس من الصعب تبين فارق الحجم بين الحزب اللبناني وبن لادن: إنه مثل فارق الحجم بين اسرائيل والولايات المتحدة.
لهذا نرى إيران تضطرب وتضيع. تنضم إلى عالم الكلام المزدوج، وهي عادة صاحبة كلام قاطع. صارت " عاقلة. تساعد طياري التحالف الذين يسقطون، رغم الرفض اللفظي للحرب ورفض إطالة الوجود الأميركي في آسيا الوسطى. إنها منقسمة ومحيرة، على ما دلت الذكرى الأخيرة للاستيلاء على السفارة الأميركية: كثرون ممن استولوا عليها تغروا وندموا وصاروا خاتميين، يريدون الحوار مع أميركا. يدعمون تحالف الشمال. وربما كانوا يرسلون قوات أيضا.كثيرون، في المقابل لا يزالون متمسكينب" الموت لأميركا"
إيران اليوم تشبه ضيفها قلب الدين حكمتيار، ولو في صورة مقلوبة: زعيم باشتوني" مجاهد" قاتله " الطالبان" وأجلوه. لا يزال من منفييهم و..يؤيدهم من منفاه.
ولهذا نرى أيضا حزب الله، وفي حدود سيطرته على اضطرابه، مضطرباً. تلفزيونه " المنار" إذ ينقل تغطية التلفزيون الإيراني للحرب من مناطق" تحالف الشمال"،يثير زوبعة.
اختاره " عملاء أميركا" الذين هم أنصاف حلفاء لإيران مشكلة. واختياره الذين يكفرون الشيعة مشكلة أيضا.
وفي الأمر كله غصة تلازم الحلق: فحزب الله حين حرر الجنوب صار زعيم المنطقة وكرجعيتها النضالية الأولى. والآن كان يا مكان
التعليقات