عماد الدين أديب

العالم كله، والشرق الأوسط كله، بانتظار مرحلة رئاسة دونالد ترامب بعد 26 يوماً.

رئيس جديد، بسياسات جديدة، لحزب حاكم جديد بمجلسين تشريعيين جديدين.

رئيس يقود مجموعة غير تقليدية في إدارته لتطبيق سياسات داخلية وخارجية غير متوقعة «خارج الصندوق»، من الممكن أن تحدث تطورات غير مسبوقة في التوازنات الدولية، والسياسات النقدية، وفي ملفات البيئة والطاقة، وحركة التجارة العالمية.

دونالد ترامب، قد يكون بعد أيام معدودات السياسي الأهم في العالم، لكنه بالرغم من ذلك ليس من أبناء الطبقة السياسية التقليدية في أمريكا، فهو لم يشغل أبداً منصباً رسمياً، وما عمل في السلك الدبلوماسي، أو كان عضواً سواء في مجلسي الشيوخ أو النواب أو كان حاكماً لولاية أو حتى عمدة مدينة!

تاريخ ترامب كله انحسر في إدارته شركات أبيه، وتقلد مناصب لأعمال ترفيهية مثل بطولة ملكة جمال الولايات المتحدة، أو رعاية بطولات المصارعة الحرب، أو أن يكون المحاور الرئيسي في برنامجه الشهير «ذا أبرينتايس».

في بداية التسعينيات حينما سألوه ماذا تريد أن تفعل في حياتك قال على الفور: «أريد أن أكون رئيساً للولايات المتحدة!».

وحينما سألوه: لماذا تريد هذا المنصب؟

رد بثقة شديدة: «حتى أعيد لأمريكا مجدها القديم مرة أخرى».

وما زال ترامب يردد عبارة «سنعيد لأمريكا مجدها، وستكون عظيمة مرة أخرى».

وأمريكا العظيمة في قاموس دونالد ترامب هي أمريكا المتحررة من كل القيود الحكومية المعرقلة، والتي تؤمن بأن مصالحها هي صاحبة الأولوية الأولى، التي تعلو على أي مصالح أخرى للجيران أو الحلفاء في الغرب.

وأمريكا العظيمة في قاموس ترامب، التي تبدو قوية مُهابة، يحسب لها ألف حساب من قبل الأصدقاء والأعداء، ولكن دون أن تتورط في عمل عسكري أو تضطر أن تنفق على مصالح الغير.

أمريكا ترامب سوف تقلب موازين كثيرة في الأعوام الأربعة المقبلة.