في مرّات كثيرة "بِسْتفقِد" للحكومة الإلكترونيّة. أرى كما يرى كثيرون غيري مضيعةً للوقت وتعزيزاً للفساد في كلّ مرّة أريد أن أُتمّم معاملةً من مثل تسديد الضرائب، أو الحصول على ورقةٍ رسميّةٍ كإخراج القيد أو ما شابه. لكنّي في الأسبوع الماضي عييتُ من العذاب بسبب مساعدة إبني على الحصول على "دفتر السواقة". لقد أتمّ ولدي التدريبات المطلوبة من الدولة، وهذا الموضوع "على راسي". وجاء وقتُ تتميم المعاملات الضروريّة قبل تعيينِ موعدٍ له من قِبَل الّلجنة الفاحصة، وهذا حقٌّ للدولة علينا جميعاً. ماذا حصل؟ ولماذا شعرتُ بأنّ الحكومة الإلكترونيّة مسألةٌ باتت محتومة. في الأوراق المطلوبة ورقةُ سكنٍ من المُختار. مختارُنا إنسانٌ رائعٌ بكلّ ما في الكلمة من معنى. لكن عليكَ كي تحصلَ على ورقة السكن أن تزورَه في مكتبِه أو بيتِه وهذا أضعف الإيمان. الموضوع لا يقف عند هذا الحد إذ يتوجّب عليكَ أيضاً أن تُحصِّل لولدِك ما يُعرف بـ "السجل العدلي". وهذا يتطلّب ذهابك مع ولدك الّذي لا يحقّ له بعد قيادة السيارة، إلى السرايا لكي تتقدّم بطلب الحصول على "السجل العدلي". الخيار الثاني هو أن تُتمّم هذه المعاملة عبر الـ "ليبان بوست" مشكورةً. لكن ولكي تتمكّن من فعل ذلك، فأنتَ بحاجة إلى إخراج قيد فردي أو صورة عن جواز السفر. فإذا لم يكن لولدِك جواز سفرٍ، يتوجّب عليك أن تذهب مجدّدا إلى المختار ومن خلاله إلى سجلّات النفوس لطلب إخراجِ قيدٍ فردي. ليس ذلك فحسب، فإن تحصيل "دفتر سواقة" يتطلّب "شهادة صحّية". لكن من أين ستأتي بالشهادة الصحّية؟ عليك أن تذهبَ بنفسِك إلى نقابة الأطبّاء لتأتي بالنموذج الّذي يتوجّب على طبيب ولدِك أن يملأه لكي تتمكّن أنتَ من تقديمه. لا أُريد أن أتذمّر من ضرورة الحصول أيضاً على ورقة طبّية أخرى حول فئة الدم فهذا أفهمُه، ولا على فاتورة كهرباء أو مياه، فهذه موجودةٌ في البيت، ولا على صورٍ شمسيّة فهذا تفعلُه في مكان قريب، ولا على التمارين في مكتبٍ لتعليم قيادة السيّارات فهذا واجب، لكن ما رأيكَ في أن تقضي نصف نهارٍ لتحصيل إخراج القيد، ونصف نهارٍ ثانٍ لتحصيل السجل العدلي، ونصف نهارٍ ثالث لتأتي بورقة المختار، ونصف نهارٍ رابع لتحصيل الإفادة الصحّية ويوماً كاملاً لتحصيل الصوَر وفاتورة الكهرباء وفئة الدم؟ هل هذا يجوز؟ يا جماعة "لو بتهوِّنْها الدولة" علينا "من شي باب"، أوَليس ذلك أفضل بكثير؟؟!! تحصيل "دفتر سواقة" لولدك يُعييك ويُوتِّرك ويستهلك وقتَك وأنتَ لا حيلة في يدكَ. وفوق ذلك كلّه لا أستطيع ألا أُشير إلى أنّ ذلك يأتي بعدما تجاوز ولدك الثامنة عشرة من عمره بتسعة أشهر من دون أن يحقّ له التقدّم للحصول على "دفتر السواقة" لأنّ "النافعة مسكرة" ولم يكن أحدٌ منّا يدري متى ستفتح أبوابها. "كِلّو قهر بقهر".