المعارك العسكرية تدور في افغانستان، اما "دويّها" السياسي المتصل بالحملة الدولية على الارهاب فيتردد في بيروت التي لا تزال تحاول لملمة "شظايا" ما يشبه المواجهة التي لاحت على جبهة العلاقات مع الولايات المتحدة على تخوم رفض لبنان طلب تجميد ارصدة "حزب الله".
وفي حين تواصل بيروت حركتها الاحتوائية الرامية الى استيعاب الضجة السياسية التي اثارها ادراج واشنطن "حزب الله" على لائحة المنظمات المصنفة "ارهابية" مع تمسكها بثوابت مواقفها لجهة التمييز بين المقاومة والارهاب، فان العاصمة اللبنانية ستكون ابتداء من يوم غد على موعد مع حركة ديبلوماسية اوروبية في اتجاهها ذات صلة بملفي عملية السلام في الشرق الاوسط ومكافحة الارهاب واخرى اميركية يتوقع ان تحيي محاولات فتح قنوات حوار ووساطات مع "حزب الله".
وفي هذا الاطار، يتوقع ان يزور بيروت الاحد ولساعات وفد يضم اربعة اعضاء من الكونغرس الاميركي برئاسة السناتور داريل عيسى وبينهم نيك رحال، ويفترض ان يلتقي الوفد رؤساء الجمهورية اميل لحود والبرلمان نبيه بري والوزراء رفيق الحريري.
يذكر ان عيسى كان زار لبنان قبل اكثر من شهر، ودعا "حزب الله" الى تغيير نهجه، وحاول ترتيب لقاء مع امينه العام السيد حسن نصر الله عبر شخصيات لبنانية بينها ـ حسب صحيفة "السفير" ـ نائب رئيس الحكومة عصام فارس ونائب رئيس البرلمان ايلي الفرزلي ومسؤول امني رفيع المستوى.
وعلى خط متصل، يزور بيروت الاثنين وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتات، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، يرافقه رئيس المفوضية الاوروبية رومانوا برودي، في اطار التشاور في التطورات التي شهدها العالم بعد احداث 11 سبتمبر والقرار الدولي بمكافحة الارهاب.
وعلم ان فيرهوفشتات الذي يزور لبنان في ختام جولة، تبدأ بالقاهرة وتشمل غزة وتل ابيب وعمان ودمشق، ويلتقي لحود والحريري، سيؤكد ان اوروبا تميز بين الارهاب والدول العربية والاسلامية، وانها تؤيد استئناف عملية السلام وفق مرجعية مدريد، ومستعدة لدور فاعل في اطلاق المسارات التفاوضية المجمدة للبنان وسورية والفلسطينيين مع اسرائيل.
وفي الاطار عينه، يصل مساء الاثنين الى بيروت آتياً من دمشق الموفد الفرنسي ايف اوبان دو لا ماسوزيير، مدير قسم الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية في وزارة الخارجية، على ان يلتقي رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة.
ويتوقع ان ينقل الموفد الفرنسي الى لحود رسالة من الرئيس جاك شيراك تتعلق بالتطورات ونتيجة المساعي التي يبذلها قصر الاليزيه لدى البيت الابيض لابطال الطلب الاميركي تجميد ارصدة "حزب الله".(الرأي العام الكويتية)