كوبنهاغن&- لاول مرة منذ 72 عاما استيقظ الدنماركيون الاربعاء على فوز اغلبية يمينية بالانتخابات التشريعية، الامر الذي يشكل منعطفا تاريخيا في المملكة يثير القلق داخل البلاد وخارجها.
وصوتت اغلبية من الدنماركيين لاحزاب اليمين الثلاثاء والحقوا بذلك هزيمة نكراء بالاشتراكيين الديموقراطيين الذين تولوا السلطة طيلة تسع سنوات بعد ان اعتبروهم غير قادرين على الاستجابة لانشغالاتهم اليومية لا سيما لحل مشكلة اللاجئين والمهاجرينت وهو الموضوع الذي طغى على الحملة الانتخابية. ويكون الدنماركيون ارادوا بذلك طي صفحة وفتح صفحة اخرى عبر اختيار التجديد.
&فقد تاثروا بشعارات الليبراليين التي اغرتهم حول قدوم "زمن التغيير"، كما شدت انتباههم الوعود الذي اطلقها الليبراليون وحزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف حول خفض تدفق اللاجئين، ووقف لم شمل عائلات المهاجرين، وخفض المساعدات للعالم الثالث لتوفير موارد قصد تحسين الرعاية الاجتماعية في الدنمارك.
وجاء الليبراليون في الطليعة داخل البرلمان "فولكتينغ" حيث حصلوا على 56 مقعدا من اصل 179 وعلى3،31%من الاصوات ودعموا مواقع حزب الشعب الدنماركي الذي بات ثالث حزب في البلاد يمثله 22 نائبا فازوا ب 12% من الاصوات. ويسيطر هذان الحزبان مع المحافظين (16 مقعدا) على الاغلبية في البرلمان بمجموع 94 مقعدا وهو ما يعتبر سابقة في تاريخ الاحزاب اليمينية منذ 1929.
&واعتبر استاذ العلوم السياسية اولي بور في جامعة ارهوس "ان حزب الشعب الدنماركي والليبراليين عرفوا كيف يستغلون قلق الدنماركيين (اثنان من اصل ثلاثة منهم يوافقون على تشديد سياسة الهجرة) بتحريكهم مشاعر كره الاجانب لدى الناخبين". واوضحت صحيفة "بوليتيكين" (وسط اليسار) ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي سجل اسوأ نتيجة له منذ 1973 ليفقد 11 مقعدا من اصل 63 و2،5% من الاصوات "لانه لم يعرف كيف يدير الحوار حول المهاجرين بشكل جيد" خلال الحملة الانتخابية.
&في حين ابدى زعيم الليبراليين اندرس فوغ راسمونسن حسب الصحيفة "تصميما صريحا في التركيز على المواضيع الانتخابية التي كانت في السابق حكرا على حزب الشعب الدنماركي وحصد ثمار خوف الدنماركيين من الاجانب" كما اضافت الصحيفة. وصرح الاختصاصي في العلوم السياسية اولي تونسغارد ان قيام حكومة يمينية ترتكز على اليمين المتطرف "امر مقلق لان وعودها بتشديد القوانين حول الهجرة لن يكون لها اي اساس". واوضح ان "الاشتراكيين الديموقراطيين قد شددوا القوانين الى الحد الاقصى ولم يعد بالامكان تشديدها اكثر من دون انتهاك المعاهدات الدولية".
واعرب رئيس الوزراء السويدي الاشتراكي الديموقراطي غوران بيرسون في ستوكهولم عن قلقه ازاء هذا الفوز الكاسح لليمين. واعلن بيرسون "انا قلق بطبيعة الحال لانه ستكون لدينا حكومة بورجوازية ستضطر الى الارتكاز على حزب يحمل افكار كره الاجانب". وقالت صحيفة "انفورمايشن" ان الحكومة التي ستتشكل بقيادة الليبرالي اندرس فوغ راسمونسن "ستتحرك في ميدان مزروع بالالغام" لانها ستضطر الى الاخذ في الاعتبار مطالب اليمين المتطرف وهو ما ينذر بخلافات في البرلمان.
التعليقات