&
لندن- عادل مراد:& تسعى الشرطة البريطانية حاليا لقلب معادلة معروفة في بريطانيا، رسّخت الخوف من الجريمة في نفوس الضحايا فقط، دون شعور المجرم نفسه بهول ما ارتكبه، أو الإحساس بالخوف كنتيجة طبيعية للجرم، لذا تحاول حاليا توظيف الخوف من الجريمة لإزعاج المجرمين أيضا وليس الضحايا فقط·
وتلجأ الشرطة في سبيل ذلك إلى حيل جديدة للإيقاع بالمجرمين، أثبتت أنها أكثر كفاءة وأقل تكلفة من أساليب التحري التقليدية، وهي حيل تخرج اللصوص والمحتالين من أوكارهم ومخابئهم، ويتم التخطيط لها بدقة لكي تبقى سرية حتى توقع أكبر عدد منهم·
وفي الأسبوع الماضي احتفلت شرطة اسكتلانديارد بنجاح عملية من هذا النوع، أطلقت عليها اسم >بحر الحب<، وهو اسم فيلم بوليسي استخدمت فيه هذه الخدعة نفسها·
وحددت الشرطة أسماء ألف مجرم متهم بجرائم مختلفة، ممن اختفوا عن الأنظار منذ فترة وفشلت كل طرق تحديد مواقعهم، وأرسلت إليهم رسائل خاصة بأسمائهم تبشر فيها كل مجرم بأنه فاز بجائزة قيمتها أربعة آلاف جنيه استرليني، وأن عليه التوجه إلى مكتب الشركة لتسلم المبلغ· ومن مجموع من أرسلت إليهم الرسائل توجه 350 مجرما لتسلم الجائزة فوجد الشرطة في انتظاره·
وكان من بين المقبوض عليهم ثلاثة متهمين بالقتل، واثنان بالاغتصاب وعدد من تجار المخدرات واللصوص·
وقال أحد الضباط المشاركين في الخدعة إنها واحدة من أرخص الوسائل لاعتقال المجرمين، لكنها للأسف وسيلة لا يمكن استخدامها إلا مرات معدودة·
وفي عملية أخرى، تركت الشرطة شاحنة غير موصدة، تحتوي على صناديق أجهزة تلفزيونية وكهربائية، ثم رصدت عليها كاميرات مراقبة· وفي عملية واحدة تم القبض على 50 لصا ممن انتهزوا الفرصة لسرقة أحد الصناديق· ولم تترك الشرطة الشاحنة مفتوحة الأبواب حتى ترصد فقط المجرمين وليس المارة العاديين أو صغار المجرمين الذين قد تغريهم صناديق الأجهزة· وتم ضبط سرقات أخرى قيمتها أكثر من 100 ألف جنيه في منازل المقبوض عليهم، وكان أحدهم فارا من السجن لمدة عام كامل·
ومن الحيل الأخرى أيضا، تركيب أدوات رصد ومراقبة في سيارات تعرف الشرطة أنها معرضة للسرقة، وتنشط أجهزة المراقبة فور تحرك السيارة التي تقود الشرطة إلى منزل اللص مباشرة·
تجارة المسروقات
أما أنجح الوسائل على الإطلاق، فهي فتح محلات لتجارة الأجهزة والأدوات المستعملة، تديرها الشرطة السرية، ويتم تركيب كاميرات خفية فيها· وفي الكثير من الأحوال، يتفاوض اللصوص مع رجال الشرطة السريين على بيع المسروقات لهم، ويشتري رجال الشرطة المسروقات عدة مرات ويجمعون التحريات التي تؤدي أحيانا إلى الإيقاع برؤوس العصابات وكبار تجار المخدرات·
ومن محل واحد في مدينة جلاسجو الاسكتلندية تم اعتقال 100 لص بهذا الأسلوب·
وفي مناخ العمل الحديث تتخلى قوات الشرطة تدريجيا عن سياراتها البيضاء وتستخدم بدلا منها سيارات أجرة عادية· واستخدمت الشرطة بنجاح سيارات أجرة يقودها مخبرون لكشف غموض قضايا الاعتداء على سائقي هذه السيارات في بعض المدن الشمالية· كما استخدمت سيارات الأجرة السوداء للرقابة في لندن، حيث لا تلفت هذه السيارات التقليدية النظر إليها·
وفي حالة فريدة من نوعها اشترت الشرطة حانة بأكملها في لندن، اعتادت عصابات المخدرات على الاجتماع فيها، وتم تركيب ميكروفونات وكاميرات في كل الأرجاء، وعمل المخبرون محل السقاة، وأسفرت العملية عن الإيقاع بالرأس المدبر للعصابة، والذي لم يكن سوى امرأة·
(بالتعاون مع "الاقتصادية")