طهران - باسل الربيعي:أكدت طهران علي أهمية الأخذ بوجهات نظر المسؤولين الأفغان لأن من شأنها انجاح المؤتمرات الخاصة بالقضية الافغانية، لاسيما مؤتمر المعارضة الافغانية المنعقد حاليا في ضواحي مدينة بون الألمانية.
وقال كمال خرازي وزير الخارجية الايراني مساء امس الاول خلال اتصال هاتفي مع نظيره الالماني يوشكا فيشر ان فرض اي مشروع علي افغانستان من شأنه ان يؤدي دون شك الي نشوب الخلافات وعدم الاستقرار في هذا البلد.
واعلن الوزير الايراني دعم بلاده للمباحثات التي جرت بين المجموعات الافغانية في بون، الا انه شدد علي انه لا يمكن عقد الآمال علي نجاح مؤتمر بون من دون ايلاء اهتمام واضح لوجهات نظر قادة المعارضة الافغانية.
وعبر خرازي عن اعتقاده بأن انتشار قوات اجنبية في افغانستان ستتمخض عنه تبعات خطرة، مشيرا الي ان احلال السلام في هذا البلد يمكن من خلال المساعدة في تشكيل قوي امن داخلي وقوات نظامية تأخذ علي عاتقها صيانة الشؤون الأمنية في البلاد.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الايرانية ارنا ان المكالمة بين خرازي وفيشر جاءت تلبية لطلب الاخير من ايران لمساعدة مسيرة مباحثات بون وتنسيق المواقف الايرانية - الألمانية بالقضايا ذات الصلة بالملف الافغاني، بما لطهران من تأثير علي حكومة برهان الدين رباني والاطراف المتآلفة معها في اطار تحالف الشمال.
ولأجل تعبيد سبل توصل مؤتمر بون لنتائج مرضية للأطراف الافغانية وللوسطاء الغربيين ولمنظمة الأمم المتحدة الراعي الاساسي لهذا المؤتمر، اجري الوزير الايراني كمال خرازي اتصالا هاتفيا مع برهان الدين رباني الذي بقيت طهران تتعاطي معه بعد اطاحته أواسط التسعينيات من قبل حركة الطالبان انه الرئيس القانوني لأفغانستان، شارحا له ماهية الاتصال الذي حصل بينه وبين نظيره الالماني، ومؤكدا ان المرحلة الراهنة تستوجب تنازل الاطراف عن بعض مواقفها المتشددة من اجل التعجيل في احلال السلام في افغانستان واعادة اعمار البلاد، ومؤكدا في الوقت نفسه علي ضرورة التعجيل في تشكيل مجلس تنفيذي مؤقت في مؤتمر بون.
من جانبه اكد برهان الدين رباني علي ضرورة ان يتم انتخاب المسؤولين السياسيين في كابول مضيفا نحن نتوقع ان يحصل في مؤتمر بون الاتفاق علي تشكيل وفد تنفيذي مؤقت يضم خبراء افغانيين لكي يتولي مسؤولية تنفيذ الامور الجارية لفترة قصيرة ريثما يتم تشكيل مجلس لويي جركه، وهو مجلس استشاري يضم ممثلين عن الطوائف والأقوام الافغانية المختلفة.
واستكمالا لتنسيق المواقف بين طهران وموسكو في اطار القضية الافغانية، اجري وزير الخارجية الروسي مساء اول امس السبت مكالمة هاتفية مع نظيره الايراني كمال خرازي بهدف التشاور حول مسيرة مؤتمر بون.
واطلع ايغور ايفانوف، نظيره خرازي علي نتائج مباحثاته التي اجراها مع وزراء خارجية الدول الاوروبية، مؤكدا علي عدم التعجيل في تقديم اسماء الحكومة القادمة في افغانستان. قائلا ان ذلك سيؤدي الي اثارة الخلاف وعدم التوازن وخلق ازمة اخري في هذا البلد .
بدوره اطلع الوزير الايراني نظيره الروسي علي الاتصالات التي اجراها مع برهان الدين رباني ووزراء اوروبيين، معلنا دعم بلاده للجهود التي تبذلها الامم المتحدة قائلا يجب اعطاء الفرصة للشعب الافغاني لطرح الشكل الذي يرتئيه لتشكيل حكومته القادمة ، وشدد خرازي ان ابناء الشعب الافغاني يعارضون فرض الوصاية الاجنبية وحضور القوات الاجنبية علي اراضيهم.(الراية القطرية)
&