كتب محرر الشؤون الإسرائيلية ألغى المبعوث الأميركي، الجنرال أنطوني زيني جميع مواعيده في المنطقة. ورأت مصادر إعلامية اسرائيلية أن هذه الخطوة تمثل الحالة السائدة في الإدارة الأميركية تجاه الصراع القائم، وهي حالة تعني تسليم القيادة لإسرائيل في كل ما يتصل بالفلسطينيين، وتوفير الدعم الكامل في ذلك لإسرائيل. وقالت هذه المصادر أن زيني يدرس أمر ترك المنطقة والعودة الى الولايات المتحدة.
وأشارت مصادر ديبلوماسية الى أن زيني ينهمك في هذه الأثناء في إعادة تقويم مهمته، وهو ينتظر الأوامر من واشنطن. وكان مسؤول في البيت الأبيض قد حدد عناوين التوجه الأميركي عندما أبلغ الصحافيين أن الولايات المتحدة سئمت من أساليب عرفات ومن وتيرته في العمل. وهكذا فإن زيني بات يرى أنه في الظروف القائمة وبعد موجة العمليات الاستشهادية الأخيرة، سوف يكون من الصعب التقريب بين الطرفين للتوصل الى اتفاق لوقف النار.
وترى أوساط اسرائيلية أن إعلان المسؤولين الأميركيين عن أنهم لن يكبحوا اسرائيل أو يمنعوها من <<ممارسة حقها في الدفاع عن نفسه>> ليس إلا تعبيرا عن تفاهم تم التوصل إليه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية. وتلاحظ هذه الأوساط أن الموقف الأميركي تدرج في الآونة الأخيرة، من توبيخ اسرائيل لاقتحامها مناطق السلطة، الى إبداء الصمت. وانتقل مؤخرا الى التشجيع.
وقد أشارت معلومات اسرائيلية الى أن الإدارة الأميركية شرعت عمليا في البحث عن قيادة بديلة في أعقاب تنامي فرضية أن الأحداث الأخيرة قد تؤدي الى إسقاط عرفات عن القيادة الفلسطينية. وتحت عنوان <<الأميركيون يستعدون لسقوط عرفات>> كتبت أودلي أزولاي كاتس، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأميركية، في صحيفة <<يديعوت أحرنوت>> أن مسؤولين أميركيين
أجروا في الأيام الأخيرة اتصالات سرية مع مسؤولين فلسطينيين حول احتمال سقوط عرفات. وأشارت الى أن التقديرات الأميركية لا تتحدث عن سقوط فوري لعرفات، ومع ذلك فإن الإدارة <<مضطرة>> للاستعداد لذلك و<<تسهيل النشأة السريعة لقيادة بديلة>>.
ويقترح الأميركيون في هذه الحالة تشكيل <<قيادة انتقالية>> من مجموعة شخصيات تمثل كل التيارات السياسية الفلسطينية. وحسب <<يديعوت أحرنوت>> تشمل هذه القيادة كلا من محمد دحلان، جبريل الرجوب، أحمد قريع (أبو علاء) على أن يكون هؤلاء تحت قيادة محمود عباس (أبو مازن). وأشارت الصحيفة الى أن أحاديث <<جس نبض>> من هذا القبيل جرت مع جبريل الرجوب وحسن عصفور وأمين الهندي ونبيل شعث وابو مازن. وقالت ان الجنرال انطوني زيني شخصيا بحث هذا الموضوع مع شخصيات اسرائيلية وفلسطينية، وانه التقى لهذا الغرض عدة مرات مع وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر. وخلصت الى انه رغم ذلك فإن البيت الابيض لا زال مستعدا لمنح عرفات فرصة <<لاثبات زعامته>>.
وكان المراسل السياسي لصحيفة <<هآرتس>>، ألوف بن قد اشار الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية، حصل من الرئيس الاميركي على هامش عمل سياسي واسع. وقال ان هذا ما دفع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الى رفض الاجتماع مع المبعوث زيني خاصة بعد البيان الاميركي عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما ان المراسل العسكري لصحيفة <<يديعوت احرنوت>> أليكس فيشمان تحدث عن ان اللقاء بين شارون وبوش اتاح المجال لاسرائيل <<للتنسيق مع الاميركيين بشأن التفاصيل في كل ما يتصل بمعالجة الازمة الراهنة>>.
غير ان موقعا اخباريا اسرائيليا على شبكة الانترنت ذهب ابعد من ذلك وتحدث عن اتفاق او تفاهم اسرائيلي اميركي حول فتح الجبهة الثانية <<ضد الارهاب>> بعد افغانستان، واشار موقع <<دفكا>> الى انه في الايام القادمة من المحتمل ان تفتح الجبهة الثانية في اطار الحملة العالمية على الارهاب. وان هذه هي خلاصة التفاهم الذي تحقق بين الرئيس الاميركي ووزير خارجيته ومستشارة الأمن القومي في لقائهم مع رئيس الحكومة الاسرائيلية يوم الاحد الفائت.
واشار الموقع الى ان هذا كان احد <<اغرب>> اللقاءات واكثرها اهمية في تاريخ الحرب. اذ تبين في هذا اللقاء وتم التفاهم على ان الضربة القادمة ضد الارهاب لن تكون ضد العراق، وانما ضد <<آلة الارهاب الفلسطينية والآلة العسكرية لحزب الله في لبنان>>. وقال الموقع الاخباري <<بكلمات اخرى اخلى الخيار الاميركي ضد العراق مكانه لخيار عسكري ضد الفلسطينيين وحزب الله. وقد عرض شارون على الاميركيين ان يقوم الجيش الاسرائيلي بتدمير كل او معظم اطر الارهاب الفلسطينية، بما في ذلك المنضوية تحت لواء اجهزة الأمن والاستخبارات الفلسطينية المرتبطة مباشرة بعرفات وتشكل قاعدة قوته>>.(السفير اللبنانية)
&