واغادوغو- دعا علماء وباحثون وعاملون في المجال الاجتماعي شاركوا في واغادوغو في المؤتمر الدولي الثاني عشر حول الايدز والامراض التي تنتقل عدواها عن طريق الجنس في افريقيا، المجتمع الدولي الى مساعدة القارة الاكثر معاناة من هذا الوباء للحصول على اكثر العلاجات فاعلية، غير ان الكثير من العراقيل لا تزال تحول دون تحقيق هذا الهدف.
وتضم افريقيا 30 مليون من ايجابيي المصل ال40 مليونا في العالم. وادى الايدز فيها الى وفاة 3،2 مليون شخص العام 2001.
&لكن 30 الف شخص فقط يحصلون فيها على العلاج الثلاثي الذي قلب منذ خمسة اعوام معايير معالجة المرضى وحياتهم في الدول الغنية.
وقد استفادت عشر دول افريقية من تخفيضات كبيرة في اسعار العلاجات (حتى 90 بالمئة) اثر اتفاقات ابرمت بين الحكومات وشركات صناعة الادوية الكبرى تحت اشراف الامم المتحدة غير انها ما زالت باهظة التكاليف بالنسبة الى الافراد والدول الفقيرة جدا.
وتعالت عدة اصوات في واغادوغو مطالبة بتخفيض اكبر لاسعار العلاجات وحتى بمجانيتها حيث ان تأمين العلاج الثلاثي لمليون شخص اضافي يكلف 2.1مليار دولار حسب دراسة فرنسية. وطلب المؤتمر في "توصياته" الختامية من المجتمع الدولي "تمويل" الحصول على العلاج الثلاثي والموافقة على استخدام الادوية البديلة الذي تحده حاليا قواعد منظمة التجارة العالمية.
ووجه مبعوث الامين العام الامم المتحدة الخاص لشؤون الايدز ستيفن لويس انتقادا لاذعا للرد الدولي الضعيف ودان ال"10 بالمئة المزرية" التي تم جمعها من اصل خمسة مليارات دولار مطلوبة سنويا لمكافحة الايدز في افريقيا. وقال الخميس "لم نسمع (اثناء المؤتمر) اي كلام عن مصدر الاموال لتجنب انتشار جديد لهذا الوباء بينما نعرف كلنا انه بالامكان وضع حد له".
&ودعم ممثلو الدول الغربية الرفيعو المستوى القلائل المشاركون في المؤتمر المطالب الافريقية وشجعوا قادة القارة على تعزيز جهودهم عبر اعتماد سياسات صارمة للوقاية والحصول على العناية اضافة الى زيادة الميزانيات المخصصة للصحة. ولكن هنا تكمن نقطة الضعف. فالقادة الافارقة الذين يكثرون من التصريحات حول نواياهم لم يكلفوا انفسهم عناء المجيء الى واغادوغو.
فلم يحضر اي رئيس دولة باستثناء المضيف في بوركينا فاسو بليز كومباوري، واقتصر تمثيل الدول في افضل الحالات على وزير الصحة على غرار ما فعلت جنوب افريقيا وهي احدى اكثر الدول معاناة من المرض والتي يتخذ رئيسها ثابو مبيكي مواقف خارجة عن المألوف من الايدز او نيجيريا التي تضم اكبر عدد سكان في القارة.
&واضافة الى مشاكل التمويل يحذر منتقدو تأمين العلاج الثلاثي بسرعة وبكميات كبيرة الى افريقيا، من غياب البنى التحتية الصحية الملائمة مشددين على ان عدم احترام الاجراءات الصارمة اثناء تلقي العلاجات قد يؤدي الى بروز مقاومة او حتى تحولات في الفيروس.
كما تم التركيز خلال المؤتمر على الجوانب الاجتماعية لهذا الوباء وخصوصا عبر الوقاية وتغيير العادات الجنسية.
وعلى الرغم من ان 55 بالمئة من ايجابيي المصل في افريقيا هم من النساء فقد حمل عدد من المتكلمين بشدة على سلوك الرجال الافارقة "غير المسؤول" من حيث تعدد شريكاتهم ورفض استخدام الواقي الذكري وطلبوا وضع برامج خاصة من اجل حماية النساء والاطفال.
&اما على صعيد الابحاث اللقاحية فلم يقدم المؤتمر اي تقدم بارز. فغالبية الابحاث الجارية تتناول فيروس ايتش اي في-1 من نوع بي الاكثر انتشارا في اميركا الشمالية لكنه ليس النوع السائد في افريقيا.
ويبقى مصير المرضى الافارقة غامضا في وقت ادى فيه هذا الوباء الى تراجع معدل الحياة في القارة حوالى 15 عاما ونجم عنه حسب التقرير النهائي "ارتهان مستقبل" الدول عبر القضاء على قوتها الحيوية وحرمانها من النمو الاقتصادي. ـ