&
بومبيي- تفتتح مدينة بومبيي، قبلة السياح الى ايطاليا، بمناسبة حلول عيد الميلاد موقعا اثريا جديدا، عبر السماح بزيارة "حمامات سوبوربان" وهي حمامات اثرية قديمة ملقبة ب"حمامات المتعة" بسبب احتوائها رسوما جدارية تمثل مشاهد غرامية محفوظة بصورة ممتازة.
وتزين ثماني جدرانيات صغيرة الحجم حجرة الملابس في هذه الحمامات التي تعود الى القرن الاول قبل المسيح، وهي تصور مشاهد غرامية بين شخصين او ثلاثة او حتى اربعة.
وتظهر احدى هذه الجدرانيات مشهدا غراميا بين نساء، وهي الوحيدة من هذا النوع التي بقيت من العهد الروماني حسب الاختصاصيين. وكانت ثماني جدرانيات اخرى تزين هذه الصالة، غير ان الزمن اتلفها ولم يبق منها سوى آثار ضئيلة.
تقع الجدرانيات على مستوى السقف تقريبا وتعلو خزائن مطلية بلون الخشب تصطف على الحائط وتحمل ارقاما. ويقول علماء الاثار ان الرقم والمشهد الايروتيكي المطابق له ربما كانا يستخدمان لتذكر الخزانة حيث وضع كل من الزبائن ثيابه.
لكن من الممكن ايضا ان تكون هذه الجدرانيات تستعرض الخدمات المعروضة على الزبائن في الطابق الاعلى الذي كان على الارجح مخصصا للبغاء.
يقول مدير الحفريات انتونيو دامبروسيو "هناك على الدوم فرضيات مختلفة لا يمكن التحقق تماما من اي منها".
"الامر الاكيد ان هذه الحمامات هي من اقدم الحمامات المختلطة في التاريخ، لكننا لا نعرف ما اذا كان يؤذن للرجال والنساء بدخولها في الوقت نفسه، او ان كان هناك ايام او ساعات محددة لكل من الجنسين".
ويبدي المدير العام للحمامات بييترو جيوفاني غودزو تحفظات كبيرة حيال ما ينسب الى حياة بومبيي من حرية جنسية.
يقول ان "البغاء في بومبيي كان محصورا في العبيد. وكان اصحابهم يملون عليهم ما يفعلون. لم تكن لديهم الحرية".
وتلي حجرة الملابس مواقع ثلاثة احواض استحمام كل منها يتمتع بدرجة حرارة مختلفة بين الباردة والمعتدلة والحارة. ويتم الابقاء على درجة حرارة مستقرة في هذه الاحواض بفضل نظام شديد الدقة.
صالة حوض المياه الباردة مزينة بجدرانيات ذات نقوش بحرية على خلفية زرقاء احتفظت بكامل نقاوتها وبفسيفساء للاله مارس محاطا بملائكة. وكانت حجرة صغيرة في نهاية الحمامات تستخدم لحمامات البخار (ساونا).
وستستقبل "حمامات سوبوربان" الزائرين ضمن مجموعات صغيرة "لا تتعدى خمسة عشر الى عشرين زائرا بسبب ضيق الصالات" وفق ما اوضح دامبروسيو.
وتم اكتشاف هذه الحمامات خلال الخمسينات، غير ان الحفريات لم تبدأ بشكل فعلي قبل 1985-87، وتلتها في ما بعد اعمال الترميم.
وستفتح بومبيي في الوقت نفسه امام الزائرين موقع "لا كاسا دي ميناندرو" او منزل ميناندرو باسم الشاعر الاغريقي الهزلي (342-292 قبل المسيح) الذي تزين لوحة بورتريه له احدى الكوات بين الاعمدة المحيطة بالموقع.
ويعود هذا المنزل الروماني الى القرن الثالث قبل المسيح وظل مقفلا لاجراء اعمال الترميم طوال اكثر من عشرين عاما بعد الزلزال الذي ضرب كمبانيا في تشرين الاول/نوفمبر 1980. وتحمل احدى القاعات المتفرعة عن الباحة الداخلية ثلاثة مشاهد تصور حرب طروادة.
كذلك سيفتح منزل ثان هو "لا كاسا دي جوليو بوليبيو". ويتميز هذا المنزل الذي شيده احد حكام المدينة في القرن الثاني قبل المسيح بوجود قطع اثاث قديمة متحجرة بين اعمدته.
وكانت طبقة كثيفة من الرماد طمرت مدينة بومبيي اثر ثوران بركان الفيزوف. ويمتد موقع الحفريات على مساحة 15 الى 20 هكتارا. ويوضح المدير العام غودزو انه ما زال يتعين اجراء حفريات على مساحة مماثلة.
ويقول "تعود المدينة الى العام 1600 قبل المسيح. ليس هناك مدينة اخرى قديمة تم الاحتفاظ بها بهذه الطريقة. وكمية التفاصيل اليومية التي نكتشفها هنا لا مثيل لها في اي موقع اخر".