&
بغداد- احتفل العراقيون اليوم الاثنين بثاني ايام عيد الفطر المبارك في مظاهر بهجة بسيطة في ظل الحرمان الناجم عن الحصار ومع التركيز على معاناة الفلسطينيين في ظل العمليات الاسرائيلية ضد الاراضي الفلسطينية.
وفي سوق الكاظمية الشعبي، تحاول ربة المنزل فاطمة عبثا ارضاء رغبة اولادها في شراء الملابس الجديدة والالعاب.
وتقول " لقد حتمت علي الاسعار المرتفعة ان الجأ الى شراء الملابس المستعملة هذا العام ايضا لاولادي".
وتحفل المحال التجارية بالمنتجات المحلية والمستوردة وخصوصا المصرية والسورية غير ان اسعارها تبقى خارج متناول القدرة الشرائية لغالبية العراقيين.
ويقدر متوسط الراتب الشهري في العراق بين ثلاثة واربعة دولارات بسبب التدهور الكبير لسعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الذي يصرف باكثر من الفي دينار في حين كان يوازي الدينار قبل ازمة الخليج 4،3 دولارات.
ويقول التاجر حسن عبد الوهاب ان الاقبال على الشراء كان جيدا خلال الايام القليلة التي سبقت عيد الفطر.
واقر عبد الوهاب بارتفاع اسعار السلع لمناسبة العيد لكنه اعتبر ان الامر
"تمليه ظروف استيراد هذه البضائع وتكاليف الشحن التي تصاحبها".
واعتبر دبلوماسي غربي مقيم في بغداد ان عيد الفطر تميز باجواء جيدة هذا العام في ظل قرار مجلس الامن الدولي تمديد العمل ببرنامج +النفط مقابل الغذاء+ لمدة ستة اشهر اضافية وهو استثناء على الحظر المفروض على العراق يسمح لبغداد بيع نفطها مقابل شراء منتجات اساسية.
وقال الدبلوماسي ان "المواجهة المرتقبة بين العراق ومجلس الامن ربما تاجلت الى منتصف العام المقبل وهذا ما ساعد العراقيين على التمتع بشهر رمضان وعيد فطر من دون مشكلات سياسية".
&وعلى المستوى الرسمي، اقتصرت الاحتفالات بعيد الفطر هذا العام على مراسم بسيطة وقد استقبل الرئيس العراقي صدام حسين مساء امس في اول ايام العيد المهنئين من اعضاء القيادة السياسية وحزب البعث الحاكم والجيش.
وقد ردد العديد من العراقيين في مقابلات عرضها التلفزيون العراقي ان "الفرحة الكبرى تتمثل في يوم زوال الحصار عن العراق .. وفي اليوم الذي تقف فيه مذابح القوات الصهيونية بحق ابناء الشعب الفلسطيني ".
وشددت الصحف العراقية الرسمية في تعليقاتها على التصعيد في الاراضي الفلسطينية مشيرة الى ان عيد الفطر يطل هذا العام " وابناء شعبنا العربي الفلسطيني .. والمسلمون في افغانستان .. يواجهون الارهاب الاميركي بعزم راسخ وارادة لا تلين مستلهمين من قيم العيد المبارك وشهر رمضان معاني الصبر والصمود والجهاد".
واعتاد العراقيون ان يحتفلوا بعيد الفطر في حرمان في ظل ظروف الحصار المتعدد الوجوه المفروض على البلاد منذ اب/اغسطس 1990.