استهلالاً لحوار
مع ضياء العزاوي
&
&
أدونيس __________________ تصوير صموئيل شمعون
&
مجنون ليلى1 - 1996 لضياء العزاوي
&
أفقٌ- مزيجُ أضواءٍ وألوان،
& لا فاصِل بين السماء والأرض
&&& وللفضاء دَرَجٌ
&&&&&&& كمثل سلمٍ موسيقيّ،

&
&ألم تتعبي من الصعود والهبوطِ،
&يا رياح المعنى؟
&سلاماً لذلك الفجْرِ
الذي تتشقَّقُ يداهُ
وهو لا يزال يتسلّق
&الدَّرجات الأولى.


&&يَدٌ -
&&& لا تكاد العينُ أن تراها
&&&& تَخيط لهذا الأفقِ ثيابه
&&&& التي تمزّقها يدٌ ثانيةٌ
&&&&& تملأ النظر.
& سهلٌ أن نُسمي الأولى يَدَ الأمل،
&& وأن نسمي الثانية يد اليأس.

&
&&&&&& الأمل واليأس
&&& حِساءٌ صحيٌ أخضر
& لهذا الكوكب المريض
&& الذي يُسمى الأرض.

&
&&&&& تلك هي الشمس
&&&&& تخرج من بيْتها.
&&&&&&& كانت عاريةً
& ورأيتها تُعلِّق على بابهِ
&قميصَها الورديَّ الشَّفاف.
&وسمعتها توشوشُ الأفق:
&& سأترك، اليومَ، للغيم
&&&& أن يُقَبِّلَ قدميَّ.

&
قوس قزحٍ يفْرشُ ألوانه،-
&&&& ماذا؟ ألِكُلّ لَوْنٍ
&&&& صَدْرٌ وكاحلان؟
أم تراني أتخيّّلُ وأتوهَّم؟

&
&&& ضوءٌ شبه شاحبٍ
&يتنقل كمثل يدٍ عاشقةٍ
&& على جسدِ الليل.


&في الليل،
&&& أنظر الى قُبّة السّماء،
&&& وأرى الى ضوء الكواكبِ
& يتدفّقُ
&& جداولَ كمثل الجدائلِ.
&لما أشعر، في مثل هذه اللحظات،
&&& كأن خطواتي روافِدُ
&&&& لتلك الجداول،
&وكأن أحضاني مَصَبّات؟

&
&أسمعُ كلاماً
كأنه يجيءُ من أعماق الجهات الأربعَ،-
&أهو كلامُ الضّوء
&&&& ناطقاً بلسان الليل؟
&أهو كلام الليل
&&&& ناطقاً بلسان الضوء؟
&هل تجيب الألوانُ
&&&& وبأي لسان ستنطق؟

&
&&&&&&&&&&&&& أخذني الحلمُ-
&&&&&&&&&&&&&& سارَ بعيداً،
&&&&&&&&&& شَرَّقَ بي وغرَّبَ،
&&&&&&&&& دون أن يُمسكَ بيدي،
&&&&&&& دون أن أتحرّك من مكاني.
&&& جسدي يشيخ وحلمي يَزْداد فُتوّةِ،-
&&&&&&&&& يكبر الحلمُ، هو كذلك،

&
&&&&&&&&&& يتقدّم به العمر،
&&&&&&& غير أنه يكبُرُ ويتقدّم
&&&&&&&& في اتجاه الطفولة.
&&&&&&& الحلم شَمْسُ الجسدَ:
&&&&&&&&&& طفولةٌ دائمةٌ
&&&&& في عالم شَيخوخةٍ دائمة.

&
&&&& تلك الوردة التي قطفتها الصّاعِقَةُ أمْسِ،
&&&&&&&&& كان لها شكْلُ غَيْمةٍ
&&&&&&& يُوَشّحها ضَوء الشّمس.
&&&&& وكانت تتأبطُ الكتابَ الأخيرَ
&&&&&&&&&& الذي ألّفَهُ عِطْرُها،
&&&& واضعةً رأسَها على كتفِ الصّباح.

&
&&&&&&& استيقظتُ، اليوم،
&&&&& رأيت السماءَ غاضبةً،-
&&& كان البرق وَحيَها، والرّعد صَوْتَها
&& فيما كانت تكتبُ القصيدة التي تُسميها
&&&&&&&&&&&& الثلجَ
&&&&& بحبرٍ يِنْسكبُ في خيوطٍ نَحيلةٍ
&&&&&&&&&&& من أعالي الغَيْم.


أدونيس - تموز (يوليو) 2000
&
&
&
&