&
لندن ـ علي المعني: حياة ما بعد الموت، وهذا حال 16 أرملة ممن تركهن الارهاب الجوي في تفجيرت 11 ايلول (سبتمبر) الماضي يتجمعن في الذكرى حاضنات لمواليد رأوا الحياة من بعد الآباء في حادث اجرامي لم يسبق له مثيلا في التاريخ.
امهات في عمر الربيع ومقتبله تجمعن في منهاتن تلك الضاحية النيويوركية المبتلاة بالارهاب الجوي في ايلول (سبتمبر) الماضي حاملات مواليدهن الذين راوا النور بعد فقد الاباء في تلك الحادثة الموجعة.
النسوة حملن رسالة الى العالم مع رضائعهن تقول "هذه الحياة تسير وهؤلاء الاطفال ينشأون ولكن ليس على الحقد".
اطفال ولدوا من دون آباء بعد الحادث الدموي بساعات بعضهم بعد ايام، ويجمعهم امر واحد هو ان الآباء ضحايا الارهاب الاعمى ايا كان مصدره.
اباء منهم اثرياء في سوق المال النيويوركي الشهير، ومنهم آباء يعملون خدما وفراشين، وآخرون يعملون في ادنى المهن، ولكن القدر وحدهم وها هم ابناء الضحايا يلتقون على غير موعد من رحم الغيب الذي غيب الآباء.
مسلمات ومسيحيات ويهوديات وبوذيات ومن مختلف الاطياف الدينية والسياسية والعرقية تجمعن في الهم والهم غرب هذه الايام وليس شرق؟.
وفي اليوم المائة لتفجيرات نيويورك وواشنطن، تجمعت الحوامل المجوعات حاملات الجيل الجديد الذي ياملن ان لا يكون جيل الثأر بل جيل الحوار بين الناس اينما حلوا وكانوا، حيث اديانهم، حيث لونهم وجنسهم ولغاتهم، وانتماءاتهم.
في الصورة الجامعة التي تصدرت اليوم جميع الصحافة المقرؤة في الغرب وعلى شاشات التلفزة والفضائيات اكدت تلك الارامل مع اطفالهن حالا انسانيا في تجمعهن اولا كي يتعارف ابناء الكارثة على بعض من الطفولة والمهد، وكذا التضامن سوية بين الامهات لمواجهة المستقبل بغصاته وجراحاته لابناء لم يروا اباءهم لحظة الميلاد او بعدها ولن يروهم الا عبر صور الالبوم العائلي.
ولكنهم سيسمعون قصصا كارثية مأسوية عن كيف قضاء اباء في عمر العطاء وعمر الورود؟.
هذه الامم المتحدة من نساء نيويورك الثكالى تجمعن بادرة انسانية رفيعة تدخل بوابات التاريح وفيها روح المغفرة لا الثأر ولكن (العدالة)، وهن صرحن بصوت واحد : نحن انسانية واحدة وبذلك نهزم العدو، وها اطفالنا ابناء الضحايا سنربيهم لخدمة الانسان اينما كان وحيثما هو متجاوزا جميع الفوارق دينا ولونا وجنسية.&&&&