حوار أجراه‏:‏ أمين محمد أمين-أكد الشيخ محمد الصباح وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية أن مصر والمملكة العربية السعودية قامتا بدور كبير ومهم وإيجابي في حث الإدارة الأميركية علي تنشيط دورها في حل القضية الفلسطينية بعد أحداث‏11‏ سبتمبر الماضي بنيويورك وواشنطن‏.‏
وقال في حديثه لـالأهرام إننا في الكويت لا نستطيع أن ننكر دور الرئيس حسني مبارك في دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش للحرص علي إيجاد حل للإرهاب الذي تمارسه حكومة شارون ضد الشعب الفلسطيني‏,‏ وكذلك رسالة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي للرئيس الأمريكي لحثه علي تفعيل دور الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط‏.‏
دوافع الهجوم
وأضاف قائلا‏:‏ إننا نري أن الهجوم الذي تتعرض له مصر والسعودية من بعض وسائل الإعلام الغربية ليس بسبب العمليات الإرهابية وإنما بسبب موقف الدولتين الكبيرتين من الأحداث الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏
وقال وزير الشئون الخارجية بدولة الكويت إن هناك استجابة أمريكية حاليا تجاه الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية وقد رحبت جميع الدول العربية بخطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش وبخطاب وزير خارجيته كولين باول بشأن إقامة الدولة الفلسطينية‏.‏
وأعرب عن أسفه لأن التفجيرات والعمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة كانت لها رد فعل غير متناسق مع الحدث لأن المزاج العالمي بعد أحداث‏11‏ سبتمبر لا يقبل استهداف المدنيين‏.‏
وأشار إلي التحول الذي يشهده الموقف الأوروبي حاليا والمتمثل في المطالبة بضرورة وقف أعمال العنف كليا مما أدي إلي إعادة النظر فيما يحدث من حركتي حماس والجهاد‏,‏ وإلي إعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطانه مؤخرا عن وقف إطلاق النار‏.‏
قرارات صعبة
وقال الوزير الكويتي في بعض الأحيان يجب أن تتخذ القيادة الفلسطينية قرارات صعبة من أجل حفظ الدماء الفلسطينية وهذا من أهم مسئوليات القيادة فأي قائد يجب ألا يفرط في دماء شعبه‏.‏
ووصف خطاب الرئيس عرفات بأنه خطاب مسئول وقال‏:‏ إننا تواقون لأن نسمع مبررات هذا الخطاب والفكر الذي يحمله الاشقاء في فلسطين‏..‏ وما هي الخطوات التي ستتبع وقف إطلاق النار ووقف العمليات وإعطاء فرصة لإعادة المفاوضات‏.‏
وحول الموقف العربي عقب اجتماعات وزراء الخارجية العرب الطارئ الخميس الماضي قال الشيخ محمد الصباح‏:‏ إن الدول العربية تتعامل بواقعية شديدة البيان عكس حالة الغضب العربي من تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وجدد مساندته للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات‏.‏
وأكد أن هناك خلطا بين مفهوم المقاومة المشروعة ضد الاحتلال وبين العمليات الإرهابية‏,‏ وكذلك التحدي المتمثل في الصراع بين الحضارت والهجمة علي الإسلام وكل هذه الموضوعات تتطلب من الدول العربية التعامل بواقعية مع هذه التحديات وتوفر الحلول المناسبة لمواجهتها ونساند مطالب الشعب الفلسطيني ايضا المستندة إلي الشرعية الدولية وألا نجعل ما حدث في أفغانستان يؤثر علي المطالب الفلسطينية العادلة‏.‏
وردا علي سؤال حول العلاقات الكويتية الأمريكية حاليا قال‏:‏ لقد قام رئيس مجلس الوزراء بالنيابة الشيخ صباح الأحمد الصباح بزيارة إلي واشنطن والتقي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولين باول ونائب الرئيس الأمريكي ودك تشيني‏..‏ وفي كل لقاء من هذه اللقاءات كانت رسالة الشيخ صباح واضحة وهي أن الولايات المتحدة إذا خسرت مصر والسعودية بحملتها ضدها فإنها ستكون قد خسرت الأمة العربية والإسلامية بأكملها‏.‏ فهي لن تخسر دولتين بل ستسخر حوالي‏60‏ دولة كما لهاتين الدولتين من ثقل وموقع متميز ومحوري وأساسي في العالم الإسلامي‏..‏ وكان الرئيس بوش قد أبلغ الشيخ صباح الأحمد بأن الولايات المتحدة لا تؤيد هذه الحملة ضد مصر والسعودية ولا تؤيد هذه الكتابات في بعض الصحف الأمريكية وقال إننا في الكويت مدركون أن العلاقات مع الولايات المتحدة قوية ونرتبط بها ارتباطات أمنية‏,‏ ولكن ما يربطنا بالسعودية ومصر أعمق وأكبر من علاقاتنا بالولايات المتحدة‏.‏
الكويت‏..‏ وعرفات
وحول مدي استخدام العلاقات في الولايات المتحدة في خدمة القضية الفلسطينية قال الشيخ محمد الصباح علي الرغم من أن الكويتيين لا يزالون يحملون بعض المرارة من موقف عرفات لاحتلال العراق للكويت حيث كان من المؤيدين للغزوالعراقي‏,‏ إلا أن الكويت أعلنتها من واشنطن بأن الإدارة الأمريكية لابد أن تدعم عرفات وترفعت الكويت عن جراحها‏,‏ وطالبت بدعم عرفات وتوفير الحماية للشعب والسلطة الفلسطينية وتلقي الشيخ صباح الأحمد مكالمة من عرفات شكره فيها علي موقفه المدافع عن السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية وفي الاتصالات مع الإدارة الأمريكية وأشار إلي المساعدات التي قدمها الكويت الي الشعب الفلسطيني وقال أعتقد إن مؤتمرات الكويت من قبل القوي الشعبية لمقاومة التطبيع شاهد علي حيوية الشعب الكويتي ودعمه للفلسطينيين‏.‏
المقاطعة وجدواها
وردا علي سؤال حول مطالبة بعض الدول العربية خاصة سوريا بالمقاطعة الشاملة لإسرائيل ومن يساعدها تساءل وزير الشئون الخارجية الكويتي هل سيؤدي المقاطعة إلي انفراج وهل سيساعد هذا القرار الفلسطيني في حل أزمتهم؟‏.‏
وقال إننا نريد أن يكون الموقف العربي موحدا ونريد أن نتذكر أن الاتصالات العربية لعبت دورها في وقت من الأوقات وكانت تستخدم للضغط علي إسرائيل‏.‏
وأضاف إذا قطعنا هذه الاتصالات مع إسرائيل‏,‏ فما هي الخطوة المقبلة التي تليها‏,‏ وإذا لم يكن هناك خطوة بع قطع الاتصالات فيصبح قطع الاتصالات لا معني له‏.‏
وردا علي سؤال حول الدعم المادي العربي للشعب الفلسطيني خاصة وأن هناك تقصيرا من جانبي بعد الدول العربية قال‏:‏ إن ذلك وضع مشين ممن لا يلتزمون بالدعم المالي لاشقائنا الفلسطينيين ونحن في الكويت دفعنا حصتنا المقررة من قمة القاهرة بالكامل وهي‏150‏ مليون دولار ونتمني أن تلتزم الدول الأخري بحصصها تجاه الفلسطينيين خاصة في تلك الظروف الصعبة التي يعيشونها‏.‏
دعوة صدام
وردا علي سؤال حول دعوة الرئيس العراقي صدام حسين لعقد قمة في مكة المكرمة ورأيه فيها قال‏:‏ إذا كان صدام يريد أن يثوب فنحن نتمني له الهداية‏,‏ وإذا قال يجب أن نتجاوز الخلافات لعقد قمة للمصلحة المشتركة فنحن جميعا نؤيده‏..‏ ولكن إذا أراد فعلا أن يتجاوز الخلافات يجب أولا أن يفرج عن الأسري الكويتيين ولا يستخدمهم علي إنهم تجارة سياسية وإذا كان صادقا فإن باب التوبة مفتوح ونتمني له الهداية‏.‏
مشاعر عائلية
وفي سؤال عن الخطط المستقبلية لدفع العلاقات المصرية الكويتية قال الشيخ محمد الصباح‏:‏ لقد تم تشكيل لجنة مشتركة علي مستوي وزراء الخارجية منذ‏3‏ أشهر وكانت زيارة الرئيس مبارك الأخيرة للكويت تعبر عن المشاعر العائلية التي تربط القيادتين حيث كان الرئيس مبارك في زيارة للإمارات واتصل هاتفيا وقال‏:‏ إنه سيأتي لزيارة الكويت دون أي ترتيبات بروتوكولية أو مظاهرية‏..‏ وكان لقاء أشقاء وكانت الزيارة لها واقع عميق علي نفس الشعب الكويتي وبعد الزيارة ظلت الصحافة الكويتية تتحدث عنها لمدة أسبوع‏.‏(الأهرام المصرية)