فلسطين -خاص: قال مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية آفي غيل، خلال جلسة مغلقة مع رجال وزارة الخارجية التي طرحت قضية منع اسرائيل لعرفات بالخروج من رام الله إلي بيت لحم أعترف، انه من الصعب علي الدفاع عن هذا القرار .
وبدا غيل الذي لعب دورا فاعلا جدا في الاتصالات السياسية التي يجريها شمعون بيريز مع أبي العلاء غاضبا جدا علي قرار شارون وقال طوال الوقت وأنا احذر من الاضرار السياسية والاعلامية التي ألحقها بنا هذا القرار . وقال مصدر كبير شارك في الجلسة أن هذا القرار، ببساطة جعل عرفات مناسبا أكثر من أي وقت مضي . في الأيام الأخيرة منذ اتخاذ القرار وصل الي وزارة الخارجية شكاوي عديدة من جانب الدبلوماسيين الاسرائيليين الذين يخدمون في العالم، قالوا فيها انهم لا يعرفون كيف يفسرون القرار. وعلي ضوء البلبلة تقرر امس في وزارة الخارجية عدم نقل مادة اعلامية للدبلوماسيين الاسرائيليين بل ببساطة الاقتراح عليهم اقتباس قرار مجلس الوزراء المصغر نصا وروحا.
وفي نفس الوقت ابلغ الدبلوماسيون الاسرائيليون عن سلسلة طويلة من الشجب والاستنكار من جانب الدول من بينها الفاتيكان، والردود الاصعب سجلت في ايرلندا. حيث قال الدبلوماسيون الاسرائيليون انهم واجهوا غضبا بالغا علي ظهور المتحدثين باسم الحكومة في وسائل الاعلام. ووجهت انتقادات في اجهزة الامن الاسرائيلية إلي رئيس الحكومة شارون. حيث قالوا في الجيش والشاباك انه كان علي إسرائيل ان تسمح لعرفات بالخروج من رام الله والوصول الي بيت لحم، وان منع زيارته للمدينة كان هدفا ذاتيا سيلحق باسرائيل اضرارا سياسية بالغة. وقال مصدر امني كبير لا شك ان عرفات سيكون المنتصر الأكبر في هذه القصة. تحديدا في هذه الفترة التي نحاول فيها حشره في الزاوية ودفعه لمقاومة الارهاب جعلناه يكسب قدرا كبيرا من التأييد العالمي في حين حظينا نحن بالاستنكارات . وانضم الي الانتقادات ضباط كبار جدا في الجيش الاسرائيلي اعربوا عن دهشتهم من الموقف غير المنطقي لشارون. وقال الضباط ان رئيس الحكومة تسلق علي شجرة عالية ولم ينجح في ايجاد ولو تفسير واحد منطقي لقراره واضافوا انه لم يكن هناك اي ضرر من اصدار التصريح له وهذا لاينطوي علي أي اثر سياسي او امني. وقالت المصادر ان الضرر الوحيد نجم لإسرائيل. وخسارة ان شارون لم يتعلم درسا من الماضي ومرة اخري يحشرنا في الزاوية .
وطوال امس الأول حاول وزراء وقادة اقناع شارون بتغيير رأيه ولكن عبثا. وفي اجهزة الامن اعربوا عن املهم ان يرضي شارون ولكن بالمقابل جرت الاستعدادات بتوجيهات منه. افشال محاولة عرفات الخروج من رام الله ولو بالقوة.
وحتي اللحظة الاخيرة حاول عرفات الضغط علي إسرائيل للمشاركة في قداس منتصف الليل. وقالت مصادر فلسطينية انه في ساعات المساء تحدث عرفات مع الرئيس الأميركي وطلب منه الضغط علي رئيس الحكومة السماح له ولكن دون فائدة. لذلك أعلن رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيبقي في محله في رام الله طالما لم يوقف قتلة وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وقال ان عرفات سيظل قابعا في محله الي ان يتدخل ضد الارهابيين. هذا الاجراء طبق قبل الميلاد وسيبقي مطبقا بعده . وقد منعت اسرائيل عرفات هذا العام من مغادرة رام الله في الضفة الغربية لحضور قداس الميلاد الاثنين في بيت لحم مطالبة بأن يعتقل منفذي اغتيال زئيفي والمخططين له. وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تبنت في 17 اكتوبر في القدس اغتيال وزير السياحة في القدس ردا علي اغتيال امينها العام أبو علي مصطفي علي يد إسرائيل في نهاية اغسطس . وأضاف غيسين لا نريد اهانته أو ايذائه غير انه سيبقي ملازما مكانه في رام الله الي ان يقوم هو او رجاله بالمطلوب منهم . وقال ان اسرائيل سلمت عرفات اسماء اثنين من قاتلي الوزير الاسرائيلي. كما تطالب اسرائيل ايضا باعتقال احمد سعدات الأمين العام للجبهة خلفا لأبو علي مصطفي.(الراية القطرية)