ايلاف - طارق السعدي : اكتشف فجأة& "الحياة النشيطة" أثناء تجواله&على الارض الفرنسية كبائع للموسوعات. فابتعث ما خلد في ذاكرته من أهازيج البلاد وآلام المرحلة، و صاح يستنجد: " سيدي عبد القادر أ بوعلام، داوي حالي .."
اذا كانت " الشموس الثلاثة " الجزائرية (les trois soleils) :& الشاب خالد والشاب فوديل ورشيد طه، قد أشرقت على الجمهور الواسع الغربي منه والشرقي من خلال جدبتهم الجماعية التي تهللت بسيدي عبد القادر بوعلام، فان واحدا منهم على الأكثر وهو رشيد طه قد تميز عن زملاء صفه بعلامات تجعل منه فنانا خاصا لايمت بصلة الى نمودج شبان الراي المتماثلين الى حد كبير فيما بينهم.
فمن المعلوم أن كل من الشاب خالد وفوديل قد أسسا موسيقاهما في الجزء الأكبر منها على نمط ايقاع الغرب الجزائري. لكن ليس هذا هو حال صاحبنا رشيد طه الذي عمد ومنذ أكثر من عشر سنوات الى خلق نوع من موسيقى "الروك الاثنية" مستلهما قواعدها من ايقاعات عربية مختلفة المصادر وغربية وبالخصوص موسيقى الروك الكلاسيكية، وموسيقى التكنو الحديثة. قكانت النتيجة موسيقى في غاية من الفرادة تعكس في الوقت ذاته خصوصية نمودجه الفني وبالتالي حياته الخاصة.
ولد رشيد طه بوهران عام 1958، ليغادر الجزائر منذ كان عمره عشر سنوات. واذا كانت ذاكرته الطفولية قد ترسبت بها بعض ايقاعات الراي ذائعة الصيت في مسقط رأسه، فانه لن يكتشف الموسيقى العربية الا بفرنسا حينما التحق بوالديه وأخته بالألزاس. بالحانات التي يحج المهاجرون المغاربيون اليها سيستمع رشيد طه الى محمد العنقة ودحمان الهراشي اضافة الى فريد الأطرش والسيدة أم كلثوم. وستتسرب كل هذه الترانيم الى عمق رشيد لتظهر فيما بعد صاخبة في ألبوم "ديوان" الذي حقق نجاحا هاما. كما لم يقاوم ما تبقى من ذاكرة طفولته من موسيقى الأفلام الهندية بل استثمرها أيضا أثناء تسجيلاته بانجلترا.
ولما كان عمره 18 سنة و بعد حصوله على شهادة استكمال الدروس الثانوية، اكتشف فجأة "الحياة النشيطة" كما يسميها، و كان ذلك أثناء تجواله بالتراب الفرنسي بوصفه بائعا للموسوعات. ثم انتقل من عمل صغير الى آخر مرورا بمراحل طويلة من البطالة. لكنه في تلك الأثناء كان لايتوقف عن الاستماع الى ليو فيري (خاصة ألبومه الأول ) و جاك بريل والرولينغ ستونس.. وآخرين، دون أن يكون لديه أدنى شك بأنه سيغني وسيعزف أمام الجمهور في يوم ما، بوصفه هذا الانسان المغاربي.
في بداية الثمانينات التحق رشيد طه بأسرته بمدينة ليون ليشتغل بمصنع لآلات التبريد وهناك سيلتقي بفرقته الموسيقية المستقبلية بأكملها. كانوا أربعة شبان تعبوا من تكرار أغاني لهم في أمكنة لايرتادها جمهور واسع. فكان رشيد طه خامسهم ومغنيهم، ليدفع بهم الى الظهور العام بأغنيتهم الشهيرة "زبيدة".
سموا فرقتهم "بطاقة الاقامة" (carte de sejour) وكما يدل على ذلك الاسم فانهم جعلوا من أنفسهم صوتا اضافيا للحركة الاحتجاجية للمهاجرين المغاربيين منهم على الخصوص. ومن خلال هذه الفرقة ومع توالي الألبومات تعرف الجمهور الفرنسي على الموسيقى العربية ولو بقالب الروك.
و بقدر ما كانت الفرقة تغزو القواعد والشباب بالقدر ذاته كانت تصد أمامها الأبواب الاعلامية الرسمية من اذاعة وتلفزة، وبقيت "بطاقة الاقامة" مهمشة.
في عام 1983 صدر لرشيد الألبوم الأول الذي يحمل عنوان (RHORHOMANIE) وحصل على نسبة هامة من الانتقادات الفنية لصالحه ومبيعات متواضعة جدا. ورغم ذلك فقد توالت الحفلات تلو الأخرى ليصدر للفرقة عام 1985 ألبوم جديد يحمل أغنية مفاجئة هي "فرنسا الوديعة"! لكن سنة 1991 ستختفي "بطاقة الاقامة" و لن يظهر لها أي أثر. أما رشيد فسيستمر مع ألبومه الجديد "باربيس" الذي نال شهرة عالمية واسعة، متبوعا سنة 1993 بألبوم لا يحمل أي عنوان ما عدا "رشيد طه"!.
النجاحات الفنية التي بدأت تبرز في الأفق لم تغر رشيد وانما جعلته يتجه نحو وهران مسقط رأسه من أجل مزيد من الالهام. اذ ساهم تناقص مبيعات أشرطة رشيد في جعله يعمد الى تحسين منتوجه الفني وتمييزه. فكاد ألبومه التاسع وهو عبارة عن عمل فني كلاسيكي لدحمان الهراشي لسنة 1973 يحمل عنوان "يا راي" أن يتحول الى نشيد للمهاجرين المغاربيين بفرنسا لكن على المستوى الاعلامي تم تناسيه بسرعة. فأنتج رشيد أغاني أخرى في عام 1995 كأغنية OLE OLE التي عرفت نفس المصير الاعلامي. لكن فجأة عادت أغنية ياراي الى الواجهة لتنتشر انتشارا كبيرا عم كل أوروبا والعالم، و لتستقر بمرتبة مشرفة ضمن ترتيبات "الهيت باراد". وكأن دحمان الهراشي الذي توفي سنة 1980 قد عاد مجددا الى الحياة بفضل رشيد طه.
بعد "يا راي"، كان الألبوم "ديوان1" ثم "ديوان 2" الذي يريد منه رشيد أن يشكل قفزة نوعية للموسيقى المغاربية بالمهجر. وبينهما كان الحقل الثلاثي ما بين "الشموس الثلاثة" : فوديل وخالد وطه. وكأنه بهذا الأخير يريد اثبات فرادته ضمن الجموع.
اذا كانت " الشموس الثلاثة " الجزائرية (les trois soleils) :& الشاب خالد والشاب فوديل ورشيد طه، قد أشرقت على الجمهور الواسع الغربي منه والشرقي من خلال جدبتهم الجماعية التي تهللت بسيدي عبد القادر بوعلام، فان واحدا منهم على الأكثر وهو رشيد طه قد تميز عن زملاء صفه بعلامات تجعل منه فنانا خاصا لايمت بصلة الى نمودج شبان الراي المتماثلين الى حد كبير فيما بينهم.
فمن المعلوم أن كل من الشاب خالد وفوديل قد أسسا موسيقاهما في الجزء الأكبر منها على نمط ايقاع الغرب الجزائري. لكن ليس هذا هو حال صاحبنا رشيد طه الذي عمد ومنذ أكثر من عشر سنوات الى خلق نوع من موسيقى "الروك الاثنية" مستلهما قواعدها من ايقاعات عربية مختلفة المصادر وغربية وبالخصوص موسيقى الروك الكلاسيكية، وموسيقى التكنو الحديثة. قكانت النتيجة موسيقى في غاية من الفرادة تعكس في الوقت ذاته خصوصية نمودجه الفني وبالتالي حياته الخاصة.
ولد رشيد طه بوهران عام 1958، ليغادر الجزائر منذ كان عمره عشر سنوات. واذا كانت ذاكرته الطفولية قد ترسبت بها بعض ايقاعات الراي ذائعة الصيت في مسقط رأسه، فانه لن يكتشف الموسيقى العربية الا بفرنسا حينما التحق بوالديه وأخته بالألزاس. بالحانات التي يحج المهاجرون المغاربيون اليها سيستمع رشيد طه الى محمد العنقة ودحمان الهراشي اضافة الى فريد الأطرش والسيدة أم كلثوم. وستتسرب كل هذه الترانيم الى عمق رشيد لتظهر فيما بعد صاخبة في ألبوم "ديوان" الذي حقق نجاحا هاما. كما لم يقاوم ما تبقى من ذاكرة طفولته من موسيقى الأفلام الهندية بل استثمرها أيضا أثناء تسجيلاته بانجلترا.
ولما كان عمره 18 سنة و بعد حصوله على شهادة استكمال الدروس الثانوية، اكتشف فجأة "الحياة النشيطة" كما يسميها، و كان ذلك أثناء تجواله بالتراب الفرنسي بوصفه بائعا للموسوعات. ثم انتقل من عمل صغير الى آخر مرورا بمراحل طويلة من البطالة. لكنه في تلك الأثناء كان لايتوقف عن الاستماع الى ليو فيري (خاصة ألبومه الأول ) و جاك بريل والرولينغ ستونس.. وآخرين، دون أن يكون لديه أدنى شك بأنه سيغني وسيعزف أمام الجمهور في يوم ما، بوصفه هذا الانسان المغاربي.
في بداية الثمانينات التحق رشيد طه بأسرته بمدينة ليون ليشتغل بمصنع لآلات التبريد وهناك سيلتقي بفرقته الموسيقية المستقبلية بأكملها. كانوا أربعة شبان تعبوا من تكرار أغاني لهم في أمكنة لايرتادها جمهور واسع. فكان رشيد طه خامسهم ومغنيهم، ليدفع بهم الى الظهور العام بأغنيتهم الشهيرة "زبيدة".
سموا فرقتهم "بطاقة الاقامة" (carte de sejour) وكما يدل على ذلك الاسم فانهم جعلوا من أنفسهم صوتا اضافيا للحركة الاحتجاجية للمهاجرين المغاربيين منهم على الخصوص. ومن خلال هذه الفرقة ومع توالي الألبومات تعرف الجمهور الفرنسي على الموسيقى العربية ولو بقالب الروك.
و بقدر ما كانت الفرقة تغزو القواعد والشباب بالقدر ذاته كانت تصد أمامها الأبواب الاعلامية الرسمية من اذاعة وتلفزة، وبقيت "بطاقة الاقامة" مهمشة.
في عام 1983 صدر لرشيد الألبوم الأول الذي يحمل عنوان (RHORHOMANIE) وحصل على نسبة هامة من الانتقادات الفنية لصالحه ومبيعات متواضعة جدا. ورغم ذلك فقد توالت الحفلات تلو الأخرى ليصدر للفرقة عام 1985 ألبوم جديد يحمل أغنية مفاجئة هي "فرنسا الوديعة"! لكن سنة 1991 ستختفي "بطاقة الاقامة" و لن يظهر لها أي أثر. أما رشيد فسيستمر مع ألبومه الجديد "باربيس" الذي نال شهرة عالمية واسعة، متبوعا سنة 1993 بألبوم لا يحمل أي عنوان ما عدا "رشيد طه"!.
النجاحات الفنية التي بدأت تبرز في الأفق لم تغر رشيد وانما جعلته يتجه نحو وهران مسقط رأسه من أجل مزيد من الالهام. اذ ساهم تناقص مبيعات أشرطة رشيد في جعله يعمد الى تحسين منتوجه الفني وتمييزه. فكاد ألبومه التاسع وهو عبارة عن عمل فني كلاسيكي لدحمان الهراشي لسنة 1973 يحمل عنوان "يا راي" أن يتحول الى نشيد للمهاجرين المغاربيين بفرنسا لكن على المستوى الاعلامي تم تناسيه بسرعة. فأنتج رشيد أغاني أخرى في عام 1995 كأغنية OLE OLE التي عرفت نفس المصير الاعلامي. لكن فجأة عادت أغنية ياراي الى الواجهة لتنتشر انتشارا كبيرا عم كل أوروبا والعالم، و لتستقر بمرتبة مشرفة ضمن ترتيبات "الهيت باراد". وكأن دحمان الهراشي الذي توفي سنة 1980 قد عاد مجددا الى الحياة بفضل رشيد طه.
بعد "يا راي"، كان الألبوم "ديوان1" ثم "ديوان 2" الذي يريد منه رشيد أن يشكل قفزة نوعية للموسيقى المغاربية بالمهجر. وبينهما كان الحقل الثلاثي ما بين "الشموس الثلاثة" : فوديل وخالد وطه. وكأنه بهذا الأخير يريد اثبات فرادته ضمن الجموع.
التعليقات