فلسطين-غازي حمد:تقول اوساط صحفية و سياسية في اسرائيل ان العلاقة بينها و بين الهند وثيقة الي درجة عالية وان اسرائيل تحاول ان تبقي علاقتها بالهند دائما في اعلي مستوياتها السياسية و الامنية. و يقول الصحفي الاسرائيلي امنون برزلاي في صحيفة " هارتس " امس " ما لا يقل عن ثلاثة وفود اسرائيلية قامت في الاسابيع الاخيرة بزيارات رسمية الي الهند. في الاسبوع الماضي جري في نيودلهي الحوار السياسي النصف سنوي بين اسرائيل والهند. في نهاية نوفمبر وبداية شهر ديسمبر زار الهند ولاول مرة منذ انشاء العلاقات الدبلوماسية وفد برلماني برئاسة عضو الكنيست امنون روبنشتاين، وقبل ذلك بأسبوعين جري النقاش الامني الاستراتيجي بين قادة وزارة الدفاع في البلدين. علي رأس الوفد الاسرائيلي كان مدير عام وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس يارون. وفي الشهر القادم سيلتقي في اسرائيل وفدان من الجانبين للبحث في مسائل مكافحة الارهاب".
و يوضح برزلاي ان زيارة الوفود الاسرائيلية الثلاثة للهند عبرت عن مجريات العلاقات الودية. و قال ان أحد مظاهر هذه العلاقة هو تلك القفزة السنوية البالغة عشرات النسب المئوية في التجارة المدنية بين الدولتين. في عام 1992 وصلت التجارة المشتركة عدة ملايين من الدولارات. وفي عام 2000 وصلت الصادرات الاسرائيلية للهند الي 600 مليون دولار (والصادرات الهندية بنفس الحجم) من دون الصادرات الامنية. في العام القادم سيكون قد مضي عقد علي اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وبين الاحتفالات المخططة زيارة رئيس الهند كوتشريل رمان نرايانان لاسرائيل وزيارة لارييل شارون للهند. أحد الافكار التي يجري تدارسها الان هو اصدار طابع بريدي مشترك.
الي جانب العلاقات التجارية و السياسية فقد تعززت العلاقات الامنية و العسكرية فالهند تعتبر نفسها بحاجة الي التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية اضافة الي التكنولوجيا الزراعية و الصناعية وتقدر صادرات اسرائيل العسكرية الي الهند بملايين الدولارات سنويا .و فوق ذلك كله فان التعاون الامني بين الدولتين يشعر بان " مصيرهما مشترك " كما يقول الصحفي برزلاي و الذي يعتبر ان هنالك رؤي و مواصفات بين الهند واسرائيل تدفعهما ليكونا في صف واحد و ويوضح ذلك بقوله "
ان المداولات الامنية بين الهند و اسرائيل تجري كل ستة اشهر وقد ظللت علي كل ما تبقي. محادثات العمل الامنية الشاملة التي جرت علي خلفية الهجمة الارهابية ضد الولايات المتحدة والحرب في افغانستان عبرت عن رؤية استراتيجية متشابهة وعن عمق المصالح الامنية المشتركة الموجودة في أساس العلاقات بين البلدين. قادة جهاز الدفاع الاسرائيلي والهندي شعروا في اكثر من مرة انهم يتقاسمون مصيرا مشتركا" عبر مواجهة خطر اسلامي علي حد ادعاء برزلاي.
في مسألة اخري غير متوقعة كان هناك ايضا شعور قوي بالشراكة. منذ الحادي عشر من سبتمبر، وجدت الهند نفسها - مثل اسرائيل - خارج التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في اطار حربها ضد بن لادن و"الارهاب". اسرائيل أبعدت خارجا لافساح المجال امام الدول العربية حتي تكون شريكة، وكذلك الامر مع الهند حيث فضلت واشنطن الباكستان عدوتها اللدودة عليها. لا عجب اذا ان الهند تشعر اليوم رغم احجامها الضخمة - مثل اسرائيل - بأن عليها ان تعد لنفسها أدوات للدفاع عن مواطنيها وحدودها من الارهاب. هذه هي ايضا المسائل التي تم تداولها بشكل موسع في اللقاء الذي جري في الحادي والعشرين من نوفمبر في نيودلهي.
وتأتي الانعطافة الكبيرة في علاقة الهند باسرائيل بعد سقوط حزب المؤتمر الاشتراكي "الانعطافة حدثت في عام 1998، في الانتخابات التي جرت في مطلع تلك السنة حدث انقلاب سياسي في الهند. حيث مني حزب المؤتمر بهزيمة وصعد الي الحكم الحزب الوطني الهندي برئاسة اتال بيهاري فاجبابي الذي عين ادفاني وزيرا للداخلية وهو رجل قوي في الحزب ومحب لاسرائيل، اما وزير الدفاع فقد اصبح جورج فرناندو.(الراية القطرية)