&
ايلاف- سمر عبدالملك: منذ العام 1985 واميركا تعتبر حزب الله منظمة ارهابية، أضافت اليه الشهر الماضي 21 منظمة أخرى في لائحة صدرت عن ادارة بوش، حيث طلبت الولايات المتحدة من الحكومات التي تتواجد فيها& تجميد ارصدة المنظمات التي حددتها على اللائحة تلك.
ويعتبر اليوم المهلة الاخيرة التي حددتها الأمم المتحدة للدول التي تأوي المنظمات الواردة على لائحة بوش للاجابة عن 17 سؤالا وضعتها في سياق الجهود المبذوله ضد الارهاب. وفي الوقت الذي أجلت فيه معظم البلدان ردها الى ما بعد الأعياد، كان لبنان، الذي يسعى لاسقاط الصورة الاميركية الناظرة اليه كمأوى الشرق الأوسط للارهابيين، بين الدول العشرين التي ردت على الاسئلة بلا تأجيل.
وبعدما اعلن في وقت سابق رفضه تجميد ارصدة حزب الله،، جاء الرد اللبناني& على الامم المتحدة مشددا على ضرورة التفرقة بين "الارهاب وبين الحق الشرعي لكل شعب بأن يقاوم القوات الأجنبية المحتلة لأراضيه".
وافادت صحيفة "نيويورك تايمز"& بأن واشنطن تجد صعوبة في ربط حزب الله بالارهاب، حيث أنه منظمة ذات روافد اجتماعية، تعليمية وزراعية.. كما لحزب الله اعلامه الخاص.
ونقلت الصحيفة عن& فؤاد طه مدير احد المستشفيات الصغيرة في جنوب لبنان، وهو مستشفى تعيد ترميمه شركة الجهاد للبناء، قوله بأن "لا أحد يفكر& بتأمين الخدمات الطبية لهذه المنطقة (جنوب لبنان)" مضيفا أنه لولا التحسينات مؤخرا لكان الوضع "بائسا هنا"، أما اليوم فيطوف أطباء نشيطون من المجتمع الصحي الاسلامي في ممرات هذا المستشفى ويديرون المنامات، غرفة العمليات البسيطة والمختبر فيه. كما يقدم المستشفى وفرة من المساعدات الاجتماعية بما في ذلك معالجة أي شخص ينفجر فيه لغم. ويستقر حزب الله في التلال الصخرية التي تحيط بهذا المستشفى.
وأوردت الصحيفة بأن واشنطن التي تصعد ضغوطاتها ضد الارهاب في أفغانستان ومناطق أخرى تعتبر بأن ربط منظمة حزب الله، المنظمة الشيعية العسكرية،& بالارهاب هو من الأمور الصعبة التي تواجهها، والتي تشكل احدى& أكبر المآزق للولايات المتحدة التي تحاول أن تلون الجماعات التي تعتبرها ارهابية بنفس الفرشاة.
وينفي حزب الله أي علاقة بالارهاب، مؤكدا على أن هدفه الوحيد كان الرد على الاعتداءات الاسرائيلية, حيث أنه نجح من خلال المقاومة في دفع القوات الاسرائيلية بعد مرور حوالي 20 سنه على الاحتلال للانسحاب من أراضي جنوب لبنان في أيار (مايو) من العام 2000. وتتمتع المنظمة المرعية من ايران وسوريا، باحترام واسع من الدول العربية التي سخرت منها لفترة طويلة عندما لم تحقق نجاحات ضد اسرائيل. كما أن جميع الأطراف اللبنانية، بحسب الصحيفة الاميركية، تبجل قدرات حزب الله الملحوظة في القتال وكذلك الطريقة الهادئة التي تمكن خلالها من الاستيلاء على مراكز حكومية متعددة.
أفاد البرلماني& اللبناني جورج نجم، وهو من الجنوب، بأنه " لا يوجد لبناني واحد، مسلما كان أم مسيحيا، لا يحترم الدور الذي لعبه حزب الله في طرد الاسرائيليين من جنوب لبنان".
لم تعتبر الولايات المتحدة الأميركية المقاومة التي كان يمارسها حزب الله ضد الاحتلال الاسرائيلي بانها نشاط ارهابي، الا أنه لديها قائمة طويلة من الاتهامات بحق هذا الحزب بما فيها تفجيرات القاعدة البحرية وسفارتين أميركيتين في لبنان في مطلع الثمانينات، وكذلك اختطاف وقتل الاميركيين لاحقا.
وتزعم الولايات المتحدة بأنه في التسعينات، هاجم حزب الله السفارة الاسرائيلية في الأرجنتين كما تشتبه بأنه فجر المركز الثقافي الاسرائيلي هناك. بالاضافة الى اتهامه بأنه دعم ودرب تفجيرات برجي الخبر في السعودية عام 1996، الذي مات فيه& 19 مواطنا أميركيا.
كما أوردت "نيويورك تايمز" بأن واشنطن ادعت خلال السنوات الأخيرة، بأن حزب الله يدرب الفلسطينيين في مخيماته في سهل البقاع اللبناني ليقاتلوا اسرائيل.
من جهة أخرى نقلت الصحيفة بأن غموضا يلف مصدر عشرات ااألاف من الدولارات التي تغذي هذه المنظمة، فبعد اعتقال 18 شخصا في شمال كارولاينا العام الماضي بتهمة تهريب التبغ، كشفت السلطات- بحسب الصحيفة-& بأن اموالهم كانت تؤمن السيولة والأسلحة للمنظمة.
وأفاد الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله خلال عرض عسكري للحزب خلال الجاري، بأن جميع الاسرائيليين يعتبرون أهدافا شرعية للعمليات الاستشهادية الفلسطينية لان جميعهم يخدمون في الجيش.
الا أن رئيس مجلس ادارة صحيفة "النهار" اللبنانية جبران تويني هاجم الحكومة واتهمها بأنها سمحت بتشكيل ولاية داخل ولاية وكتب متسائلا عن كيفية سماح الحكومة لهذا العرض العسكري بأن يحصل خلال فترة حساسة كالتي تمر بها البلاد.
يشار الى انه خلال الفترة التي طالب فيها المسيحيون اللبنانيون بانسحاب القوات السورية من بعض الأراضي اللبنانية، أرسل حزب الله 300 ألف مؤيد للوجود السوري في مظاهرة الطرقات لعرض المطالب المعاكسة لتلك.
وصرح رئيس مجلس ادارة صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان بأنه ليس بمقدور أي حزب سياسي آخر في لبنان لعب هكذا دور، مشيرا الى الدور المتصاعد الذي تلعبه المنظمة في النمو الاقتصادي، مضيفا بأن "حزب الله لا يسرق دور الحكومة، انما الحكومة هي التي اختفت من جنوب لبنان".