تتبع خطاهم&نبيل شرف الدين: كان بهرام شاه الذي اعتلى عرش مملكة فارس في بداية القرن الخامس الميلادي حريصاً على راحة رعاياه إلى درجة أنه أراد أن يراهم يكرسون نصف كل يوم من أيام السنة لإقامة الحفلات، وقد صدم عندما أيقن أن الفقراء وجدوا ملذاتهم في السكر فقط، بينما كان الأغنياء يحتسون الخمر أثناء سماعهم الموسيقى،، لذلك.. فقد طلب من حماه ـ وكان حاكماً لمملكة صغيرة في شمال الهند ـ أن يرسل إليه ما بين عشرة آلاف واثني عشرة ألفاً من الموسيقيين، وعندما جيء بهم، أقسموا أمامه بأن يضفوا روح البهجة على حفلات الفقراء والمساكين والمنبوذين..
وبالمقابل قدم الملك لكل واحد منهم حماراً أو ثوراً وكمية كافية من الحبوب حتى يواصلوا زراعة أراضيهم، وعزفوا الموسيقى أثناء هذه الحفلات لكنهم أكلوا ثيرانهم والحبوب، وعندما تذمروا من الموت جوعاً قال لهم الشاه&: "بقي لكم الحمير وآلاتكم الموسيقية.فما عليكم إلا أن تحملوا بهائمكم وتضعوا أوتاراً حريرية في آلاتكم، وتنصرفوا".
وبالمقابل قدم الملك لكل واحد منهم حماراً أو ثوراً وكمية كافية من الحبوب حتى يواصلوا زراعة أراضيهم، وعزفوا الموسيقى أثناء هذه الحفلات لكنهم أكلوا ثيرانهم والحبوب، وعندما تذمروا من الموت جوعاً قال لهم الشاه&: "بقي لكم الحمير وآلاتكم الموسيقية.فما عليكم إلا أن تحملوا بهائمكم وتضعوا أوتاراً حريرية في آلاتكم، وتنصرفوا".
لكن.. هل تفسر هذه الأسطورة& كل شئ ؟.. وبالمقابل هل تخلو من بعض الحقائق ؟.. الأمر المؤكد أن الغجر أقاموا لقترة طويلة في بلاد فارس، وتم الاعتراف بهم كموسيقيين بعد أن هجروا الهند، وبعد الفتح الإسلامي للإمبراطورية الساسانية خلال القرن السابع الميلادي لعبت بلاد فارس دورها كهمزة وصل بين الهند والبلاد العربية، ويرجح المؤرخون قيام الموسيقيين الغجر بالمشاركة فيما بعد في الحركة الثقافية التي ساهمت في نشر عدد من الأدوات |
والأنماط الموسيقية جنوباً حتى مصر والصحراء الغربية.
وبعد طردهم من إيران نتيجة الغزوات التركية والمغولية، اتجه الغجر نحو الغرب عبر كردستان والقوقاز وعبر الأناضول إلى اليونان، هنا ينتهي تاريخهم القديم.
أما الآن لا يعرف أحد على وجه& الدقة كم عدد الغجر في العالم، وليست هناك دراسات مؤكدة حول أصولهم التاريخية ولا أسباب ولعهم بالرحيل الدائم من مكان لأخر، وما هو مدون حول هذا التاريخ مجرد تكهنات أو حقائق جزئية، حتى القبائل الغجرية نفسها التي تحاول تفسير الرحيل الدائم والمستمر الذي تحمله على ظهرها، وتبريرها لعذابها فيه تتناقض كل واحدة مع الأخرى، بل تتناقض التفسيرات في كثير من الاحيان في القبيلة الواحدة، بل ما هو معروف او منتشر بين تلك القبائل التي لوحت وجوهها الشمس، انها تنتمي لمنطقة شمال الهند، او جنوب باكستان الحالية، لكن تلك القبائل لسبب او آخر تفرقت وانتشرت في العالم كله، لكنها توطنت منطقة تمتد بداية من دول الاتحاد السوفييتي السابق الى دول اوروبا الشرقية والغربية، وفي منطقة الشرق الاوسط، ومصر وشمال افريقيا، لكن الاغلبية تقطن اسبانيا والمجر، ووصل بعضهم وان كانوا قلة، الى استراليا ونيوزيلاند ودول امريكا اللاتينية، وقتل منهم هتلر اكثر مما يقرب من المليون خلال الحرب العالمية الثانية، بل ان بعض الباحثين يؤكدون أن ضحايا الغجر في تلك المحرقة، وما تعرضوا له من عذاب على يد النازي يفوق كثيرا ضحايا اليهود& كما يقول د. طلعت شاهين مثلاً.
وبعد طردهم من إيران نتيجة الغزوات التركية والمغولية، اتجه الغجر نحو الغرب عبر كردستان والقوقاز وعبر الأناضول إلى اليونان، هنا ينتهي تاريخهم القديم.
أما الآن لا يعرف أحد على وجه& الدقة كم عدد الغجر في العالم، وليست هناك دراسات مؤكدة حول أصولهم التاريخية ولا أسباب ولعهم بالرحيل الدائم من مكان لأخر، وما هو مدون حول هذا التاريخ مجرد تكهنات أو حقائق جزئية، حتى القبائل الغجرية نفسها التي تحاول تفسير الرحيل الدائم والمستمر الذي تحمله على ظهرها، وتبريرها لعذابها فيه تتناقض كل واحدة مع الأخرى، بل تتناقض التفسيرات في كثير من الاحيان في القبيلة الواحدة، بل ما هو معروف او منتشر بين تلك القبائل التي لوحت وجوهها الشمس، انها تنتمي لمنطقة شمال الهند، او جنوب باكستان الحالية، لكن تلك القبائل لسبب او آخر تفرقت وانتشرت في العالم كله، لكنها توطنت منطقة تمتد بداية من دول الاتحاد السوفييتي السابق الى دول اوروبا الشرقية والغربية، وفي منطقة الشرق الاوسط، ومصر وشمال افريقيا، لكن الاغلبية تقطن اسبانيا والمجر، ووصل بعضهم وان كانوا قلة، الى استراليا ونيوزيلاند ودول امريكا اللاتينية، وقتل منهم هتلر اكثر مما يقرب من المليون خلال الحرب العالمية الثانية، بل ان بعض الباحثين يؤكدون أن ضحايا الغجر في تلك المحرقة، وما تعرضوا له من عذاب على يد النازي يفوق كثيرا ضحايا اليهود& كما يقول د. طلعت شاهين مثلاً.
قدر الرحيل
والغجر شعب قدره الرحيل والحزن الابدي، مكتوب على جبينه ان يعيش طريدا بلا وطن واحد ينتمي إليه أو يؤويه، بل ان الغجري نفسه يعي ذلك ولا يحلم ان يكون له مثل ذلك الوطن بذات الملامح التي نعرفها عن الأوطان، وكأنه يخاف تصنيفه تحت أي جنسية محددة، او تكون له هوية تحيط به، وتبدو على جبينه علامة مسجلة، انه ابن الريح والشمس كما تقول الأغاني التي يرددها ليل نهار، وابن الريح، او ابن الشمس يرحل تماما كأمة الشمس التي لا مستقر لها، ما تطلع على العالم حتى تبحث عن مكانة في اقصى الأرض ثم تعود الى رحلتها الابدية التي لا تنتهي، حياتهم اسطورة مبنية على اساطير، وكأنهم بترويجهم تلك الاسطورة يحاولون التمويه على تاريخ آخر يخافونه، او يخافون عليه دون ابداء الاسباب، يقول الغجر والعهدة على رواة التاريخ الشفوي للغجر، حيث يؤكد أنهم تفرقوا منذ القرن العاشر الميلادي في طريق لا يؤدي الى اي مكان، ولا ينتهي في اي مكان، ويفسرون هذه الاسطورة في تاريخهم الغريب باساطير لا تقل غرابة، يؤكد بعضهم انهم ابناء (قابيل) الذين كتب عليهم الله ان يصنعوا الحديد ويتخذونه مهنة انتقاما منهم، لان اباهم كان اول قاتل في التاريخ، وعليهم ان يحملوا دم ضحيتهم البريئة (هابيل) على رؤوسهم، وان يرحلوا في العالم متفرقين بلا هدف يصلون اليه، ولا ارض يعودون اليها، ولا رحلة محددة تنتهي الى مكان محدد، الحياة بالنسبة لهم رحلة دائمة الى المجهول.& بعضهم الآخر يقول ان صناعة (الحدادة) اي طرق الحديد وتصنيعه التصقت باجدادهم، عقابا لهم لانهم صنعوا (المسامير) التي صلب بها اليهود سيدنا المسيح عليه السلام، وانهم قرروا ان تكون مهنة الحدادة مهنتهم الابدية يكتوون بنارها ليكفروا عن الاذى الذي الحقوه بالبشرية في شخص السيد المسيح. ولان حياتهم عذاب مقيم ودائم، اخترعوا اشكالا من الحياة يرفهون بها عن انفسهم بكل الطرق التي يمكن اعتبارها مسرية عن النفس، اذا كان نهارهم العمل ما بين نوبات من الغناء فان ليلهم رقص وموسيقى وشراب، ما بين هذا وذلك يستمتعون احيانا، لكن المؤكد انهم يمتعون تلك الشعوب التي نبذتهم، وتمارس ضدهم الوانا من العنصرية لم يتعرض لها مثلهم حتى زنوج الولايات المتحدة، الذين جلبهم البيض عبيدا للعمل في مزارع القطن والقصب في القرن الماضي، ثم تحولوا مع مرور الوقت الى ما يشبه حياة الغجر في أصقاع أوروبا،أدوات لإمتاع العالم الجديد الذي عذبهم، والعالم القديم الذي اقتلعهم من جذورهم والقى بهم الى المجهول والشتات الأبدي.
أبناء الريح
كانت، ولم تزل، حياة الغجر الغريبة مثيرة للعديد من دارسي الاثنولوجي والانثربولوجي، ومثيرة ايضا للباحثين عن مادة دسمة تلفها الاساطير، لذلك كانت حياتهم محورا للعديد من الكتب رغم قلتها بالنسبة لدسامة المادة التي تحاول فك (الطلاسم) التي تحيط بحياتهم في محاولة لفهمها، او على الاقل للتعامل معها بشكل يمكن ان يؤدي الى فهم تلك الحياة، لكن الغجر انفسهم يؤكدون ان كل الكتب التي اتخذت من حياتهم مادة لها لم تستطع ان |
تقدم تفسيرا حقيقيا لما عاشوه ويعيشونه من قصص مأساوية يرويها التاريخ في لحظات معينة، ويخفيها في لحظات اخرى. اشهر الغجر يعيشون في اسبانيا، واقامتهم فيها كانت دائما محل نزاع مع السلطات التي استقبلتهم قرب نهايات العهد العربي في الاندلس، وكانوا الفئة الاكثر تعرضا لعذاب محاكم التفتيش التي اقامها الملوك الكاثوليك بعد الموريسكيين ورغم كل ما تعرضروا له من اضطهاد وعذاب انزلته بهم محاكم التفتيش، الا انهم ظلوا يمتعون الشعب الاسباني برقصهم وغنائهم ورغم قرارات الطرد التي لاحقتهم في تلك الحقبة، إلا انهم اصبحوا احدى العلامات المميزة للشعب الأسباني، فالفلامنكو من رقص وغناء ومصارعة الثيران يشكلان العلامة المسجلة لكل ماهو اسباني، بل تركز عليه الدعايات السياحية الأسبانية، وكأن الغجر هم اصحاب البلاد، لكن الحقيقة المرة انهم ضحايا كل العصور في تلك البلاد التي تحاول ان تقدمهم كعلامة مسجلة لمنتجاتها الوطنية.& لكن الغريب ان قبائل الغجر التي تتنقل في شتى أنحاء العالم مسؤولة بشكل مباشر عن الحياة القاسية التي تعيشها، فهم يرفضون ان يكون لهم (وطن)، يحملون الجنسية الغجرية في قلوبهم ومطبوعة على جباههم، وحين تحاول السلطات دمجهم في المجتمع يرفضون وبشدة، بل يقاومون عمليات (التدجين) التي تحاول الحكومات المختلفة في أوروبا ان توفر لهم حياة مدنية عادية، ويرفض الغجري ان يسكن البيوت ذات الاسقف العالية، او الحوائط الاسمنتية، ويعلن دائما فلسفته لهذا الرفض، يقول الغجر انهم يرفضون (سجون الاسمنت) التي تحاول الحكومة ان تضعهم بين جدرانها، وعندما اجبرتهم الحكومات الأوروبية على الانتقال من العشش التي اقاموها في أطراف المدن الى بيوت مبنية على احدث طراز وتضم كل ما تتطلبه الحياة الحديثة، قاموا بتفكيك مواسير المياه والمراحيض وباعوها في سوق (الكانتو)، ومع تكرار الاجبار على ارسال ابنائهم الى المدارس الالزامية رفض الغجر هذا الالزام، واعتبروه منافيا للحرية الشخصية التي يكفلها لهم دستور البلاد، ورغم ذلك تظل صرخة الغجري في كل بلدان أوروبا دائما انهم يتعرضون لممارسات عنصرية من جانب الأوربيين، ويؤكدون انهم لا يحظون باحترام احد الا اذا كان الغجري بارزا في اي من انواع الفنون التي يجيدها دائما. الغناء والرقص، لكن الغجري ربما لا يدرك انه هو نفسه ايضا عنصري في علاقاته مع الغير، يمارس العنصرية مع غيره من القبائل الغجرية المختلفة، وكثيرا ما يبدو عنيفا في عنصريته عندما يتعلق الامر باختلاط الانساب بين نساء القبيلة ورجال قبيلة اخرى، وعلى استعداد للموت واسالة الدماء دفاعا عن شرف المرأة التي تنتسب الى قبيلته ما لم تكن قد قدمت نفسها طوعا، ويرفض حتى العلاقة الرسمية لامرأة من قبيلته مع غجري اخر ينتمي الى قبيلة اخرى، بل يرفض الارتباط في علاقة رسمية مع المجتمع المحيط به، ذلك المجتمع الذي يؤكد انه يتعرض لاضطهاده وعنصريته ويفسر الغجر رفض الاندماج مع المجتمع المحيط بهم كتعبير عن التميز، وطريقة خاصة للدفاع عن النفس، لذلك يؤكد ان المهن التي يمارسها الغجر عادة من (سرقة وتجارة مخدرات) ليست الا نوعا من الانتقام من ذلك المجتمع الذي يرفضه، إنها علاقة معقدة لكن يظل للغجري تفرده الذي يحافظ عليه رغم محنة الرحيل الأبدي، وربما كان تفسيره لعنصريته في تعامله مع الغير أو العكس سببها خوفه من الذوبان وفقدانه هويته المميزة.
عدل الغجر
أما في مصر فلعالم الغجر أسراره، وحكاياته المثيرة، وتقاليده الغريبة، لكنها تقاليد تحكم مجتمع الغجر المنتشرين في كل انحاء العالم في مزارع آسيا وصحراء افريقيا وربوع اوروبا وفي بعض مناطق الدلتا والوادي واحياء القاهرة يسكن الغجر بما يحملونه من تقاليد واسرار وحكايات لا تنتهي، وفي البداية يعترض غالب زعيم الغجر في مصر على ان يخاطبه احد بهذا الاسم لانه يقصد به السب والاهانة، و يطالب بأن يناديهم الناس بأسمائهم، فهم ليسوا اقل من سوسو وفيفي وبذكر فيفي يتذمر غالب زعيم الغجر ويقول بانفعال: لقد فوجئت عندما شاهدت فيلم الغجر بطولة فيفي عبده انهم صوروا مجتمع الغجر على انهم جميعا من اللصوص وقطاع الطرق وهذا غير صحيح وظالم ويدل على جهل بخصوصية مجتمع الغجر.
ويؤكد زعيم الغجر الذي استرعى انتباهي ثقافته الرفيعة، أنهم يحترفون مهناً يدوية عديدة كالحدادة وجز وغزل ونسج الصوف، وصناعة المناخل من شعر الخيل، كما تعمل بعض نساء الغجر في قراءة الكف، بالاضافة الى مهنة كي الحمير والجمال لعلاجها من بعض الامراض التي قد تصيبها، كما ان هناك بعض الراقصات والمتخصصات في الغناء بالموالد والافراح.
والغجر يحلون خلافاتهم عن طريق أرباب الأسر أو مجلس الكبار، وللثراء قيمة ومدلول كبير عندهم فهو ينصف صاحبه في أي مجلس تحكيم بغض النظر عن كونه مخطئا أو مصيبا!!! فلو تشاجر اثنان منهم فغالباً ما يقول أحدهما للآخر: "أنت عامل جدع طيب ورينى معاك كام " ويتمثل ذلك في عقد مسابقة بين المتخاصمين يقومان فيها بالآتي :
إما التنافس في إحراق النقود الورقية من فئة العشرة أو المائة جنيه حتى ينفذ مال أحدهما فيكون هو الخاسر والمحكوم عليه.!!
أو بإلقاء العملات المعدنية في الترع لو كان المتخاصمان فقيرين.
أو بالتنافس في ذبح أكبر كمية من الأغنام التي لا يأكلونها لأنها ماتت فطيس على حد تعبيرهم فيأكلها غيرهم من الخشانة.
ولا تستطيع أية أسرة غجرية إقامة فرح حينما يكون هناك حداد فى أسرة أخرى إلا إذا بدأت الأخيرة بالأفراح، ومن يشذ عن تلك القاعدة لا تشاركه الأسرة الحزينة أية مناسبة بعد ذلك ويفرض على كبير الناحية غرامة مادية!!
والطريف أن الغجر لا يدفنون موتاهم إلا بعد مرور الكفن على عجل جاموس مذبوح خصيصا للوفاة.
ومن أقسى وسائل اختيار الصدق عندهم استخدام "البشعة" وهى عبارة عن طاسة معدنية يعرضونها لنار حتى تتوهج ويأتون بالمحكوم عليه باختبار الصدق ليلمسها بلسانه ويدعون أنه إذا كان صادقا فإن البشعة لن تؤذيه بل سيشعر بها كالماء أما لو كان كاذبا فإن لسانه يحترق على الفور.
وتحكى بعض الهنجرانيات "الغجريات"، أن إحداهن وتدعى صباح (40سنة) قد تعرضت لاختبار البشعة أمامهن لتنفى عن نفسها تهمة زنا مع أحد كبرائهم وعمره 60 عاما فلم يؤذها وبذلك تأكد الجميع من براءتها تماماً.
واللغة السرية التي يتحدث بها الغجر المصريين تسمى الجماعات الثلاث (الرطان) رغم اختلاف مضمونها عند كل منها فمثلا جماعة الغجر تحمل لغتها كلمات هندية وأخرى تشبه مثيلاتها عند غجر سوريا المسمين ب(الكربات) أما الحلب فتحمل لغتهم قدراً كبيراً من العربية والإيرانية والتركية والهندية أيضاً إضافة إلى لغة غجر أوروبا المسماة مازالوا بـ (الكالو) ومن الكلمات المشتركة بينهم وبين الغجر الأوروبيين (هوزنو) وتعنى غير الغجرى، (كالو) وتعنى لص (أج) للإشارة النار، و(باني ين) وتعنى الماء، أما النور أو الهنجرانية فقد أكد الباحثون أنهم يستخدمون لغة مجهولة المصدر ويؤكد بعض الهنجرانية انهم يدركون أن غجر المجر(HUNGARY) مازالوا يحتفظون بلغتهم الأصلية التي بقى منها بقايا لدى هنجرانية مصر، والواقع ان الرؤساء العاديين لقبائل الغجر، هم قضاتهم. خصوصا بين جماعات الغجر "السينتو" في المانيا والنمسا، حيث ينصبون ميزان العدل، ويحكمون بالحق بشكل محاكم عيْلية بين القبائل. واحكام الزعيم ، تلزم الخصوم بالطاعة والاذعان. علما ان القاضي عند الغجر لا راتب له، مع انه يتكبد مصاريف الاسفار الطويلة، وقد يرأس القاضي مجلسا بعدد غير محدود من الشيوخ، وربما يحكم على الخصمين المبارزة بالسيوف في بريطانيا وبالسكاكين في رومانيا، وتعتبر النتيجة حكما قطعيا. وتعتبر جريمة الزنا، عظيمة وعقوبتها صارمة جدا. ويحق للرئيس (القاضي) او لشيوخ القبيلة (مجلس القضاء)، منح العفو حين يرون ذلك.
ويؤكد زعيم الغجر الذي استرعى انتباهي ثقافته الرفيعة، أنهم يحترفون مهناً يدوية عديدة كالحدادة وجز وغزل ونسج الصوف، وصناعة المناخل من شعر الخيل، كما تعمل بعض نساء الغجر في قراءة الكف، بالاضافة الى مهنة كي الحمير والجمال لعلاجها من بعض الامراض التي قد تصيبها، كما ان هناك بعض الراقصات والمتخصصات في الغناء بالموالد والافراح.
والغجر يحلون خلافاتهم عن طريق أرباب الأسر أو مجلس الكبار، وللثراء قيمة ومدلول كبير عندهم فهو ينصف صاحبه في أي مجلس تحكيم بغض النظر عن كونه مخطئا أو مصيبا!!! فلو تشاجر اثنان منهم فغالباً ما يقول أحدهما للآخر: "أنت عامل جدع طيب ورينى معاك كام " ويتمثل ذلك في عقد مسابقة بين المتخاصمين يقومان فيها بالآتي :
إما التنافس في إحراق النقود الورقية من فئة العشرة أو المائة جنيه حتى ينفذ مال أحدهما فيكون هو الخاسر والمحكوم عليه.!!
أو بإلقاء العملات المعدنية في الترع لو كان المتخاصمان فقيرين.
أو بالتنافس في ذبح أكبر كمية من الأغنام التي لا يأكلونها لأنها ماتت فطيس على حد تعبيرهم فيأكلها غيرهم من الخشانة.
ولا تستطيع أية أسرة غجرية إقامة فرح حينما يكون هناك حداد فى أسرة أخرى إلا إذا بدأت الأخيرة بالأفراح، ومن يشذ عن تلك القاعدة لا تشاركه الأسرة الحزينة أية مناسبة بعد ذلك ويفرض على كبير الناحية غرامة مادية!!
والطريف أن الغجر لا يدفنون موتاهم إلا بعد مرور الكفن على عجل جاموس مذبوح خصيصا للوفاة.
ومن أقسى وسائل اختيار الصدق عندهم استخدام "البشعة" وهى عبارة عن طاسة معدنية يعرضونها لنار حتى تتوهج ويأتون بالمحكوم عليه باختبار الصدق ليلمسها بلسانه ويدعون أنه إذا كان صادقا فإن البشعة لن تؤذيه بل سيشعر بها كالماء أما لو كان كاذبا فإن لسانه يحترق على الفور.
وتحكى بعض الهنجرانيات "الغجريات"، أن إحداهن وتدعى صباح (40سنة) قد تعرضت لاختبار البشعة أمامهن لتنفى عن نفسها تهمة زنا مع أحد كبرائهم وعمره 60 عاما فلم يؤذها وبذلك تأكد الجميع من براءتها تماماً.
واللغة السرية التي يتحدث بها الغجر المصريين تسمى الجماعات الثلاث (الرطان) رغم اختلاف مضمونها عند كل منها فمثلا جماعة الغجر تحمل لغتها كلمات هندية وأخرى تشبه مثيلاتها عند غجر سوريا المسمين ب(الكربات) أما الحلب فتحمل لغتهم قدراً كبيراً من العربية والإيرانية والتركية والهندية أيضاً إضافة إلى لغة غجر أوروبا المسماة مازالوا بـ (الكالو) ومن الكلمات المشتركة بينهم وبين الغجر الأوروبيين (هوزنو) وتعنى غير الغجرى، (كالو) وتعنى لص (أج) للإشارة النار، و(باني ين) وتعنى الماء، أما النور أو الهنجرانية فقد أكد الباحثون أنهم يستخدمون لغة مجهولة المصدر ويؤكد بعض الهنجرانية انهم يدركون أن غجر المجر(HUNGARY) مازالوا يحتفظون بلغتهم الأصلية التي بقى منها بقايا لدى هنجرانية مصر، والواقع ان الرؤساء العاديين لقبائل الغجر، هم قضاتهم. خصوصا بين جماعات الغجر "السينتو" في المانيا والنمسا، حيث ينصبون ميزان العدل، ويحكمون بالحق بشكل محاكم عيْلية بين القبائل. واحكام الزعيم ، تلزم الخصوم بالطاعة والاذعان. علما ان القاضي عند الغجر لا راتب له، مع انه يتكبد مصاريف الاسفار الطويلة، وقد يرأس القاضي مجلسا بعدد غير محدود من الشيوخ، وربما يحكم على الخصمين المبارزة بالسيوف في بريطانيا وبالسكاكين في رومانيا، وتعتبر النتيجة حكما قطعيا. وتعتبر جريمة الزنا، عظيمة وعقوبتها صارمة جدا. ويحق للرئيس (القاضي) او لشيوخ القبيلة (مجلس القضاء)، منح العفو حين يرون ذلك.
لغة خاصة
وتقول قدارة زوجة زعيم الغجر في مصر، والتي تتمتع بجمال لافت أن الغجر لا يستطيعون الاستقرار في مكان واحد ولذا فهم يتميزون بالتجوال المستمر في القرى والنجوع وفي اطراف المدن حتى لا يصاب أفراد الغجر بالخمول، فعلى حد قولها "الحركة بركة"، ويقيم الغجر في خيم مصنوعة من القماش، حتى يسهل نقلها فيما بعد، ومن يقيم منهم في اي منزل فانه يظل محتفظا بالخيمة بداخلها لأنه اعتاد ذلك المناخ، وتلك الطقوس، كما ان الغجر اعتادوا اذا اختلف اثنان منهم ان تكون الغلبة لصاحب النفوذ والاكثر ثراء وليس لصاحب الحق، فاذا ما تنازع غجريان مثلا فان كلا منهما يقوم بحرق النقود حتى تنفد نقود أحدهما فيكون الآخر هو صاحب الحق لانه اكثر مالا كما انه يمكن الاستعانة بحرق النقود بنحر الذبائح حتى إذا ما نفدت من أحدهما، يقوم& الآخر بدفع ثمن كل الذبائح ويصبح هو المهزوم ، كما يتم حل المنازعات عن طريق مجلس يسمى مجلس الكبار وهو مكون من كبار السن من قبائل الغجر وعلى كل افراد الغجر الالتزام بقرارات مجلس كبار القبيلة.
وتتفق غالية الغجرية مع قدارة، وتضيف ان للغجر تقاليد خاصة في الزواج لأن الفتاة الغجرية توافق فورا على اي عريس يتقدم لها بشرط أساسي هو ان يكون غجريا مثلها، وبعد ذلك تقام الافراح والليالي الملاح وسط طقوس خاصة بأن يقوم اهل العريس باعداد الطعام للمدعوين، وبعدها يحلق العريس شعره وسط اغاني المدعوين ويستحم ثم يذهب مع اهله لاصحاب عروسه الى منزلها، ويكون المهر اما نقودا او ذبائح حسب يسر العريس.
وتقول لواحظ الغجرية ان لبني جنسها لغة خاصة بهم، يستخدمونها في حياتهم اليومية فالرجل اسمه البرغة والنار يسمى مانوره والباب والبحر والارض كلها تسمى المناخ والمرعاو اي السمك، ومن الملاحظ ان المرأة الغجرية تهتم بالوشم لإضفاء لمسة جمال عليها كما تهتم بالزينة والتحلي بالاقراط المعدنية كما تهتم بملابسها التقليدية المشغولة يدوياً عادة.
وتتفق غالية الغجرية مع قدارة، وتضيف ان للغجر تقاليد خاصة في الزواج لأن الفتاة الغجرية توافق فورا على اي عريس يتقدم لها بشرط أساسي هو ان يكون غجريا مثلها، وبعد ذلك تقام الافراح والليالي الملاح وسط طقوس خاصة بأن يقوم اهل العريس باعداد الطعام للمدعوين، وبعدها يحلق العريس شعره وسط اغاني المدعوين ويستحم ثم يذهب مع اهله لاصحاب عروسه الى منزلها، ويكون المهر اما نقودا او ذبائح حسب يسر العريس.
وتقول لواحظ الغجرية ان لبني جنسها لغة خاصة بهم، يستخدمونها في حياتهم اليومية فالرجل اسمه البرغة والنار يسمى مانوره والباب والبحر والارض كلها تسمى المناخ والمرعاو اي السمك، ومن الملاحظ ان المرأة الغجرية تهتم بالوشم لإضفاء لمسة جمال عليها كما تهتم بالزينة والتحلي بالاقراط المعدنية كما تهتم بملابسها التقليدية المشغولة يدوياً عادة.
أصول الغجر
وتشير الدراسات العربية القديمة الخاصة بالغجر كما أوردها المؤرخ العربي حمزة الأصفهاني الذي روى أن ملك الهند في القرن الخامس أرسل إلى& ملك الفرس بهرام بور 10 آلاف مغن وعازف ترافقهم نسوتهم وأطفالهم. وعندما وصل هؤلاء إلى بلاد فارس أمر الملك لهم بالأراضي والغلال والماشية لتأمين حاجاتهم اليومية، وذلك مقابل إدخال البهجة في نفوس الناس بالعزف والغناء في الأفراح والأعياد والمناسبات الوطنية المختلفة.
إلا أن أولئك القادمين أكلوا الحبوب وذبحوا الماشية، وتوجهوا في العام التالي إلى الملك& طلباً للمزيد فغضب وطردهم من مملكته. ومضى هؤلاء من موضع لأخر بحثاً عن رزقهم، وهكذا صار المغنون الهنود ال10 آلاف هذه يشكلون أسلاف الغجر في كل مكان
وقد توزع الطرداء أثناء نزوحهم إلى ثلاثة أقسام : توجه قسم صوب الشمال ليستوطن الأراضي التي تشكل اليوم أرمينيا وجورجيا. ثم واصل شطر منهم الطريق فوصلوا إلى شبة جزيرة البلقان. أما القسم الثاني فقد رحل صوب الجنوب الغربي باتجاه سورية وفلسطين ومن هناك إلى شمال أفريقيا ومصر، في حين سار القسم الثالث نحو آسيا الصغرى فالبلقان ومن ثم وسط أوروبا و غربها حتى أسبانيا والبرتغال.
&وتشير رواية أخرى حول تسمية الغجر (تيفان بالبلغارية) إلى أن هذه الكلمة أصلها كلمة "أدتسنجاني" اليونانية وتعني "الذي لا يمكن صيده" وكانت بيزنطة تطلق هذا الاسم على مجموعة أناس نزحوا إليها من ساماريا وعرف عنهم مهارتهم في السحر، ويقطن فريق من الغجر مكاناً معيناً وثابتاً. أما الفريق الآخر، ينتقل من مكان لآخر. وينقسم الفريق الأول إلى مسيحيين ومسلمين. وفي بلغاريا يقيم الغجر، حتى الوقت الحاضر ضمن جماعات صغيرة وذلك وفقاً للمهنة والحرفة. وأفراد الفريق الأول هم أول من استوطن المدن الكبرى ومن ثم حذا حذوهم أفراد من الفريق الثاني. غير أن هناك جماعات صغيرة من الغجر لا تزال تتجول، ولا يزال جانب كبير من الغجر يعيش ضمن جماعات منغلقة على نفسها ويطبق قواعد داخلية صارمة، ومن النادر جداً زواج غجرية من غير قومها، وبالنسبة للرجل فالأمر لا يقل صرامة عن المرأة في هذا الأمر الذي يمثل أهمية خاصة لدى الغجر& في كل مكان.
ومنذ بداية القرن الرابع عشر تم العثور على آثار تواجدهم في البلقان، وخلال هذه الحقبة الطويلة ظل الغجر متواجدين في شتى أرجاء تركيا. وعرف الأتراك أيضاً الموسيقى في القصور مثلما برعوا في عزف الألحان الشعبية والفلكلورية ذات الجذور البلقانية ونمطهم المتصف بالعنف والرقة، وأسلوبهم المفرح والمحزن، يشكل ما يعرف ب (الروح الغجرية).
وغالياً ما استغل الغجر هذه القوة السحرية لفتح أبواب المدن مثلما فتحوا أبواب المساكن الريفية وقصور ومنازل البرجوازيين، وخدمتهم هذه القوة في تحييد مشاعر الكره والبغض والرفض التي تثيرها عادة رؤية هؤلاء الأجانب الغرباء، ذلك لأنهم يتميزون بشعرهم الفاحم الغزير وببشرتهم الداكنة، فضلاً عن تأثيراتهم المتعددة على الجمهور المتحمس، سواء في روسيا القيصرية على سبيل المثال، حيث كان الغجر يحيون ليالي من العربدة المجنونة في أسبانيا، حيث تنتهي حفلة الفلامنكو بالموسيقى العنيفة المنطلقة التي تصل إلى حد الهستيريا الجماعية، حيث يقوم المحتفلون بتحطيم الموائد، وتمزيق ثياب الغجر وضربهم بقسوة ووحشية.
إلا أن أولئك القادمين أكلوا الحبوب وذبحوا الماشية، وتوجهوا في العام التالي إلى الملك& طلباً للمزيد فغضب وطردهم من مملكته. ومضى هؤلاء من موضع لأخر بحثاً عن رزقهم، وهكذا صار المغنون الهنود ال10 آلاف هذه يشكلون أسلاف الغجر في كل مكان
وقد توزع الطرداء أثناء نزوحهم إلى ثلاثة أقسام : توجه قسم صوب الشمال ليستوطن الأراضي التي تشكل اليوم أرمينيا وجورجيا. ثم واصل شطر منهم الطريق فوصلوا إلى شبة جزيرة البلقان. أما القسم الثاني فقد رحل صوب الجنوب الغربي باتجاه سورية وفلسطين ومن هناك إلى شمال أفريقيا ومصر، في حين سار القسم الثالث نحو آسيا الصغرى فالبلقان ومن ثم وسط أوروبا و غربها حتى أسبانيا والبرتغال.
&وتشير رواية أخرى حول تسمية الغجر (تيفان بالبلغارية) إلى أن هذه الكلمة أصلها كلمة "أدتسنجاني" اليونانية وتعني "الذي لا يمكن صيده" وكانت بيزنطة تطلق هذا الاسم على مجموعة أناس نزحوا إليها من ساماريا وعرف عنهم مهارتهم في السحر، ويقطن فريق من الغجر مكاناً معيناً وثابتاً. أما الفريق الآخر، ينتقل من مكان لآخر. وينقسم الفريق الأول إلى مسيحيين ومسلمين. وفي بلغاريا يقيم الغجر، حتى الوقت الحاضر ضمن جماعات صغيرة وذلك وفقاً للمهنة والحرفة. وأفراد الفريق الأول هم أول من استوطن المدن الكبرى ومن ثم حذا حذوهم أفراد من الفريق الثاني. غير أن هناك جماعات صغيرة من الغجر لا تزال تتجول، ولا يزال جانب كبير من الغجر يعيش ضمن جماعات منغلقة على نفسها ويطبق قواعد داخلية صارمة، ومن النادر جداً زواج غجرية من غير قومها، وبالنسبة للرجل فالأمر لا يقل صرامة عن المرأة في هذا الأمر الذي يمثل أهمية خاصة لدى الغجر& في كل مكان.
ومنذ بداية القرن الرابع عشر تم العثور على آثار تواجدهم في البلقان، وخلال هذه الحقبة الطويلة ظل الغجر متواجدين في شتى أرجاء تركيا. وعرف الأتراك أيضاً الموسيقى في القصور مثلما برعوا في عزف الألحان الشعبية والفلكلورية ذات الجذور البلقانية ونمطهم المتصف بالعنف والرقة، وأسلوبهم المفرح والمحزن، يشكل ما يعرف ب (الروح الغجرية).
وغالياً ما استغل الغجر هذه القوة السحرية لفتح أبواب المدن مثلما فتحوا أبواب المساكن الريفية وقصور ومنازل البرجوازيين، وخدمتهم هذه القوة في تحييد مشاعر الكره والبغض والرفض التي تثيرها عادة رؤية هؤلاء الأجانب الغرباء، ذلك لأنهم يتميزون بشعرهم الفاحم الغزير وببشرتهم الداكنة، فضلاً عن تأثيراتهم المتعددة على الجمهور المتحمس، سواء في روسيا القيصرية على سبيل المثال، حيث كان الغجر يحيون ليالي من العربدة المجنونة في أسبانيا، حيث تنتهي حفلة الفلامنكو بالموسيقى العنيفة المنطلقة التي تصل إلى حد الهستيريا الجماعية، حيث يقوم المحتفلون بتحطيم الموائد، وتمزيق ثياب الغجر وضربهم بقسوة ووحشية.
تراث النغم
يكاد أن يجمع علماء الموسيقى تأثر الموروث الموسيقي في البلقان بنمط الموسيقى الشرقية، فبناءه الممكن إدراكه سريعاً يتمثل في تراكب اللحن الأساس المضطرب -(أكاسك) في اللغة العربية - مع إحدى النغمات المرتجلة المتجددة دون انقطاع. ويتم تجميل القطعة الموسيقية المتكررة بالتوقفات وفق سلم الأنغام في الموسيقى الشرقية، ويسمى هذا النمط الموسيقي بـ (الطرب)، على الرغم من أنه نقيض البساطة، كما ظهر موروث موسيقي آخر يتمثل بين تضاد التقاسيم البطيئة الهادئة، وبين متابعة أو نهاية إيقاعية سريعة لاهثة.
وظهرت نتيجة هذا اللقاء بين الشرق والغرب فنون موسيقية جديدة غير قابلة للتصنيف يطلق عليها الغجريات مما أثار جدلاً ينصب في كراهية الأجانب.& فعلى سبيل المثال، وكنتيجة للتصادم الثقافي أيضاً ينسب إلى كل من الغجر وسكان المجر الأصليين موسيقى (الفيربونكو) و (الكاداس)، كما يدعي الغجر أنهم من صدر موسيقى (الفلامنكو) لأسبانيا.
وفي موضع آخر تلقى هذه المشكلة بظلالها بطريقة أخري، إذ تعتبر الموسيقى جانباً ثقافياً لإحدى الدول أو البلدان، وأن عازفي هذه الموسيقى لا يمكن أن يكونوا إلا غجراً بسبب الحكم المسبق على الموسيقيين المحترفين. لذا فإن كلمتي الموسيقى والغجر مترادفتان.
ففي كردستان واليونان -على سبيل المثال- ينتظر الناس الغجر في قراهم أنهم الوحيدون القادرون على إحياء الحفلات (ويجلبون معهم الحياة والسعادة والفرح لعامة الناس ) كما يقال، وعلى الرغم من ذلك لا أحد يريد التشبه بهم، لأن الناس تدفع لهم النقود رمياً ويلصقونها على جباههم المتصببة عرقاً بعد أن يشاهدوا رقصتهم، ويستمعوا إلى أغنياتهم لأن القرويين كانوا يعتبرون هذه الحركة مشينة ومهينة.
وفي كل مكان يغني هؤلاء الموسيقيين منذ نعومة أظفارهم بلغتهم الرومانية، وبلغة البلد الذي يتواجدون فيه (التركية، اليونانية، البلغارية، المقدونية، والصربية الكرواتية، والرومانية،& ومن ثم الروسية، والتشيكية، والهنغارية& .. )& وحتى موسيقى يهود الأشكناز وجدت نفسها مصابة بعدوى أسلوب هؤلاء العازفين المتجولين.. كانوا يعزفون في هنغاريا خلال القرن السادس عشر تارة على نمط الهنغاري لدى إقطاعيي البلد، وتارة على الطريقة التركية في& مخيمات& (المحتل العثماني).
وظهرت فيما بعد الأوركسترا الغجرية المؤلفة عادة من بعض الكمنجات، وآلة الكونترباس، ومزامير القربة، وآلات الكلارنيت، وآلة السنبالوم (آلة موسيقية وترية).. في حفلات الرقص بالقرى، ولدى كبار الإقطاعيين معاً،ويقال أيضاً إن الإمبراطورة ماري تيريز كان لديها نقطة ضعف (موسيقية) تجاه عازف السنبالوم (سيمون بانياك)، وأن صهر هذا الأخير جانوس بيهاري أصبح فيما بعد شهيراً بعد تأليفه (الكروتنجس) بمناسبة تتويج الملكة ماري لوي، وشارك في تأليف (مسيرة راكوسزي) التي تناولها المؤلف وعازف البيانو ليسزت، والتي أصبحت فيما بعد نشيد المجر الوطني.
وانتفع أيضاً الرقباء والمجندون في الجيش من هذه الفرق الموسيقية، إذ كانوا يصطحبون معهم العازفين من قرية إلى أخرى، وينظمون حفلات ذات طابع غريب، وفي حين كان الغجر يعزفون في هذه الأجواء الخاصة التي يحتفظون بسرها، كان الجنود يجمعون شبان وفتيات هذه القرى، ويقدمون لهم الشراب، فالكحول والموسيقى& والمخدرات، بحيث كان الشبان الجسورين ينخرطون في الجيش، وكتب ميرمي خلال إقامته في ضاحية مست عام 1854م (بأن هذه الموسيقى أفقدت أهل البلد رشدهم)، ويصف طقوسهم بقوله: "يبدأ هذا بشيء كئيب جداً وينتهي بنشوة تخطف الحضور والمستمعين الذين يضربون الأرض بأرجلهم، ويكسرون ويرقصون على الطاولات، ويشربون الخمور ويدخنون المخدرات".
وفي رومانيا كما في اليونان، تقوم الفرق الموسيقية& الغجرية أو التارافوري - كما يطلقون عليها هناك - بإحياء الحفلات الشعبية، وفي روسيا يقال أن الكونت أولوف قد قام بنفسه بإدخال الجماعات الأولية من الغجر إلى سان بطرسبورج من مولدافيا خلال حكم الإمبراطورة كاترين الكبرى، أما في فرنسا فقد انتشرت حانات الغجر، ومنذ تلك الليلة من ليالي عام 1931م التي بكى خلالها جانعو رينات لحظة سماعه الجاز شهد العالم ولادة موسيقى جديدة، إذ جذبت موسيقى الجاز العديد من الخمارات وقلوب الغجر الفرنسيين الذين تدربوا عليها في حفلات الرقص وطوروها وأضافوا إليها الكثير& من ابتكاراتهم.
وظهرت نتيجة هذا اللقاء بين الشرق والغرب فنون موسيقية جديدة غير قابلة للتصنيف يطلق عليها الغجريات مما أثار جدلاً ينصب في كراهية الأجانب.& فعلى سبيل المثال، وكنتيجة للتصادم الثقافي أيضاً ينسب إلى كل من الغجر وسكان المجر الأصليين موسيقى (الفيربونكو) و (الكاداس)، كما يدعي الغجر أنهم من صدر موسيقى (الفلامنكو) لأسبانيا.
وفي موضع آخر تلقى هذه المشكلة بظلالها بطريقة أخري، إذ تعتبر الموسيقى جانباً ثقافياً لإحدى الدول أو البلدان، وأن عازفي هذه الموسيقى لا يمكن أن يكونوا إلا غجراً بسبب الحكم المسبق على الموسيقيين المحترفين. لذا فإن كلمتي الموسيقى والغجر مترادفتان.
ففي كردستان واليونان -على سبيل المثال- ينتظر الناس الغجر في قراهم أنهم الوحيدون القادرون على إحياء الحفلات (ويجلبون معهم الحياة والسعادة والفرح لعامة الناس ) كما يقال، وعلى الرغم من ذلك لا أحد يريد التشبه بهم، لأن الناس تدفع لهم النقود رمياً ويلصقونها على جباههم المتصببة عرقاً بعد أن يشاهدوا رقصتهم، ويستمعوا إلى أغنياتهم لأن القرويين كانوا يعتبرون هذه الحركة مشينة ومهينة.
وفي كل مكان يغني هؤلاء الموسيقيين منذ نعومة أظفارهم بلغتهم الرومانية، وبلغة البلد الذي يتواجدون فيه (التركية، اليونانية، البلغارية، المقدونية، والصربية الكرواتية، والرومانية،& ومن ثم الروسية، والتشيكية، والهنغارية& .. )& وحتى موسيقى يهود الأشكناز وجدت نفسها مصابة بعدوى أسلوب هؤلاء العازفين المتجولين.. كانوا يعزفون في هنغاريا خلال القرن السادس عشر تارة على نمط الهنغاري لدى إقطاعيي البلد، وتارة على الطريقة التركية في& مخيمات& (المحتل العثماني).
وظهرت فيما بعد الأوركسترا الغجرية المؤلفة عادة من بعض الكمنجات، وآلة الكونترباس، ومزامير القربة، وآلات الكلارنيت، وآلة السنبالوم (آلة موسيقية وترية).. في حفلات الرقص بالقرى، ولدى كبار الإقطاعيين معاً،ويقال أيضاً إن الإمبراطورة ماري تيريز كان لديها نقطة ضعف (موسيقية) تجاه عازف السنبالوم (سيمون بانياك)، وأن صهر هذا الأخير جانوس بيهاري أصبح فيما بعد شهيراً بعد تأليفه (الكروتنجس) بمناسبة تتويج الملكة ماري لوي، وشارك في تأليف (مسيرة راكوسزي) التي تناولها المؤلف وعازف البيانو ليسزت، والتي أصبحت فيما بعد نشيد المجر الوطني.
وانتفع أيضاً الرقباء والمجندون في الجيش من هذه الفرق الموسيقية، إذ كانوا يصطحبون معهم العازفين من قرية إلى أخرى، وينظمون حفلات ذات طابع غريب، وفي حين كان الغجر يعزفون في هذه الأجواء الخاصة التي يحتفظون بسرها، كان الجنود يجمعون شبان وفتيات هذه القرى، ويقدمون لهم الشراب، فالكحول والموسيقى& والمخدرات، بحيث كان الشبان الجسورين ينخرطون في الجيش، وكتب ميرمي خلال إقامته في ضاحية مست عام 1854م (بأن هذه الموسيقى أفقدت أهل البلد رشدهم)، ويصف طقوسهم بقوله: "يبدأ هذا بشيء كئيب جداً وينتهي بنشوة تخطف الحضور والمستمعين الذين يضربون الأرض بأرجلهم، ويكسرون ويرقصون على الطاولات، ويشربون الخمور ويدخنون المخدرات".
وفي رومانيا كما في اليونان، تقوم الفرق الموسيقية& الغجرية أو التارافوري - كما يطلقون عليها هناك - بإحياء الحفلات الشعبية، وفي روسيا يقال أن الكونت أولوف قد قام بنفسه بإدخال الجماعات الأولية من الغجر إلى سان بطرسبورج من مولدافيا خلال حكم الإمبراطورة كاترين الكبرى، أما في فرنسا فقد انتشرت حانات الغجر، ومنذ تلك الليلة من ليالي عام 1931م التي بكى خلالها جانعو رينات لحظة سماعه الجاز شهد العالم ولادة موسيقى جديدة، إذ جذبت موسيقى الجاز العديد من الخمارات وقلوب الغجر الفرنسيين الذين تدربوا عليها في حفلات الرقص وطوروها وأضافوا إليها الكثير& من ابتكاراتهم.
على تخوم الأدب
والثابت أن عددا لا بأس به من أدباء الغرب قد تأثروا بحياة الغجر الشاقة والصعبة، وبدأ الأمر بالعطف عليهم، والإحساس العميق بمرارة عيشهم، ثم ما لبث أن تحول إلى عشق حقيقي، ويأتي في طليعة هؤلاء& "مس ياتس Miss yates" التي جمعت شواردهم وحكاياتهم وأغانيهم الشعبية، اما "ليست" الموسيقي الكبير، فقد وصف اثرهم الموسيقي وأناشيدهم الساحرة ..
كما لا يمكننا ان ننسى كبار الادباء الانجليز وكبار ادباء الاسبان والبرتغاليين ولا رواية كارمن لماريمه والتي نشرت منذ ما يزيد عن قرن من الزمن، وهي لا تزال انشودة عامرة في صدور الاجيال. اما اكثر ما جاء عن الغجر في كتب الادب عند العرب فهو مبثوث في القصص والحكايات الشعبية، ومنها حكاية الف ليلة وليلة، وتغريبة بني هلال، وحكاية ابي القاسم البغدادي وفي قصص وحكايات الزير سالم .
إنه العالم السري الذي ينتشر في أنحاء كثيرة، معزول عن الآخرين.. وذائب في الآخرين.
وفي الختام، فقد اخترنا من أغنيات وأهازيج "غجر يوغسلافيا"، هذه القصائد الثلاث التي ترجمها عن الدانماركية الباحث جمال جمعة :
كما لا يمكننا ان ننسى كبار الادباء الانجليز وكبار ادباء الاسبان والبرتغاليين ولا رواية كارمن لماريمه والتي نشرت منذ ما يزيد عن قرن من الزمن، وهي لا تزال انشودة عامرة في صدور الاجيال. اما اكثر ما جاء عن الغجر في كتب الادب عند العرب فهو مبثوث في القصص والحكايات الشعبية، ومنها حكاية الف ليلة وليلة، وتغريبة بني هلال، وحكاية ابي القاسم البغدادي وفي قصص وحكايات الزير سالم .
إنه العالم السري الذي ينتشر في أنحاء كثيرة، معزول عن الآخرين.. وذائب في الآخرين.
وفي الختام، فقد اخترنا من أغنيات وأهازيج "غجر يوغسلافيا"، هذه القصائد الثلاث التي ترجمها عن الدانماركية الباحث جمال جمعة :
خُذْ كأساً يا ربّ
أهبطْ إلى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
من السماء لا تستطيع أن ترى
ما أراه على الأرض.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
ما هنا على الأرضِ
ليس كما في أعالي السماء.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
في السماء ليس على المرء أن يهاجر
من مكانٍ لمكانٍ، مثلما هنا.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
وإذا ما شعرتَ بالتعب، فخُذْ قدحاً من البيرة.
واصعدْ للسماء ثانيةً، يا ربّ.
أهبطْ إلى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
من السماء لا تستطيع أن ترى
ما أراه على الأرض.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
ما هنا على الأرضِ
ليس كما في أعالي السماء.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
في السماء ليس على المرء أن يهاجر
من مكانٍ لمكانٍ، مثلما هنا.
&
أهبطْ الى الأرض، يا ربّ
وأرِ الناس شيئاً من الرّحمة.
&
وإذا ما شعرتَ بالتعب، فخُذْ قدحاً من البيرة.
واصعدْ للسماء ثانيةً، يا ربّ.
لينا
ذات صباحٍ، ذات صباحٍ
مُمطرٍ، مُمطرٍ
ذات صباحٍ مُمطرٍ ممطرٍ.
خرجتْ "لينو" في مشوارٍ، حافيةَ القدمين.
&
آه يا "لينو"، يا "لينو"،
أكلتِني يا "لينو"؛
شربتِني يا "لينو"؛
أكلتِني وشربتِني، يا "لينو"
بعينيكِ السوداوين،
بشَعْركِ المنسدِل...
آه يا "لينو"، يا "لينو
ذات صباحٍ، ذات صباحٍ
مُمطرٍ، مُمطرٍ
ذات صباحٍ مُمطرٍ ممطرٍ.
خرجتْ "لينو" في مشوارٍ، حافيةَ القدمين.
&
آه يا "لينو"، يا "لينو"،
أكلتِني يا "لينو"؛
شربتِني يا "لينو"؛
أكلتِني وشربتِني، يا "لينو"
بعينيكِ السوداوين،
بشَعْركِ المنسدِل...
آه يا "لينو"، يا "لينو
آه يا "فونجيا"
أذهبي للسّادةِ الكبار
يا"فونجيا" السّمراء،
توسّلي إليهم بعينيكِ البرّاقتين،
بثدييكِ النضرين.
توسّلي إليهم يا"فونجيا"!
إذا حكموني سنتين
سأعود إليكِ، أيّتها الجميلة.
إذا حكموني: عشرة!
فلا أدري ماذا سأفعل.
سأشنق نفسي على شجرةٍ، يا"فونجيا"
على غصنٍ أخضر،
وليتَهُ يقع عليكِ ويقتلكِ!
إذا لم تتوسّلي إليهم،
ليتَ السماء الكبيرة
تسقط وتقتلكِ!.
إذا لم تتوسّلي إليهم،
ليتَ نهديكِ يذبلان!.
الأحسن أن تتوسّلي إليهم يا"فونجيا"
فعيونُ السّادةِ الكبار على جَمالِك.
أذهبي للسّادةِ الكبار
يا"فونجيا" السّمراء،
توسّلي إليهم بعينيكِ البرّاقتين،
بثدييكِ النضرين.
توسّلي إليهم يا"فونجيا"!
إذا حكموني سنتين
سأعود إليكِ، أيّتها الجميلة.
إذا حكموني: عشرة!
فلا أدري ماذا سأفعل.
سأشنق نفسي على شجرةٍ، يا"فونجيا"
على غصنٍ أخضر،
وليتَهُ يقع عليكِ ويقتلكِ!
إذا لم تتوسّلي إليهم،
ليتَ السماء الكبيرة
تسقط وتقتلكِ!.
إذا لم تتوسّلي إليهم،
ليتَ نهديكِ يذبلان!.
الأحسن أن تتوسّلي إليهم يا"فونجيا"
فعيونُ السّادةِ الكبار على جَمالِك.








التعليقات