القاهرة- ايلاف: في لقاء جمعه بعدد من ضباط مكافحة الإرهاب العرب، اعتبر خبير أمني أميركي أن شبكة الإنترنت وما أتاحته من إمكانيات اتصالاتية هائلة، تعد الخاطف رقم عشرين في هجمات أيلول(سبتمبر) الماضي، وأن أعضاء تنظيم "القاعدة" استخدموا الإنترنت، والتكنولوجيا الأمنية التي طورتها الشركات الأميركية والغربية الأخرى، والتي تعتمد على أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وضرب مثالاً قال فيه إن التحقيقات مع عدد من معتقلي "غوانتانامو" أشارت إلى أن أعضاء "القاعدة" تدربوا جميعاً على استخدام الكمبيوتر والإنترنت، وأن أيمن الظواهري كان صاحب هذه الفكرة، حيث استقدم عدداً من المتخصصين العرب والباكستانيين لوضع برامج تدريبية لأعضاء القاعدة، وأن أسامة بن لادن وفر وسيلة متطورة للاتصال بالشبكة، تمثلت في البداية في خطوط ممتدة من باكستان، ثم انتقل إلى استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وأضاف الخبير الأمني الأميركي الذي التقى بنظرائه العرب في إطار مهمة "تبادل خبرات ومعلومات"، إن أعضاء القاعدة قاموا بتوصيل قرص كمبيوتر مرن أو مضغوط ببيانات تم تشفيرها إلى أطراف ثالثة، وبدورها تحملها للجهة المخططة للهجمات، أو المهام المستهدفة هنا وهناك.
ومضى الخبير الأمني قائلاً: "لقد وصل مدى سخرية القاعدة بالغرب إلى استخدامها برامج مجانية متاحة على شبكة الإنترنت مثل برنامج التشفير المجاني "بريتي جود برايفاسي". وتستخدم عملياتها خدمات البريد الإلكتروني المجانية عبر الإنترنت للإتصال بأي شخص يستطيع الاتصال بالشبكة التي غالبا هى متاحة في مقاهي الإنترنت والمكتبات العامة".
وكشف الخبير الأميركي رفيع المستوى عن أن مختطفي الطائرات المدنية الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول(سبتمبر) الماضي على الولايات المتحدة استخدموا كل من موقعي "ياهو" و"هوت ميل" للبريد الإلكتروني وذلك للاتصال بأحدهما البعض وبقيادتهم العليا في أفغانستان، وأن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا مغرمين إلى أبعد الحدود بالولوج للشبكة، والإبحار خلالها.
&
عنوان هوتميل
كما كشف الخبير الأميركي عن مفاجأة، حين قال إن المشتبه به الوحيد الذي هو رهن الاعتقال زكريا موسوي استخدم بريدا الكترونيا لدى "هوت ميل" تحت عنوان ([email protected]) لمحاولة التسجيل لدى مدرسة للتدريب على الطيران.
وأضاف أن القاعدة استخدمت أيضا برامج الرسائل الفوري عبر الانترنت والتي تقدم خدمة اتصالات آنية، علاوة على بروتوكولات نقل الملفات. فشركة مثل "ياهو" و"هوتميل" وشركات أخرى سواء الأميركية أو الأجنبية تقدم مثل هذه الخدمة التي من روادها شركة "آى سي كيو" الإسرائيلية الشهيرة.
ووفقاً للخبير ذاته فإن القاعدة استخدمت أيضا غرف التحادث في برامج (آي. أر سي) خاصة غرف التحادث عن الرياضة، للاتصال بأناس تم إعلامهم مسبقا بانتظار رسائل مشفرة. ويقوم الأعضاء بدورهم بالرد مرة أخرى بالشفرة.
ووفقا لشهادة في محاكمة أربعة رجال متهمين بالتآمر في عملية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في العام 1998 فإن أجهزة الهاتف المشفرة عبر الأقمار الصناعية والتي يتم استخدامها لنقل كل من الصوت والبيانات كانت ضمن الأدوات التي استخدمها تنظيم "القاعدة".
وخلص الخبير الأمني إلى أن الإنترنت كانت الخاطف رقم عشرين في هجمات 11 أيلول(سبتمبر) الماضي، وأبدى أسفه أنه لا توجد وسائل حاسمة يمكن من خلالها مراقبة كل شاردة وواردة عبر الشبكة، التي وصفها بأنها مارد خرج من قمقمه وبات مستحيلاً إعادته مجدداً إلى القمقم خاصة بعد تحولت إنترنت إلى "اللعبة الأكثر شعبية" في العالم.