تواجه باكستان ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة الأميركية لمهاجمة جيوب عناصر تنظيم "القاعدة" وحركة طالبان الذين لجأوا الى المناطق القبلية الباكستانية شبه المستقلة والمتاخمة للحدود مع أفغانستان. ولكن المطالبات الأميركية لقيت مقاومة شرسة من إسلام أباد الخائفة من اندلاع حرب شاملة في أراضيها. فقد نظم رجال القبائل مهرجانات ضمت الآلاف من المسلحين في عموم المناطق القبلية وهددوا بالوقوف ضد أي هجوم أميركي ــ باكستاني على مناطقهم، وقال دبلوماسي باكستاني كبير: تتعرض باكستان لضغوط ضخمة من قبل الولايات المتحدة من أجل أن تصبح القوات الباكستانية أكثر نشاطا في المناطق القبلية ولكن النتائج المترتبة على تحركات كهذه ستكون خطيرة جدا وكارثية على باكستان.فقد تم حشد الجيش الباكستاني في المناطق القبلية لأول مرة منذ تأسيس باكستان قبل 55 عاما، عقب انهيار نظام طالبان في أفغانستان العام الماضي ولكن ذلك لم يتم إلا بعد مفاوضات مطولة ومضنية مع رجال القبائل. ومؤخرا تعرضت القوات الخاصة الأميركية وقوات الكوماندوز التابعة للمخابرات الباكستانية للقصف بالصواريخ على مقرهما في ميرام شاه الواقعة في قلب المناطق القبلية على بعد بضعة أميال من خوست داخل افغانستان حيث تقوم القوات البريطانية والكندية بمحاولات غيرناجحة للعثور على عناصر "القاعدة" وخلال عطلة نهاية الأسبوع نظم رجال القبائل العديد من المهرجانات في جميع القرى الواقعة في المناطق القبلية احتجاجا على وجود القوات الاميركية في مناطقهم. وتقول التقارير الصحفية الأميركية ان هناك 150 من أفراد القوات الأميركية الخاصة يعملون في الأراضي الباكستانية ولكن إسلام اباد تقول ان عددهم لا يتجاوز العشرات فقط وهم من "خبراء الاتصالات".وقد انضمت الأحزاب الدينية المعتدلة الى رجال القبائل في التهديد بمقاومة الوجود الأميركي. وقال سولانا فضل الرحمن زعيم حزب "جمعية علماء الاسلام" احد اكبر الاحزاب الاسلامية في باكستان ان القوات الاميركية تقوم بانتهاك القانون القبلي باقتحامها المنازل والمدارس الدينية في المناطقة القبلية. واتهم فضل الرحمن النظام العسكري للرئيس برويز مشرف بالتفريط بسيادة البلاد وبالرقص على الانغام الاميركية.وجاء تصعيد التهديدات من قبل رجال القبائل في اعقاب تقارير من المخابرات الاميركية بان اعدادا كبيرة من عناصر تنظيم "القاعدة" فروا الى داخل باكستان وانهم يلقون ملاذا آمنا من قبل رجال القبائل في القرى المتاخمة للحدود مع افغانستان.ويحاول الجيش الاميركي ممارسة ضغط على الجيش الباكستاني لشن عمليات عسكرية ولكن غالبية الجنود الباكستانيين البالغ عددهم 12 ألف مسلح في المناطقة الحدودية ما زالت من الميليشيات القبلية وليس من الجنود النظاميين وذلك رغم انضمام وحدات كوماندوز باكستانية من الجنود النظاميين. ويواجه الجنرال برويز مشرف تهديدات من الارهابيين الباكستانيين واضطر الى الغاء جولة كانت مقررة له الى شمال افريقيا لكي يشرف بنفسه على المعركة القومية ضد الارهاب حسب ما قاله الناطق بلسان الحكومة،وكانت باكستان قد اعتقلت اكثر من 300 متطرف اسلامي مؤخرا في اعقاب مقتل 14 شخصا بينهم 11 من مهندسي البحرية الفرنسية في انفجار فدائي امام احد الفنادق في كراتشي. كما تفاقمت التوترات مع الهند حيث يحشد البلدان اكثر من مليون جندي على الحدود منذ يناير. ويقول الدبلوماسيون الغربيون في اسلام اباد ان المخابرات الاميركية تقدر بان احتمال نشوب حرب بين الهند وباكستان ما زال قائما. تلغراف (عن "الوطن" القطرية)