يجدر بي ان اشكر ذلك الرجل (شارلي ريس) الكاتب الصحفي الاميركي وبخاصة على مقالة بعنوان (انتبه يا مستر بوش) الذي نشر على موقع (ريبورترز نوتبوك دوت كوم) ونشرت ترجمته بعض الصحف العربية ولكن اود ان اشير الى ان شكري لمستر شارلي ليس لانه يناصر القضايا العربية فهذا لم يبد في مقاله وانما هو متألم اشد الالم لان علاقة بلاده (اميركا) باسرائيل جرت عليهم المصائب بلا ادنى مبرر، ودعا بوش الى ان يحترم القيم الاميركية والتقدم بمبادرة جادة لقمع العدوان الاسرائيلي على العرب او يتبوأ مقعده في مجاهل الانزواء والفشل في خاتمة المطاف فقد اكد الكاتب الشجاع ان بوش يضلل نفسه بالقول ان رئيس الوزراء الحالي ارييل شارون يريد السلام ويتوجه شارلي ريس الى بوش قائلا: آمل ان لا تصدق يا مستر بوش القصة الخيالية التي تقول اننا هوجمنا بسبب ثروتنا او حريتنا او للغيرة التي شعر بها شخص يجلس في كهف ناء لديه عدة ملايين من الدولارات.. هذا تضليل ليس الا.. لقد هوجمنا وسنتعرض لهجمات اخرى ما دمنا نستمر في دعم عدوان اسرائيل واحتلالها اراضي شعب آخر.
ويسترسل ريس في اظهار غضبه النبيل قائلا: انني شخصيا اشعر بالغضب البالغ لان اشخاصا احبهم ربما يموتون يوما.. فقط لان حفنة من السياسيين يحصلون على الاموال من اللوبي الاسرائيلي، وهذا سبب غبي وقذر وتافه كي يموت اي اميركي نتيجة له.
ويصل ريس بموعظته لبوش الى النصيحة الذهبية التي لو استمع اليها أي رئيس اميركي لاراح واستراح حيث يقول ريس: انه جنون ان نسمح لاسرائيل بان تجعل اعداءها اعداء لنا نحن الاميركيين.. ليس للولايات المتحدة أي نزاعات مع أي دولة عربية او اسلامية (باستثناء الجرم الذي ارتكبناه في حق العراق) والعداء الذي تشعر به هذه الدول يعزى مباشرة وبنسبة مائة بالمائة الى سياستنا المنحازة الى اسرائيل على حساب العرب.
انا شخصيا لا اجد غضاضة في ان افرد لحديث شارلي ريس المساحات الاكبر في مقالنا هذا لانه ببساطة يحمل ما كتبناه نحن وغيرنا حول عدم قدرة ساسة الولايات المتحدة على النظر للامور بمنظار العقل ومنظار مصالح الشعب الاميركي ويعتبرهم خونة لبلادهم وشعبهم حيث يقول لبوش: ليس هناك علاقة خاصة باسرائيل فهذا تضليل آخر لاخفاء حقيقة ان سياسيينا خانوا بلادهم وشعبهم، وكيف يمكن ان تكون لك علاقة مع دولة تحصل على مليارات الدولارات من ضرائبك وتهاجم سفنك وتنسف مرافقك وتتجسس عليك؟ ويجب ان تسأل نفسك السؤال التالي: ما الذي قدمته اسرائيل في يوم من الايام للولايات المتحدة؟
واكرر شكري لك يا مستر شارلي ريس على صدقك ونزاهة قلمك فنحن جميعا نسعى الى هذه النزاهة والتجرد والاستمساك بكبد الحقيقة مهما كان الثمن خدمة للبشرية جمعاء ودفعا للظلم والعدوان اللذين هما اساس كل تفكير في المقاومة المسلحة. لقد قدمت نصيحتك الصادقة لزعيم بلادك ونحن بدورنا نقدم النصيحة الصادقة لزعماء بلادنا ان لا يتساهلوا ويتنازلوا عن حق الشعب الفلسطيني فهو حق اصيل تتغلغل قناعاته في نفوس شرفاء العالم من امثال شارلي ريس ومهما عمد (الخائنون) والفاشلون الى استخدام السلاح لتخويف اصحاب الحق ودفعهم الى التنازل فلا ينبغي مطلقا التنازل لمجرمي الحرب عن شبر من بلادنا فغدا يجلس على كرسي حكم الولايات المتحدة رجال شرفاء يكونون قد استفادوا جيدا من امثال النصائح التي يتكلم بها شارلي ريس وامثاله فيعيدون الامور الى نصابها ويخلقون نمطا من التعايش السلمي بين ابناء الشرق الاوسط جميعهم ونحن واثقون ان امثال شارلي ريس ليسوا قلة انما هم كامنون في ثنايا المجتمع الاميركي الممتد بعيدا عن المكتب البيضاوي وسدنته من الافاقين والمنافقين وتجار الحروب ونحن نثق في الديمقراطية الاميركية وفي قدرتها على حماية الاصوات الشريفة كصوت شارلي ريس بعيدا عن سكاكين الجلادين الذين ادمنوا قطع لهاة كل حر من اجل ان يبقوا وحدهم على رأس الكذبة الكبرى.. فشكرا مرة اخرى لشارلي ريس ونلتقي بعد اجازة الصيف بفضل من الله ومشيئته.(الوطن العمانية)
التعليقات