كان الرئيس الاميركي، ريتشارد نيكسون يصغي بعمق، الى التحليل الذي يبثه التليفزيون، ولم يدر بخلد مستشاريه، الذين يحيطون به، انه سيطلق جملته الشهيرة، بعد ان ينتهي المعلق التليفزيوني من كلامه. لكن الرئيس التفت بعصبية واضحة الى مستشاريه وقال لهم: لقد انتهت الحرب، ويقصد بذلك حرب اميركا في فيتنام.
لم يكن ذلك مشهداً من فيلم سينمائي من الافلام البوليسية والتجسسية والرئاسية، التي تنتجها استوديوهات هوليود، بل كان واقعة حقيقية، حصلت مطلع عام 1969، واطلق بعد ذلك على المعلق الاميركي (والتر كرونكايت) لقب الصحفي الذي اوقف الحرب، وقالوا: انه اول اعلامي يتمكن من ايقاف حرب في التاريخ.
وسنأخذ جانباً واحداً من هذه القصة ونتناولها في سياق احاديثنا ونقاشاتنا وتحليلاتنا المعمقة، عن مستقبل الاعلام العربي، في ضوء اقرار مشروع انشاء قناة فضائية عربية، تخاطب الاخر، وتجهد نفسها في تحسين صورتنا هناك، واقصد بذلك في اصقاع الدنيا مترامية الاطراف.
وقبل ان يتبرع من يجيد التبرع في الرد على كل من يسعى الى المناقشة الجادة، مستغلاً ثغرة مثل ثغرة دفر سوار اميركا، اقصد ثغرة انفجارات سبتمبر وعدم ظهور كرونكايت جديد، يوقف حروب اميركا الحديثة ضد العديد من دول العالم، قبل ذلك، اقول، اننا لا نريد ان نتناقش ونتجادل مع اميركا وما تعيشه، والظروف المحيطة بها، وان جل ما نريد الوصول اليه، هو كم عملت مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وما هي الجهود التي بذلتها، في سبيل خلق صحفي كبير، يتردد اسمه في اوساط العامة، ويقولون عنه، انه قد تمكن من ايقاف حرب شرسة تحرق الاخضر واليابس؟!
الاجابة على ذلك كالاتي& :&&&&&& ................................
هل حاولنا استثمار المواهب الكبيرة، وصنعنا منها اسماء كبيرة، لتحمي البلد والامة في المصاعب والمأزق والمحن؟
الاجابة : ...........................
اننا نذكر قصص تلك الاسماء الكبيرة، التي صنعوها في بلادهم، وها نحن نتداولها باستمرار في معارض كلماتنا اليومية، فما هو حجم نجاحهم؟
الاجابة: هائل جداً
هل ننجح في مسعانا
الاجابة: مشكوك في ذلك
لذلك ما زلنا بحاجة الى خلق العمالقة الذين يصبحون مثار اهتمام ونقاشات الاخر، الذي ما زال يحاول ان يعطينا الدروس والعبر من خلال رموزه الاعلامية.(الوطن العمانية)
التعليقات