بيروت ـ وليد زهر الدين: كشف مسئول لبناني عن اتصالات بريطانية أميركية سبقت اعلان جورج بوش الرئيس الأميركي خطته للسلام تفاخر بعدها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بأنه نجح في اقناع بوش باعادة صياغة موقفه المتشدد واعطاء الفلسطينيين افقاً سياسياً تمثل باعلان دعمه للدولة الفلسطينية.
وقال غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني ان بلير ابلغ رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان خلال زيارة الاخير للندن قبل ايام انه اجرى اتصالات مكثفة مع الرئيس الاميركي وانه نجح في اقناع بوش "بوجوب اعادة صياغة الموقف الأميركي في الشرق الأوسط".
وقال بلير للحريري أيضاً، حسب الوزير اللبناني الذي كان في عداد الوفد اللبناني المرافق لرئيس مجلس الوزراء في زيارته إلى لندن ان بريطانيا: "لعبت مؤخراً دوراً كبيراً في اقناع الإدارة الأميركية بوجوب دمج مضمون سياسي في اية مبادرة جديدة لواشنطن حيال النزاع العربي الإسرائيلي عامة، والفلسطيني ـ الإسرائيلي على الاخص في المرحلة الراهنة.
وقد اثمر دورنا، فربط الرئيس بوش مبادرته الجديدة باقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى ضغوطنا على الولايات المتحدة وإسرائيل معاً من جهة، وإلى اقتناع بوش شخصياً بوجهة نظرنا، الامر الذي سيتيح لبريطانيا دوراً مستقبلياً اوسع في عملية السلام في الشرق الأوسط.
ويلحظ المراقبون في بيروت، ان هذا الدور بدأ فعلاً وانه كان محور المباحثات التي اجراها حسني مبارك الرئيس المصري مع بلير وكبار المسئولين البريطانيين اثناء زيارته مؤخراً الى لندن، حيث تبلغ موقفاً ايجابياً مزدوجاً، حسب جيرالد رامل الناطق باسم الحكومة البريطانية. وهو: "استعداد بريطانيا للتدخل المستمر في المجتمع الدولي من جهة، واقامتها حواراً دبلوماسياً مع كل الاطراف لفض النزاعات ووضع حد للعنف من جهة أخرى".
ورأى سلامة ان زيارة الحريري لبريطانيا كانت ضرورية "بسبب التطورات المتسارعة في المنطقة، والدور الذي تلعبه بريطانيا، لاسيما لجهة تأثيرها، أو محاولة التأثير، على قيادة أميركية تبدو احياناً وكأنها خرجت للتوّ من عقالها. وهناك دور واضح لبلير في محاولة اعادة صياغة الموقف الأميركي، ان من موضوع العراق، أو فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي".
أضاف سلامة "وفي رأيي ان اللقاء بالرئيس بلير في هذه المرحلة بالذات لم يكن مهماً فحسب، بل يمكنني التأكيد على انه لاغنى عنه".
وحول ما اذا شملت محادثات الحريري ـ بلير طبيعة العلاقات اللبنانية والأوروبية، خاصة وان حبر التوقيع على اتفاق الشراكة بين الجانبين لم يجف بعد، قال سلامة: "لقد اعطى التوقيع على هذا الاتفاق بعداً مهماً في توقيت زيارة رئيس الحكومة الحريري إلى لندن خاصة وان بريطانيا دولة كبيرة داخل المجموعة الأوروبية وهي ليست بالضرورة ربما اقرب الدول مالياً واقتصادياً وسياسياً للموقف اللبناني أو للوضع في لبنان، وبالتالي كان من الضروري ابلاغ الطرف البريطاني ان اتفاق الشراكة مع أوروبا يجب ان يشجع على تعزيز العلاقات بين بريطانيا التي هي عضو أساسي في الاتحاد الأوروبي وبين لبنان".(البيان الإماراتية)