بيروت- رولا نصر: مطربة شابة، عشقت الفن منذ طفولتها، ورغم أنها درست السياسة، إلاّ أن حب الفن في قلبها كان أقوى. فغنت، وحققت نجحاً تلو الآخر إلى أن غنت مؤخراً على طريقة الدويتو مع المطرب العالمي كريس دي بيرغ. تعرضت للكثير من الانتقادات، استمعت للبناءة منها، ولم تكترث لتعليقات الحاقدين. إنها اليسا التي صدر لها مؤخراً البوم جديد بعد غياب سنتين تحت عنوان "عايشالك"، وخصت إيلاف باللقاء الأول بعد صدوره، ترى ماذا تقول؟
* لنتحدّث بداية عن ألبومك الغنائي الأخير الذي لاحظ فيه الجمهور نقلة نوعية في غنائك خصوصاً مع أغنية "عايشالك"؟
* كما يعلم الجميع أنا لم أقدم جديداً منذ حوالي السنتين، السبب في ذلك كان مشاكلي مع شركة الإنتاج التي أنتسب اليها. لكن الحمد لله انتهت هذه المشاكل وسويت كل الأمور، وها نحن اليوم قد أصدرنا الألبوم الجديد "عايشالك". فترة الغياب هذه لن أسميها بعداً، لأنها رغم سلبياتها غير أني أجد أني استفدت منها كثيراً، إذ درست الموسيقى وتعمقت فيها أكثر وتمرنت، وقد ظهر أثر ذلك في طريقة الغناء والإداء. وبما أنني غبت لسنتين كاملتين عن الجمهور كان ولا بدّ أن أطلّ بألبوم مميز، وأكون دقيقة في
اختياراتي قدر الإمكان. فسعيت أنا وفريق العمل الذي يرافقني إلى الاجتهاد بهدف إصدار ألبوم يكون بمثابة عودة حقيقية لي. والحمد لله يبدو أن تعبي لم يذهب سدىً وقد بدأت أتلمّس نجاح الألبوم يوماً بعد يوم.
* بالنسبة لفيديو كليب أغنية "عايشالك"، لاحظنا وجود ماكياج قوي وبارز مقابل بساطة في الزياء وأسلوب الكليب بشكل عام، ماذا تقولين؟
* الفكرة دون شك كانت للمخرج الفرنسي فابريس دوكانتي، أما الأزياء فهي للمصمم العالمي كريستيان ديور، كذلك الماكياج. بصراحة لم أتدخل في شيء وتركت لهم الحرية كاملة في كافة التفاصيل لأنني ببساطة تعاملت مع محترفين، وبالمقارنة مع كليباتي السابقة أتى هذا الكليب جديداً في كلّ شيء ومختلفاً عن كل ما هو موجود حالياً بالرغم من البساطة الكلية فيه، لا بل أكثر من هذا كانت البساطة العنصر الرئيسي الذي ميّز الكليب الجديد. وقبل التصوير سافرت إلى باريس والتقيت بالمخرج وكان قد حضّر السيناريو، أعجبت كثيراً بطريقة عمله لهذا وثقت
به، وقد تمّ التصوير في باريس، بعض المشاهد داخل محلات كريستيان ديور، والبعض الآخر في فندق prince de galles وأخرى في أحد المرابع الليلية. كما أنني صورت في لندن أغنية "شو الحلّ" مع المخرج الإنكليزي ماكس لوبر.
* ماذا عن الأغنيات الباقية؟
* الألبوم يضم عشر أغنيات، أربعة منها مصرية، وقد تعاملت مع عدة شعراء وملحنين بارزين، أمثال محمد رفاعي، محمد رحيم، حسام حبيب، جان ماري رياشي، خالد عزّ، نبيل أبو عبده، طوني أبي كرم، نزار فرنسيس وغيرهم. وهناك أيضاً ألحان تركية ويونانية، وقد اخذنا الحقوق لإعادة تسجيلها. وكان من المفروض أن يضم الألبوم 13
أغنية، غير أنني للأسف لم أتمكن من إصارها مع أنني سجلتها، لأن التنازلات تأخرت بالوصول، وربما أصدرها في الطبعات التي ستصدر لاحقاً، أي ضمن ألبوم "عايشالك"، وهو من إنتاج ميوزيك ماستر.
* تردد أكثر من مرة أنك أبرمت عقداً مع شركة روتانا؟
* هناك عرض مقدم من قبل شركة روتانا أنا لا أنكر هذا. لكنني لم أكن قادرة على فسخ العقد مع ميوزيك ماستر، وفضلت أن أتريث، رغم كل المشاكل التي عانيتها لكن الشركة بصراحة مع هذا الألبوم لم تقصّر بل دعمتني. وعندما تنتهي مدة العقد (تنتهي هذا العام) قد أبقى مع ميوزيك ماستر أو أتعاقد مع روتانا، لست أدري حتى الآن.
* ما هو أكثر ما ميّز ألبومك الجديد، هل هو ربما التركيز على الأغنيات المصرية؟
* في السابق كانت لي تجربة واحدة مع الأغنية المصرية من خلال أغنية "لولاك" للملحن صلاح الشرنوبي. ولطالما كنت أقول إن اللهجة الثانية بالنسبة لي هي المصرية. ألبومي السابق كان لبنانياً بالكامل، غير أنني بعد زيارتي لمصر وإحيائي فيها عدة حفلات، لمست صراحةً أن الجمهور هناك يحبني ويحفظ أغنياتي، وأنا أحب هذه اللهجة كثيراً، وأيضاً لي في مصر جمهور يتابعني، ففكرت بتقديم أغنيات باللهجة المصرية، أحبها أنا في الأساس وتكون بمثابة تحية لجمهوري في مصر.
* ما هي مشاريع اليسا بالنسبة لحفلات موسم الصيف؟
* هناك عدة عقود لإحياء حفلات أبرمتها قبل صدور ألبومي منها في الأرن مع عمرو دياب، وأخرى في سوريا، غير أنني أفضل التريث قليلاً قبل إبرام عقود جديدة كي أتلمس صدى الألبوم فأكون قادرة أكثر على تحديد مستوى الحفلات التي أطلّ من خلالها، مع أنني لم أقلل يوماً من مستوى حفلاتي، إذ أحييت مثلاً حفلة في الأردن برعاية الملكة رانيا، وأخرى في دبي بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيلي كلينتون، لهذا لا يمكن أن أراجع اليوم وأقدم حفلات دون المستوى المطلوب.
* غنيت أكثر من مرة في الحفلات مع المطرب عمرو دياب، هل يمكن أن تكون هذه المشاريع بداية التحضير لدويتو بينكما؟
* كانت لي أكثر من تجربة دويتو، أولها في أغنية "بدي دوب"، وطبعاً أإنية "بتغيب بتروح" مع الفنان راغب علامة، وكان هذا الدويتو بمثابة إنطلاقة جديدة بالنسبة لي وأفادني كثيراً دون شك، ومؤخراً الدويتو مع كريس دي بيرغ، لكنني حالياً أفضل الاتكال على نفسي كي أحقق نجاحي وأركز اسمي أكثر في ساحة الغناء، وفي المستقبل بعد نجاح أكثر من ألبوم لي، قد أعيد تجربة دويتو مع أشخاص أهم من الذين تعاملت معهم، وإلاّ لن أقوم بها، كي لا تكون الخطوة خطوة إلى الوراء.
* حدثينا عن الدويتو الذي جمعك بالمطرب العالمي كريس دي بيرغ، كيف التقيتما؟
* زار كريس دي بيرغ& لبنان منذ حوالي السنتين وقد أعجب كثيراً ببيروت ويبدو أنه استوحى منها أغنية "ليالي لبنانية" lebaneese nigts& ، وطلب مطربة لبنانية لتشاركه الغناء، وهكذا كان، أرسلت له الكثير من الأشرطة والأصوات، غير أنه اختارني ولم يكن يعرفني مسبقاً، وهكذا كان. سافرت إلى لندن وسجلت معه الأغنية. وقد أسمعته الأغنيات الجديدة وأعجب بها، وهي دون شك تجربة رائعة في مسيرتي، وقد غنيت بالإنكليزية كما علمته بعض المرادفات العربية، وهي ستصدر قريباً كما أننا بانتظار تصويرها على طريقة الفيديو كليب.
* هناك ظاهرة دخول عارضات الأزياء مجال الغناء، وأنت من بين المطربات الجميلات اللواتي يتهمن بالاتكال على الجمال الخارجي بغية تحقيق الشهرة. ما هو تعليقك؟
* لم أدخل مجال الغناء لأنني جميلة، أعمل في الفن منذ حوالي 12 سنة، عملت في المسرح مع وسيم طبارة وهو فنان كبير، واشتركت في استوديو الفن ونلت ميدالية فضية. أنا لم أتعدّ على الفن كما وأنني لست دخيلة عليه، ربما يكون الشكل الجميل قد ساعدني قليلاً لكن في البداية فقط وفي الإطلالة الأولى، لكنه طبعاً ليس الأساس. لقد درست العلوم السياسية وهي بعيدة تماماً عن الفن، ولم أعمل في مجالها لأنني أعشق الغناء منذ أن كنت طفلة صغيرة، الكلّ يستطيع أن يدخل مجال غناء لكن من يستمرّ هو المطرب الجيد، أعرف أنني لست أم كلثوم لكني والحمد لله أمتلك صوتاً مقبولاً إذا صحّ التعبير ولقد تعبت على نفسي وذكرت في بداية اللقاء أنني درست الموسيقى وتمرنت وكثر قالوا لي أن أدائي حالياً بات أفضل، لهذا أعود وأقول أنني لم أتعدى على الفن.
* تعرضت للكثير من الإنتقادات على أسلوبك في الأزياء وتصوير الكليبات وغيرها، لكن اللافت أنك لم تتأثري بها لدرجة أنها لم تدفعك إلى تغيير أسلوبك؟
* كلّ شيء جديد هو عرضة للانتقاد، في كليباتي السابقة انتقدوا مسألة الشرشف مع أن أي شيء لم يكن ظاهراً، لا على العكس، وأيضاً في كليب بتغيب بتروح، كانت الأكمام طويلة، فانتقدوا الماكياج وقالوا أنني أعتمد الإثارة من خلال عيوني، مهما فعلت الإنتقادات موجودة وستبقى دائماً. أنا لم أتخطى حدود الأدب واللياقة، لكن الجديد الذي قدمته هو الذي دفع الناس إلى انتقادي. هذه هي طريقة ملابسي ولن أغيرها، وأنا لا أرتديها لأني مطربة بل لأني أحبها كغيري من الفتيات، لا أكثر ولا أقل.
* تتقبلين الانتقادات؟
* في البداية كلا، كنت أنزعج كثيراً، أما اليوم على العكس تماماً، فبعد ازدياد خبرتي في المجال بتّ أحب سماع الانتقادات كي أستفيد منها إذا كانت في محلّها طبعاً.