&
بيروت-رولا نصر: مخرج لبناني شاب، درس الإخراج وتنقل من محطة إلى أخرى، ومن برنامج لآخر، ومن كليب إلى آخر حاملاً أفكاره الجريئة والجديدة وأحاسيسه التي كانت الحافز الإساسي للتجديد في كافة أعماله. انه المخرج الفذ وليد ناصيف الذي استطاع رغم صغر سنّه أن يسجل لنفسه بصمة مميزة في عالم الأغنيات المصورة. في لقاء خاص جداً ترى ماذا يقول وليد ناصيف؟
نودّ أن نتعرف اولا على بداياتك في عالم الإخراج؟
لقد درست الإخراج وتخرجت من الجامعة عام 95، وعملت لحوالي العام في المؤسسة اللبنانية للإرسال في قسم&البروموشن، بعدها عملت في مسلسل درامي وفي محطة اي ار تي كمساعد مخرج، كما اني كنت اسافر سنويا لتغطية مهرجان كان السينمائي الدولي، وعملت كمخرج منفذ في مركز اي ار تي للبث في ايطاليا. وأيضاً عملت في محطات اخرى مثل اوربيت ("محليات" برنامج وثائقي)، وفي محطة ديزني (برنامج "متل اليوم") الذي حاز على اعجاب وثقة الكثيرين، وكان زميلي طوني سمعان متابع الإنتاج في بيروت، شكلنا معا ثنائياً ناجحاً، وكانت اهمية البرنامج في انه على محطة عالمية هي ديزني، لدرجة ان الصحافة العربية طلبت واستغربت كيف ان المحطات العربية لا تستغل مثل هذه المواهب والتقنيات وجودة الصورة وتوظفها في برامجها بدل أن تنقل عن الغرب. في هذين البرنامجين كنت مخرجاً وليس مساعد مخرج، ومن بعدها كرت سبحة الأعمال.
كليب "عندي سؤال" لباسمة كان اول فيديو كليب تقوم بإخراجه؟
نعم هذا صحيح. عرضت علي الكثير من الأغنيات قبل "عندي سؤال" لإخراجها، غير&أنني رفضت. لسبب
بسيط&وهو أني أردت الدخول في هذا المجال بكليب مميز يركز اسمي كمخرج على الساحة الفنية. فالكليبات التي عرضت علي سابقا لم تكن تخصص&لها ميزانية مهمة، وللخروج بنتيجة مرضية دون شك الأمر يتطلب انتاجاً. وفي الوقت عينه كنت انتظر فرصة كي احقق شيئاً، فقلت اما اعمل على كليب مميز بالفعل واما فلا، الأمر الذي كان صعباً دون شك. فسبق وان نجحت على صعيد الدراما والبرامج، لماذا أقلل من قيمة النجاح بسبب فيديو كليب قد ينعكس سلبا على عملي؟ من هنا كان التحدي، لأن إخراج الكليبات يختلف كليا عن الإخراج الدرامي ومن يلجأ إلى طريقة الكليب في تنفيذ اعمال درامية سيفشل دون ادنى شك وهذا ما حصل مع العديد من مخرجي الكليبات رغم انهم حققوا النجاح في عال الكليب. لهذه الأسباب مجتمعة فكرت مليا قبل اخراج اي فيديو كليب. كانت بداخلي افكار اريد اظهارها للناس وشيء في داخلي اريد ان اخرجه الى ان كان كليب باسمة "عندي سؤال".

بشكل عام يسعى الفنان ان يتعامل مع اسماء معروفة كي يضمن النجاح، كيف حصل وان اختارتك باسمة؟
&حصل الأمر عن طريق شركة الإنتاج التي كانت
تتعامل معها باسمة قبل روتانا، بعدها انضمت الى روتانا لهذا استغرق الأمر فترة طويلة من التحضير حوالي 8 أشهر بسبب الانتقال من شركة الى اخرى وتأجيل مواعيد وغيرها من التفاصيل. صحيح ان الفنان يسعى الى التعامل مع اسماء كبيرة، لكن ربما تكون لهذه الأسماء سلبيات كما الإيجابيات، لأن خطه في الإخراج يكون معروفاً وربما يعطي الفنان اشياء مكررة من اعمال سابقة، بينما مع المخرج الجديد رغم وجود المخاطرة لكن هناك امكانية الخروج بافكار جديدة كلياً لم تنفذ سابقاً، وبكل تواضع اقول ان في كليب "عندي سؤال" من اهم الكليبات العربية التي نفذت حتى اليوم، لست اتحدث عن نفسي وادعي اني مخرج فذّ، لكن بكل تجرد اقول هذا وانا مقتنع ان لناحية التقنيات التي استعملت او الديكور والغرافيكس، كان مختلفاً، فنجح. وبصراحة باسمة كانت خائفة من التعامل معي، غير أنه وبمجرد بدء التصوير زال الخوف بعد أن تعرفت على طريقتي في العمل.

بعد باسمة قمت بإخراج كليب "سيليني" للنجم فارس كرم؟
&نعم هذا صحيح. قمت بإخراج أغنيتين لفارس هما "سيليني" و"مهضومة" لكن هذه الأخيرة لم تعرض بعد على شاشة التلفزيون. استغربت كثيراً قبل تصوير الكليب بأن فارس مع أني لم أكن أعرفه اخذ المبادرة واتصل بي وأخبرني انه يرغب في أن اقوم بإخراج كليب له، دون شك سعدت كثيراً وتفاجأت كونها المرة التي يتصل بها فنان
&بمخرج ويطلب ان يتعاونا. اجتمعت به وتعرفت على شخصيته الظريفة والمرحة ولمست فعلاً انه ابن اصل، "ابن بلد" كما يقولون بالعامية، وبات عندي حافز اكبر كي اصور له عملاً مميزاً، فكل من يتعرف إلى فارس يعجب بشخصيته وتواضعه ويشعر أنه يعرفه منذ زمن بعيد. اتفقنا على مواعيد التصوير، حضرنا الفكرة وسافرنا إلى تركيا. وبالفعل كان التصوير مميزاً وأحدث الكليب ضجة خصوصاً وأن فارس كان غائباً عن الساحة لحوالي السنتين وكليب "سيليني" كان من المفروض أن يشكل له عودة حقيقة، لهذا كان التركيز أكبر ليكون كل شيء جديداً، ونقلة نوعية في كل شيء، في الأسلوب واللوك والتصوير، وهذا ما طلبه مني فارس شخصياً خصوصاً انه عرف من خلال المواويل واللون اللبناني البلدي، أما الأسلوب الغنائي "لسيليني" مختلف عن كل هذا. وعندما أخبرته عن فكرة الكليب لمست لديه تجاوباً وانجذاباً للفكرة التي انطربعت في ذهنه، لدرجة أنه ورغم كل التعب الذي لاقيناه اثناء التصوير (صورنا خلال 48 ساعة) بقي فارس متحمساً وظلّ يغني طوال الوقت ما اعطى فريق العمل دفعاً أكبر للعمل بجهد والخروج بنتيجة مميزة ونسيان التعب، وهنا أود ان اخبر القراء ان فريق العمل بغالبيته من الأتراك لكنه لشدة اعجابهم بفارس حفظوا الأغنية وظلوا يرددونها مع انهه لم يفهموا غالبية كلماتها.

ماذا عن كليب "مهضومة"؟
الفكرة تحكي عن فنان معروف يسير في الشوارع والمعجبات يلحقن به كما ويوجد شرطي يراقبه
طوال الوقت، ثم يتضح في النهاية ان هذا الشرطي ليس سوى فتاة معجبة ايضا بفارس. صورنا الكليب في الشارع الأكثر زحمة في تركيا، وهو شارع الإستقلال في العاصمة اسطنبول، وقد اصطف الناس ليتفرجوا فتركتهم وصورتهم وهم اناس عاديون ما اعطى الكليب عفوية وطبيعية، واتمنى ان ينال اعجاب الناس عندما يعرض على الشاشات.
لنتحدث قليلاً عن تعاملك مع المطربة الكويتية مرام؟
نعم، لقد صورت لها أغنيتين هما "توعدني" (التي باشرت محطة اي ار تي) بعرضها و"اشتقتلك" (تعرض قريباً). لم اكن اعرف مرام شخصياً لكني كنت اتابعها من خلال الكيبات والحفلات وغيرها. عندما تحدثت اليها عبر الهاتف خفت من شخصيتها اذ تركت لدي انطباعاً بأنها مغرورة ومتعالية، غير انني عندما التقيتها غير رأيي كليا، لا بل على العكس هي شخصية فريدة، تمزح وتضحك، مرحة، متواضعة وعفوية، "كاراكتير" بحدّ ذاته. والأهم من كل هذا أنها تتقبل كل شيء ولا تعاند، مثلاً عندما طلبت منها أن ترتدي اللون البرتقالي قالت انه لا يليق بها، فأقنعتها بأن تجرب، وهكذا كان وأتى البرتقالي مناسباً جداً وجميلاً. وأكثر من هذا هي دائماً جاهزة قبل الكلّ دقيقة في المواعيد وتحب عملها، وهي من الأشخاص الذين يضيفون أشياء كثيرة على العمل ولا تتصرف وكأنها مبرمجة. سعدت كثيراً بالتعامل معها وتمني فعلاً لو اني تعرفت عليها قبل التصوير بوقت أكبر لكنت حضرت لها شيئاً مختلفاً.
ماذا عن أعمالك الأخرى؟
صورت للفنان ماجد المهندس أغنية "الملامة"، وسعد الفهد "ايام وليالي" و"تعبت"، ولعلي عبد الستار "اجرحني" و"ما احلاها".&
من هو الفنان او الفنانة التي تتمنى أن تصور لها أغنية؟
(يضحك ويقول) جينيفر لوبيز.
نلاحظ عادة لدى المخرجين العرب، أن الأعمال تتراكم عليهم عندما يحققون النجاح في كليب او اثنين، فتبدأ بعد ذلك ظاهرة تكرار الأفكار والإبقاء على أسلوب واحد. وانت من الخرجين الذين حققوا فعلاً بصمة مميزة. هل يمكن أن تقع في هذا المطب؟
بالتأكيد لا، لن استهلك نفسي، لأن التجدد في كل فرد ينبع من الإحساس والإحساس نبع لا يجف. أنا أشعر بكثير من الأشياء حولي وتخالجني الكثير من الأحاسيس، مقابل ذلك أغذّي أفكاري من خلال متابعة
كل جديد، أتمنى أن أبقى كذلك. مدرّستي في الجامعة كانت تقول لنا: ما من جديد تحت الشمس لكن هناك دائماً الفكرة البسيطة التي يمكن ان تكون الحدث ونقطة التغيير وأنا أؤمن كثيراً بهذه الفكرة وأحاول قدر المستطاع أن أبتكر أشياء جديدة في عملي.
لمراسلة المخرج وليد ناصيف: [email protected]

&