واشنطن-فرنسيس تيمان: وجدت النائبة الفلسطينية حنان عشراوي نفسها في قلب جدل محتدم في كولورادو، بعد ان تلقت دعوة من احدى الجامعات الاميركية لافتتاح منتدى تنظمه بمناسبة الذكرى الاولى لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
ودعيت عشراوي لالقاء الكلمة الافتتاحية لمنتدى بعنوان "بعد سنة من 11 ايلول/سبتمبر"، ينعقد بين 12 و14 ايلول/سبتمبر في جامعة كولورادو كولدج في منطقة كولورادو سبرينغز (غرب)، ما اثار ردود فعل معادية لدى قسم من الطبقة السياسية المحلية والاوساط الطلابية ووسائل الاعلام.
وفي افتتاحية بعنوان "داعية تاتي الى الجامعة" اعتبرت الصحيفة المحلية روكي ماونتن نيوز غير مناسبة هذه الدعوة الموجهة الى "المؤتمنة على اسرار ياسر عرفات والناطقة باسمه".
وتابعت الصحيفة "وها هي كولورادو كولدج، بعد سنة فقط من الهجمة الارهابية المكثفة التي قتل فيها ثلاثة الاف مدني، تحتفل بهذه الاحداث وتمنح الدور الاول لامرأة امضت سنوات وهي تبرر نشاطات احد اكبر الارهابيين في زمننا الحديث".
وتعاقبت الانتقادات بعد ذلك بدون توقف. وقال مايك روزن المذيع المحافظ في دنفر ان "الاهانة لا تاتي من قيامها بالقاء كلمة، بل من تكريمها على انها ستلقي الكلمة الرئيسية في افتتاح مؤتمر، في حين كان الفلسطينيون يرقصون في الشوارع بعد 11 ايلول/سبتمبر".
وعم الغضب قسما من الطبقة السياسية المحلية. وقال جون اندروز زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ في كولورادو انه "يحق لجامعة كولورادو كولدج ان تدعو من تشاء. لكن حين تنظم مؤتمرا لبحث الوضع العالمي بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الارهابية وتكون مدعوتها الرئيسية ذات ماض مبني على تبرير ارهاب الفلسطينيين، وهي من مؤيدي العدو في الحرب على الارهاب، فالامر يصدم".
وعشراوي التي تعتبر وجها معتدلا في الطبقة السياسية الفلسطينية، وجهت انتقادات حادة الى الرئيس الاميركي جورج بوش في كلمة القتها في نيسان/ابريل في ايداهو، معتبرة انه "جعل من السلطة العليا في الولايات المتحدة اداة دعاية شفافة ورخيصة لاسرائيل".
وقالت ان المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية يمثلون "اهدافا مشروعة للمقاومة الفلسطينية".
ووقعت في حزيران/يونيو نداء يدين العنف و"العمليات العسكرية التي تستهدف مدنيين في اسرائيل"، ما اثار انتقادات اخذت عليها عدم الاشارة بالتحديد الى "اعتداءات انتحارية"، واقتصار الادانة على "اسرائيل" بدون ذكر قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وكتبت روكي ماونتن نيوز "نامل ان يقف احد ما ويسألها ما اذا كان مقبولا قتل اطفال يهود في الضفة الغربية".
واعلن الحاخام بروس دولين الذي يدير التحالف العبري للتربية في دنفر، نيته في تنظيم تظاهرة احتجاج يشارك فيها عدد من المنظمات اليهودية والمسيحية.
ورد رئيس الجامعة ريتشارد سيليستي في الصحيفة معلنا قراره التمسك بالدعوة. وكتب "للاسف، ورد العديد من التضليل الاعلامي والتنويهات الضمنية حول احدى مدعواتنا، عشراوي".
واضاف الرئيس ان دعوة من هذا القبيل لا تعني ان الجامعة تنحاز الى وجهة نظر السيدة عشراوي التي وصفها بانها "صوت قوي للقضية الفلسطينية"، مشددا على ان الشخصيات التي ستشارك في المنتدى تنتمي الى مختلف الاصول والتيارات ومنها رئيس الجمعية الاسرائيلية للعلوم السياسية جدعون دورون الذي سيلقي كلمة ردا على عشراوي.