واشنطن-جان لوك رونودي: عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن ارتياحه بعد لقائه الاربعاء مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعترف بحق اسرائيل في الرد اذا ما تعرضت لهجوم من العراق او حزب الله اللبناني.&وامتنع بوش عن ممارسة ضغوط علنا على شارون من اجل تخفيف العقوبات التي يفرضها على الشعب الفلسطيني. ومن المتوقع ان يختتم شارون زيارته الى واشنطن بلقاء اليوم الخميس مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول.
&وفي مؤتمر صحافي عقد في اعقاب اللقاء السابع الذي يعقد بين بوش و الوزراء الاسرائيلي منذ تولي شارون السلطة في اذار/مارس 2001، قال الرئيس الاميركي "اذا هاجم العراق اسرائيل غدا، فانا متأكد من انه سيكون هناك رد مناسب".&واضاف "اعتقد ان رئيس الوزراء (شارون) سيرد لان من حقه الدفاع عن النفس".&وعلى الصعيد العسكري، افاد مسؤول اسرائيلي كبير ان شارون حصل على وعود بان تبلغ الولايات المتحدة اسرائيل "قبل اكثر من يومين" بهجوم اميركي محتمل على العراق حتى تتمكن من اتخاذ التدابير الضورية تحسبا لاطلاق صواريخ عراقية عليها.
&وقال المسؤول معلقا على احتمال قيام واشنطن بقصف غرب العراق وتحديدا بطاريات صواريخ قد تنشرها بغداد فيه لضرب اسرائيل، ان الولايات المتحدة "تعهدت ايضا بذل كل الجهود الممكنة لمنع حصول هجمات عراقية ضد اسرائيل".&واطلق العراق خلال حرب الخليج عام 1991، 39 صاروخ سكود على اسرائيل، اسفرت عن سقوط قتيلين واكثر من مئة جريح. ولم ترد الدولة العبرية آنذاك تحت ضغوط الولايات المتحدة التي لم تشأ تعريض ائتلافها للخطر.
&وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان "التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة بلغ مستوى لا سابق له في تاريخ اسرائيل".&وعبر رعنان غيسين الناطق باسم شارون ايضا عن ارتياحه "لعدم ممارسة الاميركيين اي ضغوط حول المسألة الفلسطينية"، مشيرا الى ان ادارة بوش "اكثر تاييدا لاسرائيل من جميع الادارات الاميركية السابقة".&بوش من جهته اكتفى بالاعلان عن ارسال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ويليم بيرنز الى المنطقة ابتداء من الاربعاء المقبل.
&وقال ان الموفد الاميركي "سيواصل العمل على عملية (السلام) لاحراز نتائج ملموسة وتحقيق اصلاحات فعلية من اجل مستقبل سلمي في المنطقة"، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.&واوضح الاسرائيليون ان بيرنز سيعرض "وثيقة لا تزال في طور الاعداد حول مشروع تسوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني".
&كذلك امتنع بوش عن احراج شارون بشان الافراج عن حوالي 420 مليون دولار من العائدات الضريبية المتوجبة على اسرائيل للسلطة الفلسطينية.&وقد دعا بوش الى تسديد هذه المبالغ التي جمدتها اسرائيل منذ بدء الانتفاضة للسلطة الفلسطينية، وهي توازي ضريبة القيمة المضافة والضرائب التي تتقاضاها اسرائيل على البضائع الموجهة الى الفلسطينيين.
&غير ان الرئيس الاميركي اشترط في بيان لتسديد هذه المبالغ ان تمارس بلاده "مراقبة دقيقة" عليها لتجنب استخدامها "لتمويل النشاطات الارهابية"، وهو ما يتطابق مع الشروط الاسرائيلية.&وقد لقي شارون تجاوبا من جانب الاميركيين على الجبهة اللبنانية، حيث وجه بوش تحذيرا الى حزب الله.&وقال بوش "سنقول بوضوح لحزب الله والدول التي تؤويه اننا لا نريد هجمات (على اسرائيل)، سواء في اطار القضية العراقية او غيرها. انها نشاطات ارهابية وسنكافح الارهاب اينما وجد".