&
* بندر: في الادارة الاميركية حرب بين اجهزة الاستخبارات والتحقيقات
لندن - ايلاف: لأول مرة يتحدث الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير المملكة العربية السعودية كاشفا الحقائق مع زوجته الاميرة هيفاء الفيصل حول (الصدقات) وهي التبرعات في العرف الغربي التي قدمت لأشخاص في الزمان والمكان الغلط. وفي حديث اتسم بالمصارحة والشفافية فان الامير السفير والزوجة الاميرة هيفاء وهي ابنة العاهل السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز
كشفا المستور ليس دفاعا شخصيا عن انفسهما بقدر ما هو ايضاح الرؤية المعلوماتية الصحيحة.
واللقاء كان مع صحيفة (نيويورك تايمز) التي التقت الاميرين بندر وهيفاء من بعد الضجة التي اثيرت حول مشاركتهما المزعومة&في تمويل اشخاص على صلة ببعض ارهابيي سبتمبر، في منتجعهما في ولاية فرجينيا خارج العاصمة واشنطن.
وفي مستهل المقابلة مع محرر "نيويورك تايمز" للشؤون الخارجية قالت الاميرة هيفاء "اريد التوضيح ان الصدقات التي بعثتها كانت مرسلة لسيدة اردنية اسمها ماجدة ابراهيم احمد وهي متزوجة من مواطن سعودي وهي ام لستة من الاطفال وهي في حاجة الى دعم مالي لاجراء عملية جراحية في احد المستشفيات الاميركية".
والاميرة هيفاء قالت لمحاورها "ديننا الاسلامي الحنيف يطلبنا دفع الصدقات والتبرعات من دون ذكر اسماء الذين يتلقونها، فنحن للسنوات الفائتة ندفع صدقات ولا نعرف اسماء متلقيها من المسلمين".
وقالت الاميرة هيفاء وهي الكريمة الصغرى للعاهل السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي قتل برصاصة متعمدة من ابن اخيه في العام 1975 ، "انا قدمت صدقات كثيرة وتبرعات لمحتاجين سعوديين كانوا او مسلمين ام من طوائف اخرى".
واضافت "ديننا الاسلامي الحنيف يطلب منا كحال شرعي لا تنازل فيه ان نسعف الآخرين حيثما استطعنا من دون اعلان ذلك فقهيا". واعترفت الاميرة السعودية بانها كانت ترسل اموالا الى تلك الام السعودية لسنوات اربع خلت لكنها توقفت عن ذلك في مايو (أيار ) الماضي، وهي لم تعط اسباب التوقف.
والاميرة هيفاء (51 عاما) في حديثها تعتقد ان مشكلة تفجرت ولا&طائل في أي محاولات لوقفها "خصوصا ان الدعايات ضد السعودية كثيرة في الوقت الراهن على خلفية العمليات الارهابية التي نشجب رسميا وشعبيا".
وقالت زوجة السفير السعودي في واشنطن انها لم تلتق في حياتها تلك السيدة التي طلبت منها المعونة المالية التي تمت عبر تحويلات بنكية وفي شكل رسمي لا تحايل فيه".
وفي تقرير صحيفة (نيويورك تايمز) فإن الامير بندر بن سلطان ارسل شيكا بمبلغ 15 ألف دولار لتلك السيدة السعودية المحتاجة التي قالت انها في حاجة الى اجراء عملية جراحية في احدى المستشفيات الاميركية.
والاميرة هيفاء في حديثها للصحيفة الاميركية اعربت عن اسفها في ان التبرعات الانسانية التي قدمتها ذهبت الى صالح جهات اخرى. وقالت الأميرة&"علمتني امي في حياتي ان لا اتعامل مع أي شخص الا ان اكون متأكدة من شخصيته وتقديم بيانات عن نفسه".
وهي كشفت انها تلقت عديدا من الاتصالات الانسانية من قيادات اميركية وسيدات لهن دور كبير في الحال السياسي الاميركي حيث ابدين التعاطف والدعم "امام الواقع الاعلامي والدعائي البموجهة ضدي وضد بلدي".
وقالت الاميرة هيفاء الفيصل ان بربارا بوش والدة الرئيس الحالي ونانسي ريغان زوجة الرئيس الأسبق ونساء كثيرات حادثنها في سبيل التعاطف معها امام الحرب الدعائية ضدها.
واذ ذاك، فان الامير بندر من جانبه قال في مقابلة (نيويورك تايمز) انه وزوجته وايضا المملكة العربية السعودية بمجملها على تحالف وثيق مع الولايات المتحدة "ليس اليوم فقط، بل لعقود خلت".
وقال الامير الدبلوماسي "المشكلة هنا ان الصدقات الاسلامية وهي عرف موروث ذهبت الى الناس الغلط في الزمان الغلط".
واكد الامير بندر وهو عميد السلك الدبلوماسي الاجنبي كله في واشنطن على القول "هذه حرب نحن العرب والمسلمين نشارك فيها مع اميركا ضد الارهاب". وقال "علاقات الرياض وواشنطن باقية الى الابد بتحالف مستمر مهما كانت العواصف الاعلامية".
وحذر الامير بندر قائلا: "نحن على تقاطع طرق في حال القرار الاميركي، الذي يتشابك الآن"، مضيفا " هنالك تماحك بين الكونغرس وادارة بوش، وهنالك تصادمات بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) وجهاز الاستخبارات المركزية (سي آي ايه(".
وقال "في المملكة لا نريد ان نكون ضحية أي صراع في داخل الادارة الاميركية، فنحن حلفاء تاريخيون لها".
وكشف السفير السعودي النقاب عن ان بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي راغبون في ابعاد رئيس (سي آي ايه) جورج تينيت عن منصبه وان بعضهم يرغب في انهاء دور مكتب التحقيقات الفيدرالي من اجل انشاء جهاز جديد على غرار جهاز الاستخبارات البريطاني (ام آي 5 ) .
وقال الامير بندر "هذه المماحكات داخليا في اميركا تنعكس على علاقاتنا في الرياض مع واشنطن، فعليهم اولا درس شانهم الداخلي قبل توريطنا في قضاياهم المحلية".
والامير السفير قال في الكلام لـ"نيويورك تايمز" الآتي: "انا لا الوم مجلس الشيوخ او حتى وسائل الاعلام الاميركية في التحقيقات التي ينشرونها الآن حول حالنا ودورنا في المملكة العربية السعودية، ولكنني الومهم في عدم المبادر الى التحقيق معي لكي اوضح مجمل الحقائق امام الملأ، فدورنا في المملكة لا غبار عليه مع الاصدقاء والحلفاء، وانا ساقول الحقيقة وبالوثائق الكاملة".
والى ذلك، فان تقرير صحيفة (نيويورك تايمز) يشير الى ان الامير السفير بندر بن سلطان بن عبد العزيز عرف بمجمل تفاصيل الضجة الاعلامية حول (صدقات زوجته الاميرة هيفاء) حين كان في الجو متوجها الى مقر عمله في واشنطن آتيا من ولاية ميتشيغان، وفي تلك الاثناء كان الامير يقرأ احدث كتاب نشر في اميركا وهو بعنوان "حرب بوش".
يذكر ان الكتاب الصادر حديثا ألفه الصحافي بوب&وودورد مفجر فضيحة "ووترغيت" التي اطاحت بالرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون.