الدوحة-&فيصل البعطوط وبيتر ماكلير: لا يخفي القطريون قلقهم من وجود القوات الاميركية التي يمكن ان تهاجم مستقبلا العراق، على ارضهم غير انهم يسلمون بالامر بواقعية.&وقال طالب كان يعدل تسريحة شعره في مركب ترفيه في الدوحة "نعم انا قلق لان ذلك قد يؤدي الى حرب عالمية ثالثة".
ويعي الطالب (18 سنة) الذي قدم نفسه على انه المحمدي ان الجيش الاميركي يعد على بعد بضع كيلومترات في قاعدة "السيلية" حيث تجري مناورة "نظرة من الداخل"، خطط الحرب على النظام العراقي.&وحتى وان كان القلق حقيقيا فلا شيء يتيح تحسسه في هذا المركب الترفيهي الضخم الذي يشهد نشاطا كبيرا في ايام الاحتفال بعيد الفطر.
&ويؤكد المحمدي ان "اغلب القطريين لا يهتمون بهذا الحضور ولا يعرفون ان جنودا اميركيين موجودون هنا". ويمضي ليقول "ولو ادركوا ان هؤلاء الجنود يمكن ان يشاركوا في حرب على العراق لما قبلوا ذلك".&وينتشر حوالي اربعة الاف عسكري اميركي في قطر التي تؤوي اضخم مستودع للاسلحة الاميركية في المنطقة.
&ويؤكد اسماعيل زهران (32 سنة) وهو تاجر يعيل خمسة اطفال انه يصلي من اجل الا تقع الحرب مقرا انه لا يمكنه منعها. وقال "ان شعب قطر قليل العدد ولا يمكننا التظاهر وليس هذا من عاداتنا. لقد قررت الحكومة وانتهى الامر".&وقد جعلت ثلاثة عقود من الاستقلال والازدهار الاقتصادي في بلد غني بالنفط وخاصة بالغاز القطريين يتحلون بالواقعية السياسية. ويضاهي الدخل الفردي في قطر التي يبلغ عدد سكانها 800 الف، ربعهم فقط من القطريين، افضل الدخول الفردية في اوروبا. ويتدافع المستثمرون على هذه البلاد التي تعتبر انها تضطلع بدور اساسي في الخليج.
&وتساهم قناة "الجزيرة" في شهرة قطر التي يحكمها امير هو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سليل اسرة حاكمة منذ 150 عاما والذي يعول على ولاء رعيته.&ويقول محمد المسفر الاستاذ الجامعي القطري "ان ما يريده القطريون فعلا هو ان يسود الاستقرار في الداخل وفي المنطقة للتمكن من الدخول في منافسة مع الدول المجاورة".
&ويرى محللون قطريون ان الغزو العراقي للكويت سنة 1990 اظهر لدول مجلس التعاون الخليجي وبينها قطر، انه لا يمكنها التعويل على المملكة السعودية في حمايتها.
&ويقول سيد حسن صالح الانصاري مدير مركز الدراسات في الخليج ان "مجلس التعاون الخليجي فشل في ايجاد هيكل لمواجهة المخاطر الامنية ما جعل هذه الدول ترتبط بالولايات المتحدة".
ويؤيد الانصاري الوجود الاميركي ويقول "لا احد يمكنه المزايدة علينا ويدعي اننا لم نكن اوفياء للقضية العربية".&وحتى معارضي الحرب مثل المسفر فانهم يدافعون عن قرار امير قطر استقبال الجنود الاميركيين في بلاده ويرى انه "لو لم تكن قطر لكان غيرها في الخليج".&ويضيف في اشارة الى انتشار 12 الف جندي في الكويت "لا احد في المنطقة يمكنه ان يقول للاميركيين لا". ويضيف ان "الكويتيين يرددون انهم لا يريدون ان تستخدم اراضيهم قاعدة للهجوم على العراق. ولكن انظروا ماذا يجري يوميا في الكويت" في اشارة الى قصف مناطق حظر الطيران في العراق.
وبدا المسؤولون القطريون متكتمين على تمرين "نظرة من الداخل" ولم يعلق احد منهم على الموضوع.&&غير ان وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني كان قد صرح في وقت سابق ان قطر باعتبارها دولة صغيرة ليس امامها الا اللجوء الى الحماية الاميركية.
&كما ان وسائل الاعلام القطرية لم تبدأ بالحديث عن المناورات الا السبت الماضي حيث اشارت بشكل مقتضب الى وصول قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس الى قطر كما انها غطت انطلاق التمرين اليوم الاثنين باحتشام.&ولا احد يتوقع هنا رد فعل معاد من قبل الاسلاميين حتى وان كان من المتوقع ان يسود نوع من الشعور بالغضب.&وتقول فاطمة ماجد (ربة بيت 23 سنة) من وراء حجابها "انا ضد الحرب واكره الاميركيين الذين يريدون تجويع العرب" مقرة انه لا يمكنها اعلان ذلك بسبب "نقص حرية التعبير".