أسيمة جانو - القصة بدأت حين أعلن رجل اسمه (آرمين) على الانترنيت عن حاجته لشخص يرضى أن يقتل أمام كاميرا فيديو وتقطع منه أجزاء للطبخ والأكل!
والغريب أن مهندس كومبيوتر فى حوالى الأربعين من عمره هو (بيرند يورجين) تقدم للعرض.
وليس مفهوما حتى الآن الدافع للتعرض لهذه التجربة الفظيعة، وإن كان البعض يفسر ذلك بالرغبة فى (المغامرة) أو أنه الظن بأن الأمر كله مجرد (دعابة)!!
لكن الذى حدث هو أن (آرمين) وهو مبرمج كومبيوتر وجندى سابق، طعن الضحية فى الرقبة ثم ذبحه وقطع أعضاءه وأكل بعضها بعد أن قام بشيها واحتفظ بأجزاء فى الثلاجة، بينما دفن الباقى فى حديقة المنزل الذى يعيش فيه، وهو بيت كبير قديم مهجور فى أطراف ولاية (هيسن الألمانية) ويمتلئ البدروم فيه بالمياه وبالفئران، ووجد فيه مجزر أو مذبح وشواية كبيرة فى الحديقة..
* وحسب التقارير، فإن (آرمين) قام مبدئيا بقطع العضو التناسلى للمهندس الذى امتثل بكامل رغبته ويبدو حسب قول السلطات، إن الاثنين أكلاه (معا) قبل أن يفرغ (آرمين) لقتل المهندس، الذى يبدو أيضا أنه شارك فى عملية التصوير!!
والغريب أن شريط الفيديو، تقدم لشرائه عبر الانترنت (6) أشخاص وهو ما أوصل الأمر للشرطة.
ويفسر عالم الجريمة الألمانى (آرثر كرويتسر) ذلك بأن المؤكد أن كلا الشخصين مريض وأن المهندس الضحية يبدو أن له ميولا فى أكل لحم البشر أيضا، وهو ما يسمى علميا بــ (انثروبوفاجى) وهو يشمل من يتفرج أيضا عن بعد!!
ويقول: إن هذه الميول عادة ما تكون (مكبوتة) و(سرية جدا)، لكن الانترنت جعلت الإفصاح عنها ممكنا، دون الحاجة للمواجهة، خاصة فى غرف ما يسمى بــ (الدردشة) أو (chat)..
وقد انتشر استخدام أفلام (القتل الحقيقى) فى الثمانينات حتى أن أول فيلم صور فى أربعة أجزاء وكان الإقبال عليها مثيرا بقدر فظاعة المشاهد فيها..
* ويقال إن أول تصوير لمشاهد قتل حقيقية بالكاميرا تم التقاطها لزعيم الهيبيز (شارلز مانسون) فى الستينات، حين بقر بطن الممثلة (شارون تيت) وهى حامل واستخرج جنينها من بطنها، وكتب اسمه بدمها على الحائط، ولم يعرض الشريط على الملأ واحتفظت به المحكمة.. وما يزال مانسون يقضى عقوبة السجن المؤبد حتى اليوم..
** ويروى شهود العيان أنه يتم تداول أفلام حقيقية لمشاهد اغتصاب وقتل أطفال رضع، وهى الأكثر جاذبية، خاصة إذا قام القاتل بأكل أجزاء من الرضيع، كما يروون عن مشاهد حقيقية لاستخراج (أجنة) من بطون نساء حوامل، وأكلها بدمائها وهذه الأفلام تلاقى إقبالا غير عادى..
وكان أشهر هذه الأفلام، خمسة أفلام صورها بنفسه قاتل بريطانى عام 1997 لعدة أطفال رضع، وبيع الشريط الواحد بحوالى ألفى دولار، ويرتفع المبلغ إذا طلب مستخدم الانترنيت (إنزاله) على جهاز الكومبيوتر لديه.
* المؤرخون يقولون: إن أكل اللحم الآدمى ليس مألوفا، وإن كان معروفا فى عصور ما قبل التأريخ ووجدت بعض آثاره فى فرنسا وأسبانيا، ومازالت طقوسه معروفة فى مجاهل أفريقيا ومناطق الأمازون البدائية فى أمريكا الجنوبية، خاصة فى ساعات دفن الموتى..
لكنهم يسجلون أيضا وجود حالات عرفت أيام شارلمان ملك الفرنجة الذى أهداه هارون الرشيد ساعة حائط تدق بمواعيد أفزعت شارلمان وحاشيته ظنا أنها مسكونة بالشياطين.
** السنوات الأخيرة شهدت عودة لأكل لحوم البشر، فقد سجلت حالات فى روسيا عام 1992، قتل فيها أندريه تشيكاتيلو (52) شخصا معظمهم من النساء والأطفال وكان يأكل أعضاءهم التناسلية، وفى أمريكا اعتقل السفاح جيفرى دامر بتهمة قتل (17) إنسانا بشكل وحشى والتهام أجزاء منهم، وفى فنلندا سجلت حالات مشابهة أثناء ممارسة طقوس (عبادة الشيطان)، بينما ظهر شخص فى إيطاليا فى مارس عام 1998 قتل طفلته البالغة من العمر سنتين، وأكل أجزاء منها باعتراف ابنته الكبرى..
* ويظل أشهر من أكل لحوم البشر بتذوق كامل هو (جان بيديل بوكاسا) رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، السابق حيث وجدت فى ثلاجات القصر جثث كاملة لأطفال صغار..
لكن الفيلم الأكثر شهرة والذى تعرض لحياة ورغبات وشخصية آكل لحوم البشر، كان فيلم (صمت الحملان) الذى أدى الدور الرئيسى فيه ببراعة فائقة (جاك نيكلسون) وهو أمر يختلف عن (دراكيولا) الذى كان يمص الدم البشرى!!

مجلة أكتوبر