لندن - أغلقت الصين أكثر من 3000 مقهى إنترنت، في خطوة تقول الحكومة إنها جزء من حملة وطنية للسلامة في مقار العمل. وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية إن القرار تم ضمن إجراءات سلامة دفع إليها وفاة 25 شخصا في شهر يونيو الماضي في حريق اندلع في مقهى للإنترنت في بكين.
ويضيف التقرير إن قرابة 12 الف مقهى إنترنت آخر قد أغلقت إلى أن يتم تنفيذ إجراءات لتحسين السلامة فيها. ولكن منتقدي الإجراءات الحكومية اتهموا السلطات الصينية باستخدام مسألة السلامة ذريعة لفرض قيود أكثر صرامة على منح التراخيص لمقاهي الإنترنت.
وقال وزير اللجنة الحكومية الاقتصادية والتجارية في الصين، لي رونجرونج، إن أكثر من 45 الف مقهى إنترنت قد خضعت لتفتيش في أنحاء البلاد في الأشهر الستة المنصرمة، وفقا لما نقلته عنه وكالة شينخوا الرسمية.
والعديد من مقاهي الإنترنت في الصين غير مرخصة وليس لديها مخارج طوارئ لاستخدامها في حال اندلاع الحرائق. ويشتكي مسئولون من وصول المستخدمين إلى مواد خليعة وغيرها من المواد المتوفرة عبر الإنترنت التي تعتبر ضارة. وكان الحريق، الذي شب في حي لانجيسو الجامعي في بكين، أسوأ حريق تشهده المدينة منذ أكثر من 50 عاما. والعديد من الضحايا لم يكونوا قادرين على الفرار لأن الأبواب كانت مغلقة والقضبان الحديدية كانت تغطي معظم النوافذ.
وحكم على صبيين صغيري السن بالسجن لمدى الحياة في أغسطس لإشعالهما النار عن عمد بعد منعهما من الدخول إلى المقهى. وعلى الرغم من أنه يُزعَم أن القيود الصارمة التي تفرض هي لتحسين السلامة بالنسبة للعمال، فإن مراسل البي بي سي هولي ويليامز يقول إن الصين حريصة على فرض إجراءات صارمة على استخدام الإنترنت، وخصوصا غرف الدردشة على الإنترنت حيث يتم التعبير عن آراء مناهضة للحكومة.
ووفقا لقوانين جديدة صارمة تم تقديمها في نوفمبر من هذا العام، يحظر على الأطفال دون السادسة عشرة من العمر دخول مقاهي الإنترنت، ويتوجب على مديري المقاهي الاحتفاظ بقوائم بكافة أولئك الذين يستخدمون المنشآت، ويتعين ألا تكون أبواب المقاهي ونوافذها مغلقة. كما أنه يمنع الترويج للقمار، والعنف والمواد الخلاعية على الإنترنت. وقد فرضت الصين بالفعل قيودا مشددة على استخدام الإنترنت في أنحاء البلاد، حيث وجدت دراسة اميركية أجريت مؤخرا أن ما يصل إلى واحد من كل عشرة مواقع على الإنترنت قد أعيق وصول مستخدمي الإنترنت الصينيين إليه عمدا. وعلى الرغم من مثل هذه القيود فإن الإنترنت تتمتع بشعبية واسعة في الصين، حيث كان هناك حتى حلولأ واسط عام 2002 أكثر من 45 مليون مستخدم للإنترنت في البلاد، بالمقارنة مع نصف مليون فقط في أكتوبر من عام 1997.
ولكن بينما يصبح استخدام الإنترنت في المنازل أرخص، فإن الصينيين باتوا حاليا يستخدمون مقاهي الإنترنت للعب ألعاب الكمبيوتر بدلا من الوصول إلى مواقع على الإنترنت.