&
عرضت محطة الكويت الرابعة الفضائية صباح يوم الاربعاء 25/12/2002 مسلسلا اردنيا بدويا يدعى "جواهر" وعندما دققت بشخصية "شيخ القبيلة بوحمد" عادت بي الذاكرة إلى ثلاث سنوات مضت حيث سبق ان شاهدت "فيلماً عربيا أردنيا على احدى المحطات الفضائية الايطالية وبطل الفيلم هو نفسه "شيخ القبيلة بوحمد" لمسلسل "جواهر".
عرضت محطة الكويت الرابعة الفضائية صباح يوم الاربعاء 25/12/2002 مسلسلا اردنيا بدويا يدعى "جواهر" وعندما دققت بشخصية "شيخ القبيلة بوحمد" عادت بي الذاكرة إلى ثلاث سنوات مضت حيث سبق ان شاهدت "فيلماً عربيا أردنيا على احدى المحطات الفضائية الايطالية وبطل الفيلم هو نفسه "شيخ القبيلة بوحمد" لمسلسل "جواهر".
والفيلم المذكور باختصار كان يتحدث ويصور "بكذب فاضح" معاناة "الاردنيين والفلسطينيين" للوصول إلى الكويت والعمل فيها... حيث يظهر مجموعة من ثلاثة شبان يبحثون عن مهرب ودليل في الصحراء العربية كي يهربهم الى الكويت، وبعد عثورهم على ضالتهم (الشيخ بوحمد) يودع الشباب أهاليهم بالدموع والبكاء وسط صراخ ونحيب الاطفال والنساء متأملين الوصول الى الكويت وايجاد عمل او تجارة لمساعدة ذويهم مادياً!
وبعد الوداع المؤثر يقوم المهرب (الشيخ بوحمد) بنقلهم بسيارته (تنكرماء عتيج) عبر الصحاري العربية القاحلة، وعلى مدى ايام يسير نهاراً ويتوقف للراحة ليلاً، وفي ضوء القمر كان الشيخ بوحمد يستمع لآمال الشبان الثلاثة واحلامهم وتطلعاتهم إلى مستقبل زاهر، وكسب الرزق ومساعدة أهاليهم الفقراء، والزواج من الحبيبة وفتح بيت وتكوين أسرة جديدة! وفي المقابل كان "الشيخ بوحمد" يحدث الشباب "بحقد وحسد" عن ثروات الكويت الطائلة وكسل أهلها وعدم تصرفهم الحكيم بهذه الثروات!! وعند اقترابهم من مركز الحدود الكويتية يطلب المهرب (الشيخ بوحمد) من الشبان الثلاثة الاختفاء بـ"تانكي" الماء خلف السيارة كي يعبر بهم الحدود الكويتية ولفترة وجيزة. وفي مركز الحدود يعرض الفيلم لقطات عن "العلم الكويتي، وصورة كبيرة للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح" معلقة على الحائط خلف موظفي المركز، كما ان الفيلم كان يصور الموظفين الكويتيين في المركز كالسفهاء والمغفلين ولا يتحدثون الا عن النساء والشهوات!
وكلما حاول "الشيخ بوحمد" انهاء معاملات اجراءات السفر الرسمية كان الموظفون يلقون أوراقه على الأرض، ويسألونه عن نساء الأردن! ونساء العراق! وعن الوناسة والخمرة وغيرها من منكرات!!!
وفي المقابل يصور الفيلم "الشيخ بوحمد" بصورة الحكيم والطاهر والرزين الذي يحاول بشتى الطرق التملص من الاجابة عن اسئلة الموظفين الكويتيين كي ينهي الاجراءات بسرعة خوفاً على ارواح الشباب!!! ومع ذلك لم ينته من المركز الا "بعد ساعات طويلة" حيث انطلق بسيارته بسرعة باتجاه مدينة الكويت فرحاً لعدم اكتشاف الشباب! وبعد عدة كيلو مترات من المركز توقف في الصحراء وترجل من السيارة وطرق "تانكي" الماء كي يخرج الشباب ويبشرهم بالسلامة ونجاح التهريب!... لكن دون مجيب!
فكرر الطرق بشدة لكن لا حياة لمن تنادي ! وعندما فتح "التانكي" اكتشف ان الشبان الثلاثة قد ماتوا اختناقا من شدة حرارة الصيف وقلة الاكسجين وبقائهم فترة طويلة داخل "التانكي"... عندها صرخ بأعلى صوته قائلاً: هذا حرام وهذا ظلم، الإنسان "العربي" لأخيه الإنسان!
فالفيلم وبطله "بطل مسلسل جواهر البدوي" بصريح العبارة قد أساءا اساءة فادحة للكويت وأهلها، ولحاكمها المحبوب الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح منذ فترة الستينات، تلك الفترة التي كان الشعب الكويتي وحاكمها وحكومته قد ناصروا كافة القضايا العربية، وقدموا التبرعات والمساعدات لنصرة المظلومين بل وكانت أبواب الكويت، الجوية والبرية والبحرية، مفتوحة على مصاريعها دون ضوابط وقوانين مشددة لكافة شرفاء العالم لمن يريد العمل في الكويت وكسب الرزق الحلال وبالأخص للفلسطينيين والاردنيين، 500 ألف نسمة يعملون دون كفيل ويدرسون ابناءهم في المدارس الكويتية، ويعالجون في المستشفيات "بالمجان" ويأخذون الدواء بالمجان والسلع الغذائية المدعومة حالهم حال الكويتيين، بل وكان لهم نصيب الاسد بالمساعدات والتبرعات التي كانت ترسل للفدائيين في الأغوار ولمخيمات اللاجئين والمناصرة، وحتى بالمتطوعين الكويتيين الذين كانوا يقاتلون مع اخوانهم الفدائيين ضد اليهود!
الا انه وللأسف الشديد عندما وقع الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 نجد ان الحكومة الاردنية والقيادة الفلسطينية قد وقفتا بجانب الغازي والظالم ! فالفيلم الأردني هنا يكشف ما في النفوس تجاه الكويت وأهلها ما قبل الغزو بسنوات... فلو كان فيلماً يهودياً انتاجاً وبطولة لقلنا هؤلاء اعداء الله ورسوله والعرب والمسلمين... لكن ان ينتج ويخرج ويمثله بالبطولة "عرب اللسان" ويسيئون للكويت وأهلها الذين لم يقصروا بحق اهاليهم في الاردن وفلسطين منذ النكبة 1948 والنكسة 1967 فهنا تكمن المصيبة، الا ان المصيبة الاكبر ان تقوم وزارة الإعلام بتكريم وتشجيع من أساء للكويت وأهلها وحاكمها المحبوب بعرضها "جواهر البدوية" من بطولة شيخ الكذابين والحاقدين "الشيخ بوحمد"!














التعليقات