&
في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية لشن الهجوم العسكري على العراق، تتأهب بعض الدول العربية لتحمل ويلات تلك الحرب التي ستؤثر سلبياً بدرجة كبيرة على الدول العربية ولكن بشكل متفاوت. وتقف سوريا في مقدمة الدول التي ستنعكس عليها تداعيات الحملة الامريكية وستكون في تلك الحالة بين شقي الرحى: بين القوات الأمريكية المرابطة في العراق بعد الغزو، وبين إسرائيل التي تحاول منذ فترة جر قدم سوريا لحرب تفرضها في التوقيت والمكان الذي ترغبه.
تبدو سوريا في نظر بعض الاوساط السياسية في الولايات المتحدة، من الدول التي يجب تصنيفها في خانة الاطراف الذين يجب الضغط عليها في وقت قريب. اضافة لذلك، فإن الوثيقة النووية الأمريكية والتي تشير الى الدول التي يمكن أن تصبح أهدافاً للأسلحة النووية الأمريكية، تضم سوريا كما ان تراجع تطبيق ما يسمى بقانون محاسبة سوريا لا ينطوي على الغائه تماما، بل سيظل سيفا مسلطا على رقبتها. الأمر الذي يعني أن العلاقات بين كل من دمشق وواشنطن ذهبت الى أبعد من مرحلة الفتور لتدخل مرحلة جديدة قد تصنف باعتبارها مرحلة الخلافات الأقرب الى الحدة.
العراق هو البداية
في ظل تصاعد وتيرة الأحداث وازدياد الحشود العسكرية الأمريكية استعداداً للقيام بعمل عسكري ضد العراق، يصبح هذا الاحتمال في وضع أقرب الى الحقيقة منه للاحتمال. وكما قال العاهل الأردني الملك عبد الله "فإنه قد فات أوان حل المسألة العراقية"، وبالتالي فإن العرب يسعون حالياً لدراسة الاوضاع في مرحلة ما بعد نتائج وقوع الهجوم العسكري الأمريكي ضد العراق. فكل قطر عربي يقوم الآن بدراسة التطورات والتغيرات التي يمكن أن تطرأ نتيجة الهجوم الأمريكي على العراق ووضع خطط وبرامج للتعامل مع نتائجه.
يشير السفير محمود شكري، سفير مصر السابق لدى سوريا لقرب موعد الهجوم لأمريكي على العراق موضحا: "أنه على ضوء الحرب المتوقعة ضد العراق، ستتحدد أشياء وأوضاع عديدة حيث ينتظر الجميع وقوع هذا الهجوم ومعرفة أهدافه التي يريد تحقيقها: وهل ستكتفي القوات الأمريكية بالسيطرة على حقول النفط العراقية في الموصل وكركوك؛ أم الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ونظامه واحتلال العراق بالكامل؟ وشكل العراق ونظـام الحكم الذي سيتمخض عن الهجوم أو الغزو الأمريكي للعراق: هل ستكون حكومة مؤقته تتولى تسيير شؤون العراق ووضع دستور جديد له، أم حكومة ائتلافية أم حكومة انتدابية إنجليزية" ؟.
ويضيف السفير محمود شكري قائلاً: "على ضوء كيفية تصرف الولايات المتحدة مع العراق ستتضح أمور عديدة. فذلك التصرف قد يكون بمثابة ثورة سياسية في منطقة الشرق الأوسط في حالة نجاح الولايات المتحدة في غزو العراق والإطاحة بنظام الحكم فيه وفرض نظام حكم جديد".
وعندما سألته هل الهجوم على العراق لن يكون سوى حلقة أولى في مسلسل هجمات قد تقوم بها الولايات المتحدة لتغيير أنظمة اخرى في الشرق الأوسط؟
قال السفير شكري: "أتصور أن الاستنتاجات التي تذهب الى أن العراق بداية لضربات وتغييرات اخرى في عدد من الدول في المنطقة، مجرد تهديدات تهدف لإشعار الجميع بأنهم في خطر، وأن الطريق لتجنبه هو الالتزام بالخط السياسي الذي ترسمه الإدارة الأمريكية".
وبغض النظر عن ذلك، فإن العلاقات الأمريكية السورية التي شهدت تحسناً في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والذي التقي بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أكثر من مرة، واستقبلت دمشق وزراء ومبعوثين في الإدارة الأمريكية، لكن هذه العلاقات شهدت انتكاسة في عهد الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش في أعقاب الهجمات التي ضربت الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001، والتي جعلت واشنطن لا تضع نصب عينيها سوى معيار الحرب على الإرهاب. وبقدر التعاون معها أو الابتعاد عنها تحت هذه الراية، بقدر ما تُقيم الإدارة الأمريكية دول العالم وعلاقتها بها من حيث الشراكة أو الصداقة أو العداء. فلا توجد درجات رمادية في الوسط بين الصداقة أو العداء، كما قال الرئيس بوش نفسه: "إما معنا أو ضدنا".
وفي ظل عدم حماس الدول العربية لفكرة الحرب كوسيلة لمحاربة الإرهاب وكذلك المعارضة العربية للحرب ضد العراق، فإن واشنطن باتت تصنف العرب باعتبارهم لا يأتون في خانة "الحلفاء".
وانطلاقاً من هـذا، فإن سوريا سعت للتعاون مع الولايات المتحدة تحت مظلة مكافحة الإرهاب. وأعلنت مصادر عديدة أن هناك بالفعل تعاوناً مخابراتياً وتبادلا للمعلومات بين دمشق وواشنطن فيما يتعلق بهذا الملف. إلا أن هذا التعاون لم يغفر لسوريا كثيراً، حيث استخدمت واشنطن مجدداً ورقة الوجود السوري في لبنان للضغط على دمشق عبر قانون محاسبة سوريا الذي قدم للكونجرس العام الماضي ولكنه لم يحظ بموافقة الأغلبية التي رفضت المطالبة بفرض عقوبات تجارية واقتصادية وسياسية على سوريا لوجود بعض قواتها في لبنان.
وعلى صعيد آخر، فإن استمرار العلاقات القوية بين سوريا وإيران (التي ضمها بوش ضمن محور الشر) ما زال يقلق الولايات المتحدة، كما ان استمرار استضافة دمشق لبعض قادة الجماعات الفلسطينية مثل حماس والجهاد يمثل نقطة خلافية بين كل من دمشق وواشنطن، خاصة ان الولايات المتحدة أبلغت الحكومة السورية في وقت سابق رغبتها في وقف الدعم السوري لتلك الجماعات، إلا أن الموقف السوري الرسمي جاء رافضا لهذا الطلب، باعتبار أن جماعة الجهاد مثلا حركة مقاومة مشروعة، وليست كما تدعي واشنطن من جماعات الإرهاب حيث تعتبرها الولايات المتحدة وحماس، ضمن الجماعات والحركات "الإرهابية".
ويمكن القول ان المشهد القادم سيكون عبارة عن تواجد القوات الأمريكية في العراق - في حالة غزوه - مما سيجعل الوضع بالنسبة لسوريا، قوات أمريكية في الشرق يقدر عددها بعشرات الآلاف مزودة بأحدث الأسلحة، بينما ترابط إسرائيل في أقصى غرب سواء قرب الحدود المشتركة أو قرب الحدود اللبنانية، الأمر الذي سيضاعف من حجم الاستنفار الأمني السوري.
ومما يزيد من صعوبة الموقف، لجوء آلاف من العراقيين عبر الحدود الى سوريا، لكن الأخطر في هذا الاحتمال أن يكون من ضمنهم شخصيات رسمية مطلوبة من قبل الولايات المتحدة خاصة في ظل التقارب الملحوظ في الفترة الأخيرة بين العراق وسوريا، الوضع الذي سيجعل دمشق في هذه الحالة في موقف حرج للغاية.
لا تقتصر الأضرار التي يمكن أن تلحق بسوريا من جراء الغزو الأمريكي للعراق، عند حد احتمال تدفق اللاجئين العراقيين إليها، لأنها من الراجح ان تتأثر بقوة اقتصادياً وهو ما يؤكده السفير محمود شكري الذي رصد تنامي العلاقات التجارية بين سوريا والعراق ووجدها في صالح الاولى، وفقاً لبرنامج النفط مقابل الغذاء الذي فتح الأسواق العراقية أمام بعض السلع والمنتجات السورية حيث تدخل طبقاً لاتفاقيات تحت لافتة النفط مقابل الغذاء، أو بشكل غير شرعي خارج هذا الإطار. ويضيف السفير شكري أن وقوع الحرب قد يوجد إطاراً جديداً تفتح فيه الأسواق العراقية أمام السلع والمنتجات من شتى أنحاء العالم وبالتالي ستوجد منافسة قد تخرج السلع والمنتجات السورية منها خاسرة.
نقطة اخرى في مسألة الخسائر التي ستتعرض لها سوريا نتيجة الغزو الأمريكي للعراق، يشير إليها بعض المراقبين وتعلق باحتمال توقف عمليات تهريب النفط العراقي عبر سوريا وهي القضية التي ظلت ورقة ضغط أمريكية مستمرة على دمشق، مطالبة بوقف عمليات التهريب تلك والتي يصب دخلها في جيب الحكومة العراقية وهو ما سعت واشنطن طويلاً لمنعه في إطار حصارها الشديد على النظام العراقي.
تبدو سوريا في نظر بعض الاوساط السياسية في الولايات المتحدة، من الدول التي يجب تصنيفها في خانة الاطراف الذين يجب الضغط عليها في وقت قريب. اضافة لذلك، فإن الوثيقة النووية الأمريكية والتي تشير الى الدول التي يمكن أن تصبح أهدافاً للأسلحة النووية الأمريكية، تضم سوريا كما ان تراجع تطبيق ما يسمى بقانون محاسبة سوريا لا ينطوي على الغائه تماما، بل سيظل سيفا مسلطا على رقبتها. الأمر الذي يعني أن العلاقات بين كل من دمشق وواشنطن ذهبت الى أبعد من مرحلة الفتور لتدخل مرحلة جديدة قد تصنف باعتبارها مرحلة الخلافات الأقرب الى الحدة.
العراق هو البداية
في ظل تصاعد وتيرة الأحداث وازدياد الحشود العسكرية الأمريكية استعداداً للقيام بعمل عسكري ضد العراق، يصبح هذا الاحتمال في وضع أقرب الى الحقيقة منه للاحتمال. وكما قال العاهل الأردني الملك عبد الله "فإنه قد فات أوان حل المسألة العراقية"، وبالتالي فإن العرب يسعون حالياً لدراسة الاوضاع في مرحلة ما بعد نتائج وقوع الهجوم العسكري الأمريكي ضد العراق. فكل قطر عربي يقوم الآن بدراسة التطورات والتغيرات التي يمكن أن تطرأ نتيجة الهجوم الأمريكي على العراق ووضع خطط وبرامج للتعامل مع نتائجه.
يشير السفير محمود شكري، سفير مصر السابق لدى سوريا لقرب موعد الهجوم لأمريكي على العراق موضحا: "أنه على ضوء الحرب المتوقعة ضد العراق، ستتحدد أشياء وأوضاع عديدة حيث ينتظر الجميع وقوع هذا الهجوم ومعرفة أهدافه التي يريد تحقيقها: وهل ستكتفي القوات الأمريكية بالسيطرة على حقول النفط العراقية في الموصل وكركوك؛ أم الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ونظامه واحتلال العراق بالكامل؟ وشكل العراق ونظـام الحكم الذي سيتمخض عن الهجوم أو الغزو الأمريكي للعراق: هل ستكون حكومة مؤقته تتولى تسيير شؤون العراق ووضع دستور جديد له، أم حكومة ائتلافية أم حكومة انتدابية إنجليزية" ؟.
ويضيف السفير محمود شكري قائلاً: "على ضوء كيفية تصرف الولايات المتحدة مع العراق ستتضح أمور عديدة. فذلك التصرف قد يكون بمثابة ثورة سياسية في منطقة الشرق الأوسط في حالة نجاح الولايات المتحدة في غزو العراق والإطاحة بنظام الحكم فيه وفرض نظام حكم جديد".
وعندما سألته هل الهجوم على العراق لن يكون سوى حلقة أولى في مسلسل هجمات قد تقوم بها الولايات المتحدة لتغيير أنظمة اخرى في الشرق الأوسط؟
قال السفير شكري: "أتصور أن الاستنتاجات التي تذهب الى أن العراق بداية لضربات وتغييرات اخرى في عدد من الدول في المنطقة، مجرد تهديدات تهدف لإشعار الجميع بأنهم في خطر، وأن الطريق لتجنبه هو الالتزام بالخط السياسي الذي ترسمه الإدارة الأمريكية".
وبغض النظر عن ذلك، فإن العلاقات الأمريكية السورية التي شهدت تحسناً في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والذي التقي بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أكثر من مرة، واستقبلت دمشق وزراء ومبعوثين في الإدارة الأمريكية، لكن هذه العلاقات شهدت انتكاسة في عهد الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش في أعقاب الهجمات التي ضربت الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001، والتي جعلت واشنطن لا تضع نصب عينيها سوى معيار الحرب على الإرهاب. وبقدر التعاون معها أو الابتعاد عنها تحت هذه الراية، بقدر ما تُقيم الإدارة الأمريكية دول العالم وعلاقتها بها من حيث الشراكة أو الصداقة أو العداء. فلا توجد درجات رمادية في الوسط بين الصداقة أو العداء، كما قال الرئيس بوش نفسه: "إما معنا أو ضدنا".
وفي ظل عدم حماس الدول العربية لفكرة الحرب كوسيلة لمحاربة الإرهاب وكذلك المعارضة العربية للحرب ضد العراق، فإن واشنطن باتت تصنف العرب باعتبارهم لا يأتون في خانة "الحلفاء".
وانطلاقاً من هـذا، فإن سوريا سعت للتعاون مع الولايات المتحدة تحت مظلة مكافحة الإرهاب. وأعلنت مصادر عديدة أن هناك بالفعل تعاوناً مخابراتياً وتبادلا للمعلومات بين دمشق وواشنطن فيما يتعلق بهذا الملف. إلا أن هذا التعاون لم يغفر لسوريا كثيراً، حيث استخدمت واشنطن مجدداً ورقة الوجود السوري في لبنان للضغط على دمشق عبر قانون محاسبة سوريا الذي قدم للكونجرس العام الماضي ولكنه لم يحظ بموافقة الأغلبية التي رفضت المطالبة بفرض عقوبات تجارية واقتصادية وسياسية على سوريا لوجود بعض قواتها في لبنان.
وعلى صعيد آخر، فإن استمرار العلاقات القوية بين سوريا وإيران (التي ضمها بوش ضمن محور الشر) ما زال يقلق الولايات المتحدة، كما ان استمرار استضافة دمشق لبعض قادة الجماعات الفلسطينية مثل حماس والجهاد يمثل نقطة خلافية بين كل من دمشق وواشنطن، خاصة ان الولايات المتحدة أبلغت الحكومة السورية في وقت سابق رغبتها في وقف الدعم السوري لتلك الجماعات، إلا أن الموقف السوري الرسمي جاء رافضا لهذا الطلب، باعتبار أن جماعة الجهاد مثلا حركة مقاومة مشروعة، وليست كما تدعي واشنطن من جماعات الإرهاب حيث تعتبرها الولايات المتحدة وحماس، ضمن الجماعات والحركات "الإرهابية".
ويمكن القول ان المشهد القادم سيكون عبارة عن تواجد القوات الأمريكية في العراق - في حالة غزوه - مما سيجعل الوضع بالنسبة لسوريا، قوات أمريكية في الشرق يقدر عددها بعشرات الآلاف مزودة بأحدث الأسلحة، بينما ترابط إسرائيل في أقصى غرب سواء قرب الحدود المشتركة أو قرب الحدود اللبنانية، الأمر الذي سيضاعف من حجم الاستنفار الأمني السوري.
ومما يزيد من صعوبة الموقف، لجوء آلاف من العراقيين عبر الحدود الى سوريا، لكن الأخطر في هذا الاحتمال أن يكون من ضمنهم شخصيات رسمية مطلوبة من قبل الولايات المتحدة خاصة في ظل التقارب الملحوظ في الفترة الأخيرة بين العراق وسوريا، الوضع الذي سيجعل دمشق في هذه الحالة في موقف حرج للغاية.
لا تقتصر الأضرار التي يمكن أن تلحق بسوريا من جراء الغزو الأمريكي للعراق، عند حد احتمال تدفق اللاجئين العراقيين إليها، لأنها من الراجح ان تتأثر بقوة اقتصادياً وهو ما يؤكده السفير محمود شكري الذي رصد تنامي العلاقات التجارية بين سوريا والعراق ووجدها في صالح الاولى، وفقاً لبرنامج النفط مقابل الغذاء الذي فتح الأسواق العراقية أمام بعض السلع والمنتجات السورية حيث تدخل طبقاً لاتفاقيات تحت لافتة النفط مقابل الغذاء، أو بشكل غير شرعي خارج هذا الإطار. ويضيف السفير شكري أن وقوع الحرب قد يوجد إطاراً جديداً تفتح فيه الأسواق العراقية أمام السلع والمنتجات من شتى أنحاء العالم وبالتالي ستوجد منافسة قد تخرج السلع والمنتجات السورية منها خاسرة.
نقطة اخرى في مسألة الخسائر التي ستتعرض لها سوريا نتيجة الغزو الأمريكي للعراق، يشير إليها بعض المراقبين وتعلق باحتمال توقف عمليات تهريب النفط العراقي عبر سوريا وهي القضية التي ظلت ورقة ضغط أمريكية مستمرة على دمشق، مطالبة بوقف عمليات التهريب تلك والتي يصب دخلها في جيب الحكومة العراقية وهو ما سعت واشنطن طويلاً لمنعه في إطار حصارها الشديد على النظام العراقي.
فوائد قليلة
من جانبه، يقلل اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي المصري من احتمالات الضرر الذي سيصيب سوريا في حالة الهجوم الأمريكي على العراق، قائلا: إن الأكراد يحظون بالحكم الذاتي في العراق، بينما لا يحظون بمكتسبات كبيرة في سوريا وتركيا وإيران، وفي حالة ضرب العراق، سيشكل احد عناصر الضعف بالنسبة لهم في تلك الدول مما يرخي بظلاله عليهم وبالتالي، فإن وجود الأكراد في سوريا (حوالي نصف مليون نسمة) لن يشكل مشكلة بالنسبة لسوريا، مما يعني استبعاد فكرة قيام تحرك الأكراد في سوريا بتحركات مناوئة للنظام السوري مستغلين ضرب العراق.
من جانبه، يقلل اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي المصري من احتمالات الضرر الذي سيصيب سوريا في حالة الهجوم الأمريكي على العراق، قائلا: إن الأكراد يحظون بالحكم الذاتي في العراق، بينما لا يحظون بمكتسبات كبيرة في سوريا وتركيا وإيران، وفي حالة ضرب العراق، سيشكل احد عناصر الضعف بالنسبة لهم في تلك الدول مما يرخي بظلاله عليهم وبالتالي، فإن وجود الأكراد في سوريا (حوالي نصف مليون نسمة) لن يشكل مشكلة بالنسبة لسوريا، مما يعني استبعاد فكرة قيام تحرك الأكراد في سوريا بتحركات مناوئة للنظام السوري مستغلين ضرب العراق.
ليس بأيدي واشنطن
وإذا كانت احتمالات قيام الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الانتهاء من الهجوم على العراق بافتراض استقرار الاوضاع هناك للحكم الجديد، بعمل ما ضد سوريا قد يبدو عملية بعيدة نسبياً، فإن ذلك لا يقلل من احتمالات أن سوريا ربما تكون مستهدفة ولكن ليس بأيدي واشنطن بل عبر تل أبيب.
من جانبه، يقلل الخبير الاستراتيجي كاطو من احتمالات قيام إسرائيل بمهاجمة سوريا استغلالا للحرب الأمريكية ضد العراق. وبنظرة تحليلية أوضح ان: "إسرائيل لا تحتاج لفتح جبهة جديدة للحرب في الظروف الحالية. ومع استمرار التزام دمشق بأن السلام هو الخيار لاستعادة أراضيها المحتلة في هضبة الجولان مما يعني استبعاد خيار العمل العسكري كوسيلة لتحقيق ذلك، فإن إسرائيل تجد نفسها مطمئنة للجبهة السورية. كذلك فإن الولايات المتحدة لا يمكن أن توافق أو تسمح لإسرائيل بالقيام بأي عمل عسكري ضد سوريا أثناء الحرب الأمريكية على العراق. وإذا كانت واشنطن قد ضغطت على إسرائيل من أجل عدم المشاركة الفعلية في الحرب ضد العراق - على الأقل علانية - فمن باب أولى أنها ستضغط عليها لعدم القيام بمثل هذا العمل في هذا الوقت حتى لا يثير عليها ذلك السخط العربي لتكون في وضع محرج".
وبرأي اللواء كاطو اذا كان من المستبعد قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد سوريا فإنه من الممكن إقدام الجيش الإسرائيلي على شن هجمات ضد مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني بهدف تقليص قوة نفوذه، من خلال هجمات جوية أو صاروخية أو مدفعية، بعيداً عن أسلوب الهجوم البري كما حدث في اجتياج الجنوب اللبناني عام 1982 والذي من شأنه أن يكبد إسرائيل خسائر كبيرة، لا سيما ان الخسائر التي كبدها حزب الله في الماضي لاسرائيل كانت سبباً لانسحابها من الجنوب".
ويتفق السفير محمد بسيوني - سفير مصر السابق لدى إسرائيل - مع وجهة النظر تلك مشيراً الى أن ارتباط حزب الله بسوريا، يجعل من الممكن بالنسبة لإسرائيل في حالة قيام حزب الله بشن هجوم على شمال إسرائيل، أن تعتبر سوريا مسؤولة بصورة غير مباشرة عن ذلك الهجوم".
لكن احتمال إقدام حزب الله على البدء بشن هجوم على إسرائيل خلال ضرب العراق يبدو بعيداً، خاصة مع تصريحات بعض قادة الحزب أخيراً بأنهم لن يشاركوا في تلك الأثناء ولن يقدمون على ضرب إسرائيل إلا إذا بادرت بشن ضربات ضد الحزب. الأمر الذي يجعل الكرة في ملعب إسرائيل.
وينضم د. وليد قزيحة أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والخبير في الشؤون السورية واللبنانية، لمؤيدي احتمال إقدام إسرائيل على توجيه ضربات قوية لحزب الله في جنوب لبنان خلال الحرب الأمريكية المتوقعة ضد العراق، لانها ستجدها فرصة لتصفية الحسابات الطويلة مع حزب الله وفرض نفوذها من خلال شن ضربات ضد الحزب بهدف إضعاف المقاومة اللبنانية.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة: كيف سيكون تعامل إسرائيل مع القوات السورية الموجودة في لبنان؟ وكيف ستتعامل تلك القوات مع الهجوم العسكري ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله؟
يستبعد الخبير الاستراتيجي كاطو، احتمال أن تقدم القوات السورية في لبنان على عمل يستفز اسرائيل مدللاً، انها - إسرائيل- قامت في الماضي بعدة أعمال عسكرية ضد تلك القوات ولكنها لم تبادر سوريا بالرد عليها، متحلية بضبط النفس وقياساً على تلك المواقف - فمن المتوقع ألا تزج سوريا بقواتها في لبنان في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وإذا كانت الولايات المتحدة استغلت دعايتها بأن العراق يمتلك أسحلة دمار شامل كمبرر لحشد الرأي العام العالمي بجانبها للقيام بعمل عسكري ضد النظام العراقي، فإن إسرائيل تسير على هذا النهج، حيث بدأت الترويج لدعاية مغرضة تقول أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية، وتتجاهل إسرائيل تماماً امتلاكها للأسلحة النووية، كما تزعم إسرائيل أيضاً أن سوريا تخبئ أسلحة عراقية تدخل ضمن توصيف أسلحة الدمار الشامل في محاولة لتشويه صورتها، وتحريض العالم عليها كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.
(عمان العمانية)
وإذا كانت احتمالات قيام الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الانتهاء من الهجوم على العراق بافتراض استقرار الاوضاع هناك للحكم الجديد، بعمل ما ضد سوريا قد يبدو عملية بعيدة نسبياً، فإن ذلك لا يقلل من احتمالات أن سوريا ربما تكون مستهدفة ولكن ليس بأيدي واشنطن بل عبر تل أبيب.
من جانبه، يقلل الخبير الاستراتيجي كاطو من احتمالات قيام إسرائيل بمهاجمة سوريا استغلالا للحرب الأمريكية ضد العراق. وبنظرة تحليلية أوضح ان: "إسرائيل لا تحتاج لفتح جبهة جديدة للحرب في الظروف الحالية. ومع استمرار التزام دمشق بأن السلام هو الخيار لاستعادة أراضيها المحتلة في هضبة الجولان مما يعني استبعاد خيار العمل العسكري كوسيلة لتحقيق ذلك، فإن إسرائيل تجد نفسها مطمئنة للجبهة السورية. كذلك فإن الولايات المتحدة لا يمكن أن توافق أو تسمح لإسرائيل بالقيام بأي عمل عسكري ضد سوريا أثناء الحرب الأمريكية على العراق. وإذا كانت واشنطن قد ضغطت على إسرائيل من أجل عدم المشاركة الفعلية في الحرب ضد العراق - على الأقل علانية - فمن باب أولى أنها ستضغط عليها لعدم القيام بمثل هذا العمل في هذا الوقت حتى لا يثير عليها ذلك السخط العربي لتكون في وضع محرج".
وبرأي اللواء كاطو اذا كان من المستبعد قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد سوريا فإنه من الممكن إقدام الجيش الإسرائيلي على شن هجمات ضد مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني بهدف تقليص قوة نفوذه، من خلال هجمات جوية أو صاروخية أو مدفعية، بعيداً عن أسلوب الهجوم البري كما حدث في اجتياج الجنوب اللبناني عام 1982 والذي من شأنه أن يكبد إسرائيل خسائر كبيرة، لا سيما ان الخسائر التي كبدها حزب الله في الماضي لاسرائيل كانت سبباً لانسحابها من الجنوب".
ويتفق السفير محمد بسيوني - سفير مصر السابق لدى إسرائيل - مع وجهة النظر تلك مشيراً الى أن ارتباط حزب الله بسوريا، يجعل من الممكن بالنسبة لإسرائيل في حالة قيام حزب الله بشن هجوم على شمال إسرائيل، أن تعتبر سوريا مسؤولة بصورة غير مباشرة عن ذلك الهجوم".
لكن احتمال إقدام حزب الله على البدء بشن هجوم على إسرائيل خلال ضرب العراق يبدو بعيداً، خاصة مع تصريحات بعض قادة الحزب أخيراً بأنهم لن يشاركوا في تلك الأثناء ولن يقدمون على ضرب إسرائيل إلا إذا بادرت بشن ضربات ضد الحزب. الأمر الذي يجعل الكرة في ملعب إسرائيل.
وينضم د. وليد قزيحة أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والخبير في الشؤون السورية واللبنانية، لمؤيدي احتمال إقدام إسرائيل على توجيه ضربات قوية لحزب الله في جنوب لبنان خلال الحرب الأمريكية المتوقعة ضد العراق، لانها ستجدها فرصة لتصفية الحسابات الطويلة مع حزب الله وفرض نفوذها من خلال شن ضربات ضد الحزب بهدف إضعاف المقاومة اللبنانية.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة: كيف سيكون تعامل إسرائيل مع القوات السورية الموجودة في لبنان؟ وكيف ستتعامل تلك القوات مع الهجوم العسكري ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله؟
يستبعد الخبير الاستراتيجي كاطو، احتمال أن تقدم القوات السورية في لبنان على عمل يستفز اسرائيل مدللاً، انها - إسرائيل- قامت في الماضي بعدة أعمال عسكرية ضد تلك القوات ولكنها لم تبادر سوريا بالرد عليها، متحلية بضبط النفس وقياساً على تلك المواقف - فمن المتوقع ألا تزج سوريا بقواتها في لبنان في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وإذا كانت الولايات المتحدة استغلت دعايتها بأن العراق يمتلك أسحلة دمار شامل كمبرر لحشد الرأي العام العالمي بجانبها للقيام بعمل عسكري ضد النظام العراقي، فإن إسرائيل تسير على هذا النهج، حيث بدأت الترويج لدعاية مغرضة تقول أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية، وتتجاهل إسرائيل تماماً امتلاكها للأسلحة النووية، كما تزعم إسرائيل أيضاً أن سوريا تخبئ أسلحة عراقية تدخل ضمن توصيف أسلحة الدمار الشامل في محاولة لتشويه صورتها، وتحريض العالم عليها كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.
(عمان العمانية)
التعليقات