مدريد- اتفق العراقيون في المنفى اليوم الاحد، في ختام اجتماعات في مدريد استمرت ثلاثة ايام، على ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها "كل القوى السياسية" الا انهم لم ينجحوا كليا في تبديد انقساماتهم.
واكد "بيان اجتماع مدريد" الذي اعلن في ختام الاجتماعات المغلقة توافق المشاركين على "الاسراع بتشكيل حكومة ائتلافية انتقالية مستقلة عراقية بمشاركة القوى السياسية والكوادر العراقية وكسب تاييد المجتمع الدولي لها".
وشدد محمد محمد علي من المؤتمر الوطني العراقي امام فرانس برس على ضرورة "ان يتخذ العراقيون كل القرارات".&يشار الى ان المطالبة بحكومة عراقية مؤقتة بدل ادارة تحت وصاية اميركية هي من ثوابت مطالب المعارضة في المنفى المنقسمة على نفسها رغم نجاحها في التوافق على بيان موحد.
واعتبر صحافي عراقي شارك في الاجتماعات كمستقل ان المعارضة العراقية السابقة لنظام صدام حسين "منقسمة بشكل لا يعالج".&وقال مشارك اخر لدى مغادرته قاعة الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي حيث عقد الاجتماع "الجميع رحب بسقوط صدام، لكن البعض يريد ان يبقى الاميركيون مئة عام والبعض الاخر يريد مغادرتهم العراق فورا".
شارك في المؤتمر نحو 100 شخص يمثلون فعاليات المجتمع المدني واحزاب سياسية وتجمعات في مقدمهم ممثلين عن المؤتمر الوطني العراقي وحزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في لندن والحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اضافة الى ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي والحركة الملكية الدستورية وحركة الوفاق وكوادر الدعوة والحزب الشيوعي الكردستاني والحركة الديموقراطية الاشورية والاتحاد الديموقراطي العراقي.
وكان المشاركون قد بحثوا امس السبت في كيفية انتقال العراق نحو الديموقراطية في ضوء تجربة اسبانيا بعد خروجها من عهد الديكتاتورية. وبعد مناقشات استغرقت اليوم الاحد اربع ساعات توصل المجتمعون الى التوافق على بيان تضمن خمس نقاط منها تشكيل الحكومة الائتلافية واربع نقاط اخرى تتطابق والاهداف التي درجت المعارضة العراقية السابقة لنظام صدام حسين على المطالبة بها والتشديد عليها في كل اجتماعاتها السابقة.
فقد توافق المجتمعون على "اقامة نظام ديموقراطي تعددي فدرالي يضمن دستوريا الحريات الاساسية وحقوق الانسان وكذلك حقوق مختلف القوميات والطوائف والمذاهب وحقوق المراة".&كما دعوا الى "العمل على استتباب الامن والاستقرار في اسرع وقت ممكن (...) والمباشرة باعادة اعمار العراق".
واكدوا على "احترام الهوية الحضارية للشعب العراقي واحترام قيم الاسلام ومثله وكذلك الاديان الاخرى وضمان حرية الشعائر الدينية والمذهبية للجميع بعيدا عن كل اشكال الاضطهاد والتمييز".
ابرز نقاط الخلاف عند صياغة نص البيان انصبت، وفق مصادر المشاركين، على كلمة "تحرير" العراق التي اراد البعض عبثا اضافتها بسبب اصرار الغالبية على اعتبار الوجود الاميركي البريطاني في العراق "احتلالا".&كما طالب المجتمعون في بيانهم "بفضح جرائم نظام صدام حسين الديكتاتوري وبمحاكمته وزمرته على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي".
من ناحيتها رحبت وزيرة الخارجية الاسبانية انا بالاثيو ب"الحوار" بين مختلف الاتجاهات العراقية من اجل الانتقال نحو الديموقراطية في اللقاء الذي انعقد تلبية لدعوة مؤسسة مقربة من الحزب الشعبي الحاكم في اسبانيا بزعامة رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار.&واكدت في كلمة القتها في اختتام الاجتماعات، بعد ان انتظرت ساعتين ونصف، على ان العراق اصبح "يحتل الاولوية في تعاون اسبانيا الدولي".