&
بيروت-إيلاف: منذ اليوم الأول لإطلالتها على شاشة تلفزيون المستقبل منذ عشر سنوات خلت، أثارت المذيعة شاهيناز عبدالله إعجاب المشاهدين بسحر عينيها الخضراوين وجمالها الأخاذ الذي يخال المرء امامه وكانها من عالم آخر غريب. غير انها سرعان ما أثبتت ان محط اهتمام الجمهور بها، لا ينحصر فقط في طلتها وجمالها، بل ايضا بحضورها الآسر وجعبتها الثقافية الواسعة، وحوراها اللطيف وديبلوماسيتها وذكائها وشخصيتها الفذة.
بعد غياب دام سنيت عن شاشة التلفزيون، عادت ثم غابت مثيرة زوبعة من الشائعات والأقاويل تجيب عنها في هذا الحوار الخاص لصحيفة "ايلاف" قبل تحضيرها لسلسلة من المشاريع الجديدة التي تحدثت عنها شاهيناز دون ان توضح بل تركت للقارئ مسألة التأويل والتفكير...

&كيف يمكن تلخيص غياب المذيعة شاهيناز عبدالله حالياً عن شاشة التلفزيون، وما هي التحضيرات التي تقومين بها في الفترة الحالية؟
&في الوقت الحالي، اخصع لدروس خاصة في التدرب على النطق السليم في اللغة العربية الفصحى، ومخارج الحروف، أي اصول اللغة العربية بتعمق لدى الاستاذ عز الدين، فضلاً عن تدربي على تقديم نشرات الأخبار، لهذه الأسباب انا غائبة حالياً، ولا اريد العودة قبل ان تكتمل الصورة النهائية التي اريدها.
&وما هي هذه الصورة؟
&عذراً لا استطيع التصريح عن أي شيء الآن.
&نفهم من طريقة كلامك وكأن هناك نقلة جديدة في مسيرة شاهيناز او عروض&مقدمة ؟
&يمكن تفسيرها كما يحلو لكل شخص، لكن عذرا لن اعطي تفاصيل.
&الكل اجمع على ان برنامج "موعود" الذي قدمته في دورة الشتاء من العام الماضي ثم توقف، هو "دعسة ناقصة" في حياتك المهنية. الى أي مدى أثر هذا البرنامج على نجاحك؟
&بعد اكثر من عشر سنوات من الإعلام، ربما يحق لي ان اخطئ، الأمر لم يشكل عقدة بالنسبة لي، المهم انني تدراكت الخطأ ولم اكمل البرنامج. سمعت الكثير من الانتقادات والثرثرات و"صفّ الحكي"، غير ان هذه النوعية من النقد فعلاً لا تهمني خصوصاً الآن، اعتبر انه مجرد وسيلة لملء الصفحات الفارغة بأي كلام. على العكس استفدت من تجربتي مع "موعود" رغم فشلها، لأنني اليوم بت اقوى من السابق كوني اصبحت ادرس خطواتي بدقة متناهية اكثر من أي وقت مضى.
&قدمت في السابق برنامج "الليل المفتوح" ثم "موعود"، وهناك فترة زمنية طويلة تفصل بينهما. ما هو الفرق الذي تلمسينه بين الاثنين لناحية الوضع الفني القائم؟
&قدمت ايضاً برنامج "نجوم المستقبل" الخاص بالهواة، في هذين البرنامجين (الليل المفتوح ونجوم المستقبل) كنا نتعاطى مع الفن بطريقة مختلفة تماماً، على انه جزء من الثقافة، وهكذا يجب ان يكون في الأساس، ولا مرة كان الفن عبارة عن اغنية ضاربة او اغنية "ستايل"، كان الفن عبارة عن تاريخ كبير وارشيف فني مهم في خزانة الموسيقى العربية، كنا فعلاً نشعر لدى محاورتنا الفنانين في ذلك الوقت برهبة وانبهار حقيقيين نظراً للمكانة التي يتمتع بهذا الفنان، بينما اليوم
اختلف كل شيء ومن اكثر من ناحية ابرزها جهة التعاطي مع الفن والفنانين. لكن مهما راجت أي ظاهرة يبقى الفن جزءاً مهما من ثقافتنا.
&تحديداً كيف تنظرين اليه اليوم، وهل انت ضد ما هو سائد في الساحة الغنائية ؟
&كلا لست ضدهم، لكنني فعلاً اشعر بحنين كبير الى ايام "الليل المفتوح" البرنامج الذي حقق انطلاقتنا كمذيعين انا وزملائي في تلفزيون المستقبل، انطلقنا معاً كما انطلقت المحطة، خبرتنا متواضعة وضئيلة، لا احد مميز اكثر من الآخر، وايضاً فكرة البرنامج في ذلك الوقت كانت جديدة كلياً وحققت نجاحاً مميزاً خصوصاً واننا استضفنا نخبة من نجوم الفن العربي، بينما اليوم اعود واقول ان كل شيء تغير فعلاً. بالأمس كنت ارى الفنان نجماً حقيقياً بكل ما للكلمة من معنى، مضيئاً في سماء الغناء اما اليوم لم اعد اراه كذلك.
&رغم ان زمناً مر على برنامج "الليل المفتوح"، لكن نود ان نسأل ما هي اجمل الحلقات التي تبقى راسخة في ذاكرتك؟
&بصراحة هي شخصية الضيف التي كانت تفرض التميز على الحلقة، فمثلاً لا يمكن ان انسى حلقة الراحل الكبير رياض شرارة، كنا جميعنا مقدمي الحلقة نشعر وكأننا اقزام امام ذلك العملاق رحمه الله، واعتقد اننا لا زلنا كذلك امام اسمه، حلقة ايهاب نافع، حسين فهمي، وحلقة سلطان الطرب جورج وسوف، استضافته في حينها كان سبقاً صحفياً للبرنامج نظراً لندرة اطلالاته الإعلامية وخصوصاً المتلفزة منها، وانا اؤيده في سياسة
الابتعاد عن الأضواء والإعلام لأن هذا التكتيك يجعلنا جميعا متلهفين لرؤيته ومشاهدته وسماع صوته حتى ولو بعد 200 عام، حلقة جورج وسوف اعتبرها من الحلقات المهمة جداً في البرنامج، ولا زلت اذكر تفاصيلها كاملة، اسئلتنا واجاباته ومزاحه طوال الوقت، كذلك المشاهدين انا على ثقة ان كل من شاهد تلك الحلقة يذكر تفاصيلها، وقد استلزم التصوير وقتاً كبيراً حتى ساعات الفجر الأولى وكانت من اروع حلقات البرنامج. من هنا اود ان اتمنى على الفنانين ان يتبعوا هذه السياسة في الإطلالات الإعلامية كي لا يصبحوا مستهلكين، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على فنهم وعلى معجبيهم. كنا مبهورين جدا ان ضيفنا هو سلطان الطرب جورج وسوف، الفنان العملاق وصاحب التاريخ الفني المشرق، اكثر ما احب فيه اداءه الفريد ومن ثم صوته وهذا امر يجمع عليه كبار المختصين بالموسيقى والفن.
&بالعودة الى موضوع برنامج "موعود" كثرت الأقاويل التي حكت عن خلافات بينك وبين الإعلامية يمنى شري، وقيل انك كنت السبب في ايقاف برنامجها؟
&اعتقد اننا نعمل في محطة تلفزيونية تحترم نفسها الى اقصى حد، ولسنا نملك فيها أي صلاحية لإيقاف اي برنامج واي مذيع، وهذه الأقاويل لا تمس بي انا فقط، بل بزميلتي يمنى وبإدارة التلفزيون اولاً واخيراً. عيب ان تطلق هكذا اتهامات، يمنى شخص اعرفه عن قرب، وهي زميلة عزيزة قبل أي شيء آخر، اعرف انها صاحبة قلب طيب جداً واتمنى لها الخير من كل قلبي. فعلاً احزن اسمع عندما ما يقال عن هذا الموضوع، لأن مروجيها يريدون ان ينزلوا
بنا الى مستوى هذه التفاهات والثرثرات الفارغة، والموضوع برمته لم يكن سوى من نسج خيال من كتبه خصوصاً وانه لا يمت الى المصداقية بأي صلة. ما من خلافات بيني وبين أي احد والحمدلله، وعلى الأخص يمنى شري.
&لكن ايقاف برنامجها تزامن مع انطلاق برنامج "موعود" ما دفع بالناس الى الربط بن الأمرين؟
&البرنامج ليس له علاقة بموضوع يمنى شري، صحيح ان الموضوعين تزامنا معاً لكن هذا ليس ذنبي، وليس للأمر أي ابعاد. سبق وان مر على شاشة المستقبل اكثر من برنامج فني في آن معاً، والمحطة تستوعب اين المشكلة؟ وايضاً انا ويمنى مختلفتان في كثير من الأمور، ابرزها الأسلوب وطريقة التقديم، فهي معروف عنها حبها للمرح والعفوية المطلقة وغيرها، بينما انا قد اكون عكس اسلوبها، اي لا لزمو للغيرة من الأساس، وفعلاً ومن كل قلبي اقول اني اراها ناجحة جداً. هناك امر لا يفهمه الناس، هو انا ربينا في مؤسسة واحدة وانطلقنا معاًن وقضينا اوقاتاً اكثر من الوقت الذي نقضيه مع اهالينا في المنزل. فعلاً هذا عيب.
&بعد "موعود"، هل يمكن ان تعود شاهيناز من خلال برنامج فني مرة اخرى؟
&المشكلة ليست في "موعود"، لكن انا لا اشعر بالحماس للعودة ببرنامج فني، بل اشعر برغبة للتحول الى نقطة اخرى.
&علمنا انك زرت دولة الكويت منذ مدة، هل لنا ان نعرف سبب الزيارة؟
&نعم طبعاً، كنت قد تلقيت دعوة للحلول كضيفة شرف في حفل افتتاح المتاجر الجديدة لمؤسسة
"De Grisogono" للمجوهرات والماسات في الكويت، وقد اختاروا وجها عربياً ليكون موجوداً كضيف شرف، وطبعاً سعدت باختيارهم لي وهي مؤسسة سويسرية يملكها السيد فواز وهو من جذور لبنانية، واستطاع ان يحقق شهرة واسعة حول العالم. اسعدتني المشاركة كثيراً لعدة اسباب منها ان نوعية مجوهراتهم مختلفة، منها الماس الأسود، حيث التعاطي معه حذر وحساس وله اربابه، يجب ان يكون الشخص محباً للمجازفة كي يقدّر هذه النوعية من الماسات الخاصة بأصحاب الذوق الرفيع، ذلك لأن العمل فيه دقيق للغاية. احببت فكرة التعاطي والتحدي مع الماس.&
&كيف تصف شاهيناز عبدالله علاقتها بالماس والمجوهرات بشكل عام؟
&يقال ان الماس هو اوفى صديق للمرأة وقد اتفق الكتاب على التغني بالمرأة التي ترتدي الحلي (امرأة مزينة بالورود والماس) مقولة لشاتوبريان عندما تغزل بسيدة، لا اعتقد ان هناك سيدة في العالم لا تعشق المجوهرات. وانا عن نفسي لا احب ارتداءها فقط لمجرد الظهور، لكن متى اخترت اختار القطع المميزة جدا، واكثر ما احب هو اللؤلؤ.
&كثر يقولون ان لدى شاهيناز عبدالله خلفية ثقافية مهمة اهملت بسبب تركيز وسائل الإعلام على جمالها؟
&يزعجني كثيراً هذا الموضع فعلاً، لقد جرى تهميش جعبتي الثقافية والأكاديمية العلمية لصالح شكلي الخارجي، وهذا ما لا اقبله. ما من امرأة في الدنيا تنزعج عندما تسمع الإطراء على جمالها وطلتها والى ما هنالك، ولكن ارفض ان يكون الأمر على حساب الخلفية التي اعتز بها.
&وما هي شهادات شاهيناز عبدالله؟
&حاصلة على اجازة في علم النفس، ودرست الأدب الفرنسي لمدة سنتين، وحالياً اتابع دراسات معمقة باللغة الإنكليزية.
&نلاحظ ان حياتك الخاصة بعيدة جدا عن الإعلام؟
&طبعاً هذا ما يجب ان يكون، لان اسمها حياة خاصة وليس عامة. تخيلي انه كلما سرى خبر ادلي بتصريح لأنفيه. ان مسالة نفي النفي هو ايجاب والشائعات تزول وحدها دون تبرير ودون نفي.
&أي كل الاخبار التي سمعناها غير صيحة؟
&ضحكت وقالت: ربما، لكن بالنسبة للأيام الآتية "ما حدا بيعرف".&
&(لم نفهم الى ماذا المحت فسألناها ما المقصود) قالت

&لا اقصد شيئاً، لكن لا احد يعرف ماذا تخفي له الأيام المقبلة. بشكل عام، حياتي الخاصة تعنيني انا وحدي بمنأى عن الصحافة واعتبر نفسي انسانة مستقرة وسعيدة على كافة الأصعدة.
&أي هل ننتظر مفاجآت؟
&ما حدا بيعرف.
&كلامك يعني ان هناك علاقة جدبدة ترسم طريقها؟
&.... اعتقد ان الأهم هو ايجاد التوقيت المناسب مع الشخص الأنسب.
&