اعلن مجلس الحكم الانتقالي العراقي ان مراسم تشييع عضو المجلس عقيلة الهاشمي التي توفيت اليوم الخميس متأثرة بجروحها التي اصيبت بها في&20 ايلول/سبتمبر في اعتداء في بغداد ستجري الجمعة.
وقال المجلس في بيان له ان "مراسم التشييع ستجري الجمعة في الساعة&9:00 . وسينطلق موكب التشييع من منزلها في بغداد الى مسجد الكاظمية حيث يصلى عليها" ثم توارى الثرى في النجف المدينة الشيعية المقدسة على بعد 160 كلم جنوب العاصمة.
ونعى المجلس "ببالغ الحزن والالم الراحلة (...) عضو المجلس التي سقطت شهيدة على درب الحرية والديموقراطية لبناء هذا البلد العظيم وذلك على يد زمرة كافرة خبيثة ما عرف عنها الا الضلال والظلام".&واضاف "بهذه المناسبة نجدد العهد لشعبنا باننا باقون على الدرب والسير حثيثا وبكل اصرار في طريق الحرية وبناء هذا البلد وسنظل امناء على اهداف شعبنا".
واعلن مجلس الحكم الحداد ثلاثة ايام ابتداء من اليوم الخميس وقرر تنكيس الاعلام على المباني الرسمية.&وكانت الهاشمي تعرضت السبت الماضي لعملية اغتيال لدى مغادرتها منزلها في بغداد. وخضعت الهاشمي، اول عضو من مجلس الحكم يتعرض لاعتداء، لعمليتين جراحيتين.
وتعتبر عقيلة الهاشمي، اول عضو في مجلس الحكم الانتقالي يتعرض لعملية اغتيال، تكنوقراطية في المجال الدبلوماسي وخبيرة بمفاصل السياسة الخارجية نجحت في الانتقال بهدوء من نظام صدام حسين الى نظام الادارة الاميركية. والهاشمي هي من قدامى اعضاء حزب البعث واحدى ثلاث نساء في مجلس الحكم الانتقالي (المؤلف من 25 شخصية) والوحيدة بين نساء المجلس التي لا ترتدي الحجاب رغم انها من الطائفة الشيعية.
والهاشمي في نحو الخمسين من عمرها وتعرف عن نفسها بانها تكنوقراطية. تكيفت مع التغيير السياسي الذي شهده العراق مع انتقاله من قبضة صدام حسين الحديدية الى ادارة سلطة الاحتلال الاميركي. وتحمل الهاشمي دكتوراه في الادب الفرنسي وبكالوريوس في القانون. وهي من انصار حقوق المرأة. وقد تعهدت الدفاع عن بلدها مهما كانت الجهة الحاكمة.
وكانت الهاشمي من المقربين لوزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز وكلفت في النظام السابق بالعلاقات الدولية في وزارة الخارجية التي التحقت بها عام 1991. ووقفت بحزم الى جانب صدام حسين عندما بدأ الاميركيون نشر قواتهم لاجتياح العراق في 20 اذار/مارس وعملت جاهدة للحصول على دعم المجموعة الدولية للحؤول دون تنفيذ واشنطن لمخططاتها في العراق.
وفي مؤتمر صحافي على هامش لقاء لدول حركة عدم الانحياز انعقد في شباط/فبراير الماضي في كوالالامبور اكدت باعتزاز "ان الدفاع عن العراق هو دفاع عن العالم المتحضر". لكن خطاب الهاشمي تغير مع المعطيات السياسية الجديدة في العراق بعد ان سقط نظام صدام حسين واحتلت قوات التحالف العراق.
يشار الى ان عقيلة الهاشمي، وهي من كوادر حزب البعث الذين احتفظوا بمناصبهم، من اعضاء لجنة المتابعة التي ادارت وزارة الخارجية بعد سقوط صدام حسين ثم اصبحت عضوا في مجلس الحكم الانتقالي الذي انشىء باشراف اميركي في 13 تموز/يوليو. وترأست الهاشمي الوفد العراقي الى المؤتمر التحضيري للدول المانحة لاعادة اعمار العراق الذي انعقد في نيويورك في حزيران/يونيو الماضي.
كما شاركت في اول وفد لمجلس الحكم توجه الى الامم المتحدة في تموز/يوليو الماضي عندما عرض الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة سيرجيو فييرا دو ميلو تقريره عن العراق في مجلس الامن. ولدى وصولها الى مقر الامم المتحدة، اعلنت الهاشمي "ان العراق عاد". واضافت "هذا اعلان عن عودة العراق الى صفوف المجموعة الدولية". وكان الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر قد استنكر سابقا "العمل الجبان" الذي استهدف المسؤولة العراقية، واعرب عن "صدمته وحزنه" لما لحق بها وبمرافقيها.













التعليقات