جنيف- يعتبر اكثر من 300 الف مسلم في سويسرا انهم نموذج يحتذى للاندماج في اوروبا على الرغم من تصاعد قوة اليمين الشعبوي المعادي للاجانب الذي حقق انتصارا انتخابيا الاحد الماضي قبل شهر من بدء شهر رمضان.
ويقول حفيظ اوارديري احد مؤسسى مسجد جنيف اكبر مساجد سويسرا، الذي استقبل ما بين الفين الى ثلاثة الاف مصل في اخر صلاة جمعة قبل شهر الصوم "اننا مدركون لما نحن فيه من نعمة. فنحن نعيش في سلام هنا".
ويتابع العديد من المصلين خطبة الجمعة من خلال سماعات الكترونية مع ترجمة فورية بالفرنسية والانكليزية حيث ينتمي مسلمو جنيف البالغ عددهم حوالى عشرين الفا الى نحو مئة جنسية مختلفة.
والمسجد الذي افتتح سنة 1978 مقام في حي "بوتي ساكسونيكس" الراقي وهو ملاصق جزئيا لجدران مبنى قديم يعود الى القرن السابع عشر. ويقول اوارديري المتحدث باسم المؤسسة الثقافية الاسلامية "احترمنا تاريخ الحي مما كان له تاثير مدهش على الجيران". وياتي هذا الاندماج المعماري تجسيدا لصورة مسلمي هذا البلد الذي صوت حوالى 27% لاتحاد الوسط الديموقراطي، الحزب الشعبي اليميني الذي تركزت حملته الانتخابية على مسألة طالبي الهجرة.
ويؤكد اوارديري وهو فرنسي من اصل مغربي جزائري استقر في سويسرا بعد ان شارك وهو طالب في احداث ايار/مايو 1968 في فرنسا "لم اشعر ابدا انني غريب في سويسرا" عكس فرنسا التي يقول انه يشعر فيها بانه مدان "من سحنته".
ويقدر حفيظ اورديري تقليد التسامح السويسري الذي سيرغم اتحاد الوسط الديمقراطي على ان يخفف من حدة مواقفه بعد ان ينال مراده وهو مقعد ثاني في الحكومة مذكرا بان الحوار في سويسرا هو القاعدة.
ويضيف "لا يوجد رفض لدى السلطات لمواضيع مثل الحجاب". لكن هذا التعايش لا يسير دائما دون مشاكل حيث تم صرف معلمتين في السنوات الاخيرة في سويسرا لانهما رفضتا خلع الحجاب اثناء الدرس. كما اقالت السلطات في نهاية 2002 من مهنة التدريس هاني رمضان مدير المركز الاسلامي في جنيف الذي كتب مقالا في صحيفة لوموند ايد فيه رجم الزاني والزانية.
وبعد انتهاء صلاة الجمعة يبدا المصلون في مناقشة القضايا السياسية. ويوضح رمضان غون وهو سويسري من اصل تركي انه يعمل مستشارا بلديا في مدينة مودون الصغيرة التي حقق فيها اتحاد الوسط الديموقراطي افضل نتائج في سويسرا الالمانية وحيث يعمل في المجلس في اطار مجموعة اتحاد الوسط نفسها.
ويقول ان "الامور تسير على ما يرام موضحا انه لا يوجد لدى المسلمين اي اعتراض على اهداف اليمين الشعبوي". ويؤكد "نحن ايضا لا نريد مهربي المخدرات". والاسلام هو ثالث دين في سويسرا مع 310 الف مسلم وفقا لاحصاء عام 2000 اي ما يشكل 3،4% من السكان. ومع ذلك فهو ليس معترف به مثل الكاثوليكية والبروتستانتينية ومن ثم لا يحصل على شىء من الضريبة الكنسية.
ويامل اورديري في ان يكون "الاندماج مرحلة نحو الاعتراف" مشيرا الى ان الدولة لا تريد محادثا واحدا باسم الطائفة الاسلامية "انها تقبل تنوعنا".