مسقط- عملت وزارة التربية والتعليم على تطوير التعليم في السلطنة ليكون قادراً على تنمية قدرات الأفراد ليقوم كل منهم بدوره بكل فعالية في عصر اتسم بالتطور التقني والتكنولوجي، ومن هنا فقد أخذ نظام تطوير التعليم في السلطنة مسارين اولهما إدخال نظام التعليم الأساسي وثانيهما تطوير بعض جوانب التعليم الابتدائي(الإعدادي).
وسعت السلطنة منذ بداية عصر النهضة إلى توفير التعليم لكل راغب له وسهلت عملية الحصول عليه من خلال انتشار المدارس في جميع ربوع السلطنة دون استثناء وعملت وزارة التربية والتعليم في ذات الوقت على العناية بتطوير التعليم وتحديثه بما يتواكب مع معطيات واحتياجات المجتمع المحلي من الكوادر البشرية الموءهلة ولم تتوانى للحظة عن تطوير عناصر العملية التعليمية مجتمعة أو منفردة سواء أكانت مناهج أو معلمين أو طرائق تدريس أو مبنى مدرسي مجهز بما يتلاءم ومتطلبات العملية التعليمية.
واستلهاماً من توجيهات السلطان الذي أكد على إن تحديات المستقبل كثيرة وكبيرة والفكر المستنير والثقافة الواعية والمهارات التقنية الراقية هي الأدوات الفاعلة التي يمكن بها مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها لهذا لابد لنظام التعليم أن يعمل جاهداً في سبيل توفير هذه الأدوات في الوقت المناسب تحقيقاً للغاية التي من أجلها أنشئ وهي النهوض بالمجتمع وتطوير قدراته وإمكانياته ليتمكن من مواكبة مسيرة الحضارة في جميع الميادين كما أكد السلطان في العيد الوطني الخامس والعشرين على أنه تم التوصل في هذا الشأن إلى ضرورة ايلاء أهمية أكبر لتنمية الموارد البشرية ، وذلك من خلال تحسين التعليم العام وتطوير التعليم الفني والتقني بما يؤدي إلى إكساب الإنسان العماني القدرات والمهارات التي تمكنه من إدارة دولاب العمل بكفاءة عالية في مختلف المجالات وخاصة تلك التي لم تتح له في الماضي القدرة على اختراقها بحكم محدودية معارفه وخبراته وتماشياً مع توصيات مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني /2002/ التي أكدت على ضرورة تنمية الموارد البشرية وإعدادها لتساير متطلبات العصر بكل كفاءة.
المرحلة الأولى: ادخال نظام التعليم الاساسي
وبالنسبة للتعليم الأساسي فهو تعليم موحد توفره الدولة لجميع أطفال السلطنة ممن هم في سن المدرسة، مدته عشر سنوات يهدف إلى تحقيق الاحتياجات التعليمية الأساسية من المعارف والمهارات والاتجاهات التي تمكن المتعلمين من الاستمرار في التعليم والتدريب أو الالتحاق بسوق العمل وفق ميولهم واستعداداتهم في إطار التنمية المجتمعية الشاملة.
يتصف التعليم الأساسي بعدد من السمات فهو تعليم موحد للذكور والإناث على اعتبار أن لهم قواسم مشتركة من الأهداف والآمال والطموحات تتطلب وجود إطار موحد من التعليم والثقافة في الحلقة الأولى كما أنه تعليم يتماشى مع التوجهات التربوية الحديثة من حيث المدة فهو يستمر لعشر سنوات موزعة على حلقتين .. الحلقة الأولى من الصف الأول الأساسي وحتى الرابع والحلقة الثانية من الصف الخامس الأساسي وحتى العاشر بالإضافة إلى أنه يتماشى مع التوجهات التربوية من حيث المضمون فهو يهدف إلى تزويد المتعلمين بالمهارات والمعارف والاتجاهات الأساسية الضرورية. ويتصف نظام التعليم الأساسي إلى جانب ذلك بالشمولية من حيث المناهج والمقررات الدراسية.
ويهدف التعليم الأساسي إلى تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم بشكل متكامل ومتوازن وترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية في نفسه وتنشئته على الاعتزاز باللغة العربية وتنمية قدرته على استخدامها بإتقان، وغرس الوعي بأهمية الضوابط الاجتماعية واحترام الملكية العامة والخاصة وإكسابه مهارات الاتصال باستخدام اللغة الإنجليزية، وتنمية مهاراته واتجاهاته نحو التعلم الذاتي المستمر وتنمية قدراته على استخدام أسلوب التفكير العلمية وإذكاء روح البحث لديه، وإكسابه المهارات الأساسية اللازمة للتعامل مع العلوم والتكنولوجيا المعاصرة وتنمية قدرته على الإبداع والابتكار والتعامل مع المستقبل وتنمية اتجاهاته نحو العمل والإنتاج والحفاظ على البيئة واستثمار مواردها، وتوعيته بأهم المشكلات المعاصرة وكيفية مواجهتها وإكسابه عادات الادخار وسلوكياته، وغرس الوعي بأهمية وقت الفراغ وكيفية تنظيمه واستثماره، وتنمية ميوله واتجاهاته نحو التذوق الجمالي وتنمية قدرته على التفاعل الواعي مع عناصر الثقافة الكونية المعاصرة.
ويتيح هذا النظام فرصة التعليم المتكافئة لجميع المتعلمين على حد سواء وفقاً لقدراتهم، ويعالج قصور المرحلة الابتدائية عن طريق تحقيق القدر الضروري واللازم من المعرفة للمتعلمين، كما أنه يلبي متطلبات الانفجار المعرفي الذي اقتضى تمديد فترة التعليم العام في بداية السلم التعليمي لإكساب المتعلم أدوات التعامل مع المعارف المتجددة من حيث الوصول إليها وادارتها بكفاءة وفاعلية ، كما أن فيه ضمان لعدم الارتداد إلى الأمية بعد التحرر منها.
واشتمل نظام التعليم الأساسي على عدد من الجوانب التي ارتكز عليها تطوير وإدخال هذا النظام في مدارس السلطنة منها تغيير السلم التعليمي فبعد أن كان النظام السابق يقسم السلم التعليمي إلى ثلاث مراحل تعليمية الابتدائية ومدتها ست سنوات ثم الإعدادية ثلاث سنوات تليها الثانوية في ثلاث سنوات وبالتالي فإن الطالب يقضي اثني عشرة سنة على مقاعد الدراسة مقسمة على ثلاث مراحل. فإن نظام التعليم الأساسي أبقى على مدة الدراسة /12/ سنة كما هي وتم تعديل السلم التعليمي ليشتمل على مرحلتين هما مرحلة التعليم الأساسي ومدتها عشر سنوات وتنقسم إلى حلقتين الحلقة الأولى ومدتها /4/ سنوات وتشمل الصفوف /1ـ4/ والحلقة الثانية ومدتها /6/ سنوات وتشمل الصفوف /5ـ10/ ومرحلة التعليم ما بعد الأساسي /الثانوي/ ومدتها سنتان.
إن العمل على التخلص من نظام الفترتين في المدارس قد أتاح للتعليم الأساسي وقتاً أطول في اليوم الدراسي حيث إن استغلال المبنى المدرسي لدوام واحد مكّن من تمديد اليوم الدراسي إلى ثمان حصص بدلاً من ست أي بزيادة زمنية تقدر بحوالي /33/ بالمائة فضلاً عن أن زمن الحصة أصبح /40/ دقيقة بدلاً من /35/ دقيقة. كما مدد العام الدراسي ليصبح /180/ يوماً بدلاً من /160/ وذلك بزيادة تقارب /13/ بالمائة مما كان عليه حتى يصير مشابهاً لما هو معمول به في كثير من دول العالم وفي ذلك توفير لوقت إضافي في الخطة الدراسية والعام الدراسي؛ مما يساعد على توفير المزيد من الأنشطة التربوية الهامة من تجارب عملية وأنشطة لاصفية لم تمارس بصورة فعالة من قبل.
تعتمد مناهج التعليم الأساسي في تصميمها على العديد من الاتجاهات التربوية الحديثة ومن أهمها ملائمة المنهج ومناسبته للمتعلم في الفئة العمرية والدراسية المعنية ومراعاة متطلبات التعلم الذاتي والتعلم المستمر وربط المحتوى الدراسي وبيئة المتعلم لضمان الممارسات والتطبيقات في الحياة العملية والتقليل من كثافة المنهج وعرضه بأساليب تربوية شيقة تجذب المتعلم وتستثير دوافعه وتصنيف محتويات المنهج إلى جوانب معرفية مترابطة ومتكاملة لتحقيق بناء الشخصية.
وقد تم تطوير مناهج التعليم الأساسي من حيث النوع وتركز الاهتمام في هذا الجانب على التطبيقات العملية للمحتوى أكثر من الجوانب النظرية. وصنفت المناهج الدراسية في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي إلى مجالات من شأنها أن تؤكد التكامل والترابط بين المواد الدراسية. أما في الحلقة الثانية فإن المواد الدراسية تعامل كمواد منفردة ولكنها متكاملة تكاملاً تاماً فيما بينها ويتم تدريس هذه المناهج وفقاً لمتطلبات تتمثل في طرائق التعليم والتعلم طورت هذه الطرائق وفق مفهوم محورة التعلم حول الطالب وليس حول المعلم الذي كان يعتبر سابقاً المصدر الأساسي للمعرفة. وهذا التحول والتركيز على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من شأنه أن يجعل الطالب باحثاً عن المعرفة، بالقدر الذي يكسبه مهارة التعلم الذاتي، والاعتماد على النفس والاستمرارية في التعلم.
ولما كان التركيز على مناهج العلوم والرياضيات ضرورة تمليها التطورات التقنية والانفجار المعرفي الذي يشهده العالم اليوم، فإن طرائق تدريس هذه المواد اعتمدت أسلوب التجارب العملية وحل المشكلات، الأمر الذي يساعد على تنمية التفكير العلمي، والتفكير الناقد، والتفكير الابتكاري لدى الطلاب، ويكسبهم المهارات اليدوية المطلوبة للتعامل مع التقنيات المتطورة في القرن الحادي والعشرين.
ولقد حلت تقانات التعليم والتعلم محل الوسائل التعليمية التقليدية التي كانت محدودة كمّاَ ونوعاً، ففي نظام التعليم الأساسي، حرصت وزارة التربية والتعليم على أن يتم إدخال أحدث الأجهزة والمعدات التي تساعد في التوصل إلى المعرفة بهذه المدارس فتم تجهيز المدارس بمراكز لمصادر التعلم، التي تجاوزت مرحلة المكتبة المدرسية التقليدية المعتمدة على المعرفة المطبوعة في الكتب، لتشمل الحاسوب والأجهزة السمعية والبصرية المختلفة، والأجهزة العلمية التي تستخدم في تقريب المفاهيم المجردة إلى إدراك الطلاب. كما تهيئ هذه المراكز للطلاب فرصة البحث عن المعلومات، وتتيح لهم الممارسة الفعلية وتشغيل الأجهزة المختلفة مما يكسبهم المهارات اليدوية في التعامل معها، وتهيئهم للانخراط في سوق العمل. كما أن مدارس الحلقة الثانية للتعليم الأساسي مزودة بالمختبرات العلمية ومختبرات الحاسوب.
وتم إدخال عدد من المواد الدراسية التي لم تكن موجودة في الخطط الدراسية السابقة وهي مادة المهارات الحياتية البيئية وتدرس بالصفوف /1ـ10/ بالتعليم الأساسي ومادة تقنية المعلومات وتدرس بصفوف الحلقتين الأولى والثانية /1ـ10/ بمرحلة التعليم الأساسي ومادة اللغة الإنجليزية وتدرس بدءاً من الصف الأول للتعليم الأساسي لتمكين التلاميذ من تحقيق مستوى متقدم في إتقانها حتى يكونوا قادرين على التعامل مع التطورات العالمية في مختلف المجالات والتي تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية، ويتم ذلك في نفس الوقت الذي تحرص فيه الوزارة على إتقان التلاميذ لمادة اللغة العربية وقد أثبتت الدراسات العلمية وجود نوع من انتقال أثر التدريب بين اللغة العربية والإنجليزية بمعنى أن تعلم إحداهما يساعد في تعلم الأخرى، أي أن الأثر هنا إيجابي وليس أثر سلبي.
كما حرصت وزارة التربية والتعليم على تحقيق التكامل في المحتوى والذي يعني الترابط بين المفاهيم والمهارات والقيم في الوحدة الدراسية، أو في المادة الدراسية أو بين المفاهيم في مادة دراسية معينة والمفاهيم في المواد الدراسية الأخرى ولتحقيق ذلك يتم تنظيم محتوى المواد الدراسية بطريقة تبرز فيها العلاقات بين المفاهيم التي تتضمنها تلك المواد، وللتكامل تأثير نفسي على الطالب، لأن تقديم المفاهيم بطريقة تلبي حاجاته تسهل عليه إيجاد الترابط فيما بينها وبالتالي يسهل عليه فهمها واستيعابها وتوظيفها في حياته العملية، ويقوم المكتب الفني لتعليم المبتدئين بالمديرية العامة للمناهج بهذه المهمة، من خلال قيامه بمراجعة مخطوطات المواد الدراسية، للتأكد من وجود أقصى درجة ممكنة من الترابط والتكامل بين محتوى تلك المواد.
كما تحرص الوزارة أيضاً على التخلص من كل ما يمكن أن يكون حشواً زائداً لا فائدة منه بالمناهج الدراسية، وكل ما يمثل عبئاً على كاهل الطالب، وقد تم بالفعل مراعاة ذلك عند تطوير مناهج التعليم الأساسي، ويتم أيضا مراعاته عند تطوير مناهج التعليم الابتدائي / الإعدادي. واشتملت المناهج الدراسية في التعليم الأساسي /الحلقة الأولى/ على مجموعة فاعلة من الأنشطة التربوية المباشرة وغير المباشرة والمرتبطة ببيئة التلميذ ومجتمعه والتي يمارسها لتلبية احتياجاته المادية والمعنوية من خبرات ومعارف ومهارات واتجاهات وقيم وهي تعتبر جزءً لا يتجزأ من المنهاج المدرسي وعامل مكمل لتحقيق أهداف المنهاج وتحقيق مبدأ التعلم الذاتي كما أن الأنشطة الصفية تعتبر جزءً من عمليات التدريس حيث أن بعض المقررات الدراسية تعتمد اعتماداً كلياً على هذا النشاط.
والنشاط اللاصفي جزء من أساليب التدريس حيث يكلف الطالب بإنجاز بعض الأنشطة بالمنزل كإنجاز بعض المهام وجمع بعض العينات من البيئة المحيطة لربط المنهاج بالبيئة والحياة وتحفظ كل تلك الأنشطة في ملف الطالب وتصبح جزءً من عمليات تقويم أداءه وإنجازه وتعتبر الحقيبة التعليمية ومكوناتها أيضاً جزءً من تقويم أداء الطالب وتحصيله.
ومن أجل التوصل إلى النتائج التربوية المتوخاة من كل هذه التجديدات المتمثلة في تطبيق نظام التعليم الأساسي، فإن الوزارة قد اهتمت بالإدارة المدرسية والتوجيه الفني وذلك سعياً وراء تطوير الموارد البشرية بما يكفل النجاح للخطط والبرامج. فكان ترفيع مستوى المعلمين العاملين في الميدان من أهم الأعمال التي خطط لها، فأنشأت دائرة تنمية الموارد البشرية، ومراكز مناظرة لها في المناطق تعمل جميعاً على تحديد الاحتياجات التدريبية للعاملين فتخطط وتنفذ لهم الدورات اللازمة والمشاغل التربوية التي من شأنها أن تعينهم على التعامل مع متطلبات التعليم بالصورة المطلوبة.
وفي هذا المجال فقد قامت الوزارة بتطوير نظام الإشراف التربوي، ليشمل لأول مرة تعيين معلمين أوائل من قدامى المعلمين المتميزين من ذوي الخبرات الطويلة بالمدارس، ليشرفوا على كيفية تنفيذ زملائهم للمناهج الدراسية. ويشرف على هؤلاء المعلمين الأوائل موجهو مجال/ مادة يتعاملون بدورهم مع الموجهين الأوائل ويتصل الموجهون الأوائل بالموجهين العامين، الذين هم خبراء في تطوير المناهج بالمديرية العامة للمناهج. هذه السلسلة من الحلقات المتراكزة قصد منها أن يكون الأداء الميداني متمشياً تماماً مع التخطيط والنواحي النظرية. هذا وتقوم الوزارة / من خلال لجنة مختصة / بمتابعة سير العمل في مدارس التعليم الأساسي، وذلك من أجل التوصل إلى تغذية راجعة تساعد في تطوير أساليب التنفيذ.
وبالنسبة لتطوير الأنشطة التربوية وذلك بإعادة النظر في الخطط التربوية وأهدافها وأساليبها بحيث تتمشى مع إطالة اليوم الدراسي، وتبرز مواهب الطلبة والطالبات وإبداعاتهم، وتركز على إثراء المواد الدراسية، وخدمة البيئة والمجتمع، ورفع قيم التذوق الجمالي والإحساس بالبيئة الطبيعية المحلية وحمايتها.
أما فيما يختص بالنشاطات الاضافية التى يمكن ادخالها لدعم مواد المنهج .. فقد قامت الوزارة بغربلة مناهجها بحيث تتضمن مجموعة من النشاطات الاضافية والاثرائية والمشاريع للمنهاج من واقع المتعلم وعكست تطبيقات حياتيه له وتعد مادة المهارات الحياتية البيئية نموذج رائع على ذلك. كما أن المناهج الدراسية المختلفة تقوم على تنفيذ الانشطة من قبل المتعلم حيث تنفذ هذه الانشطة داخل المدرسة أو خارجها وتتضمن هذه الانشطة زيارات ميدانية وتنفذ مشاريع بيئية وجمع عينات والتقاط صور وعمل مسوحات والمشاركة فى أنشطة المجتمع المحلى والمسابقات المختلفة.
ويشكل التقويم التكوينى المستمر حجر الاساس لعملية التقويم فى مرحلة التعليم الاساسى وذلك من خلال استخدام مجموعة متنوعة من أدوات التقويم كاستخدام بطاقة الملاحظة اليومية وبطاقة الانطباعات الذاتية للتلميذ. وفى نهاية العام الدراسى يستخدم المعلم فى هذه الادوات الحروف بدلا من الدرجات لتوضيح مستوى أداء التلميذ فى الحلقة الاولى من التعليم الاساسى. ومن أبرز أساسيات التقويم فى نظام التعليم الاساسى هو اعتبار أن جميع المتعلمين قادرين على التعلم المدرسى اذا توفرت لهم الشروط والامكانات وأتاحة الوقت الكافى لعمليات التعلم بزيادة الوقت الفعلى وتوجيه المتغيرات والعوامل القابلة للتعديل لصالح المتعلمين كى تأخذ بيد المتعلم المتدنى التحصيلى فى انجاز حصيلة المتعلم المتقدم والجيد ومتابعة المتعلمين باستمرار باستخدام الاليات المناسبة التى تضمن توفير المراجعة من أجل تبصير المتعلم بما تعلمه وبما لا يزال بحاجة الى تعلمه مع تحديد الاجراءات التربوية الصحيحة والمناسبة لمساعدته على تقويم مساره ومعاملة المتعلم معاملة تكوينية وعدم الحكم عليه أثناء تعلمه ومساعدته على التحسن وبلوغ الارتقاء والتفوق.
&ولا شك أن لولى الامر دور مهم وحيوى فى العملية التعليمية ومن أجل ذلك فان ولى الامر يسهم بفاعلية فى العملية التربوية فى مدارس التعليم الاساسى وذلك لوجود مقومات لهذه المساهمة تتمثل فى وجود أهداف خاصة فى كتاب التلميذ عند بداية كل وحدة تمكن ولى الامر من اكتشاف مواطن القوة والضعف عند التلميذ وبالتالى مساعدته فى حالة حاجته الى مساعدة من منطلق دوافع الاهداف المثبتة عند بداية الوحدات الدراسية.
وتنوع الانشطة التربوية التى يوديها التلاميذ فبعضها مباشر وبعضها غير مباشر وبعضها صفى وبعضها واجب منزلى فمن خلالها يستطيع ولى الامر أن يتابع مستوى هذه الانشطة ومناسبتها لنمو خبرات ومهارات وقيم واتجاهات التلميذ فى ضوء الاهداف الخاصة لكل وحدة. ويستطيع ولى الامر أن يساهم فى تقويم مستوى التلميذ ومقارنة ذلك بتقويم المعلم من خلال مستوى أداء التلميذ للانشطة المباشرة فى الكتاب المدرسى أو الانشطة غير المباشرة التى يقوم بها التلميذ من خلال البحث والاطلاع الذاتى.
وتعنى مجالس الاباء والامهات بمتابعة شئون التلاميذ داخل وخارج المدرسة وتمثل هذه المجالس تجسيدا حيا للعلاقات القوية فى البيت والمدرسة. وتسعى وزارة التربية والتعليم من خلال نظام التعليم الاساسى الى تنمية دافعية الطلبة نحو التعلم الذاتى والذى يقصد به الايجابية فى التفكير وفى القول والعمل ويتم ذلك عن طريق تعويد التلاميذ الاعتماد على النفس بقدر المستطاع خلال سنوات هذا التعلم.
ولاشك أن المعلم هو أحد ركائز عملية التعلم ولذلك عملت الوزارة على صقله وتأهيله ليقوم بالدور المطلوب منه على أكمل وجه ، كما عملت على تغيير الدور الذي يقوم به في عملية التعليم والتعلم ففي مفهوم التعليم الأساسي المعلم ليس ناقلاً للمعرفة وملقناً للمعلومات بل هو وجه للطالب ومدرب له كي يتعلم ويستخدم تقنيات التواصل والاتصال ويدرب الطالب على استخدامها و ينمي مهارات المتعلم على البحث والاطلاع ويشجع الطلاب على ارتياد غرف مصادر التعلم وغرف الأنشطة الصفية والتنويع في أساليب التدريس مثل التمثيل والقصة حل المشكلات.
وللمبنى المدرسي في نظام التعليم الأساسي مواصفات وتجهيزات تتناسب مع متطلبات التعليم الأساسي ومفهومه الموضح أعلاه. ومن المرافق الضرورية التابعة للمبنى المدرسي لتلبية تلك الاحتياجات والمتطلبات مركز مصادر التعلم: يحتوي على أجهزة الحاسوب وغيرها من التقنيات السمعية والبصرية التي تشبع حاجات المعلمين وتعزز جهودهم وتشجعهم على التعلم الذاتي وغرف الأنشطة التربوية حيث يمارس الطلاب هواياتهم ومهاراتهم اليدوية والعلمية والثقافية ومختبرات الحاسوب في مدارس الحلقة الثانية لتمكين الطلاب من البحث عن المعلومات من مصادرها الأصلية وممارسة ذلك بأنفسهم ومختبرات العلوم بمواصفات جديدة تتماشى مع الأسلوب المعتمد لتدريس العلوم وإجراء التجارب المخبرية.
المرحلة الثانية: تطوير جوانب التعليم الابتدائي(الاعدادي)
وبالنسبة لنظام التعليم ما بعد الاساسي /المرحلة الثانية / فان هذه المرحلة يمثلها الصفين /12و11/ ي السلم التعليمي الجديد بالنسبة للمراحل التعليمية التي تسبق مرحلة التعليم الجامعي أو العالي، وإضافة لما تبذل من جهود لتطوير نظام التعليم الأساسي، فإن هناك جهوداً أخرى تبذل لتطوير مناهج المواد الدراسية ومناهجها لكي تتماشى مع التطوير التربوي والتعليمي، الذي عقد العزم على تطبيقه وفقاً لخطط زمنية محددة ومبرمجة وضعتها الوزارة لذلك، بحيث تسير وفقاً للخطة العامة للسلطنة. فالمواد الأدبية ينبغي أن تكون أكثر ارتباطاً بالحاجات البيئية والعملية، وتؤدي إلى التركيز على الإحساس بالطبيعة والتذوق الجمالي.
وفي سعيها لتحقيق تطوير شامل للتعليم، واستكمالاً لصورة ما قد أنجز من تطوير في مرحلة التعليم الأساسي رأت الوزارة القيام بدراسة أسلوب ومحتوى التطوير المزمع إجراوءه بالمرحلة التي تلي مرحلة التعليم الأساسي بالصفين /12و11/ ومن أجل ذلك عقدت العديد من الندوات كالندوة الوطنية التي عقدت في أبريل من العام الماضي، هذا بالإضافة إلى الموءتمر الدولي الذي عقد خلال الفترة من 22 الى 24 ديسمبر 2002م بالتعاون مع منظمة اليونسكو حول تطوير التعليم الثانوي بعنوان /التعليم الثانوي من أجل مستقبل أفضل / التوجهات والتحديات، والأولويات/.
وقد خطط لهذا المؤتمر من حيث أهمية موضوعاته وتوقيته ليكون له أثر إيجابي على مستقبل التعليم الثانوي في زمن العولمة الذي يتطلب خريجين يتميزون بقدرتهم العالية على الأداء والإنتاجية التي تساهم في التنمية المجتمعية.& وقد جاء عقد هذا الموءتمر استكمالاً للنتائج التي خرجت بها الندوة الوطنية التي أقيمت في أبريل 2002م حول مستقبل التعليم الثانوي في سلطنة عمان وأيضاً لمتابعة ما قامت به منظمة اليونسكو في اجتماع الخبراء الدولي حول التعليم الثانوي في القرن الحادي والعشرين. التوجهات والتحديات والأولويات ، والذي عقد في بكين في الفترة من 21 إلى 25 مايو عام 2001م.
كما أن المؤتمر الدولي عمل على دراسة التوجه الوطني حول مستقبل التعليم بالصفين 11و12 في ضوء التطور الحادث في مجال التعليم الثانوي في السلطنة متسقة مع السياق العالمي وبمشاركة كافة المعنيين بالتعليم الثانوي.
ولم تقتصر عملية التطوير التي تشهدها العملية التعليمية على مناهج التعليم الأساسي فقط ولكن هناك تطوير يتم بالتوازي في مناهج التعليم الابتدائي / الإعدادي حيث تتم مراجعة محتوى المواد الدراسية الحالية بالتعليم الابتدائي / الإعدادي في ضوء الأسس التالية تحديث المعلومات والبيانات ودقة المحتوى العلمي ومراعاة المادة للفروق الفردية وسلامة لغة الكتاب وملاءمة الصور والأشكال ومراعاة تنمية التفكير العلمي والتفكير الناقد لدى الطلاب ومراعاة التكامل والترابط فيما بين المواد الدراسية وتحديث أساليب القياس والتقويم الواردة في الكتاب وتزويد الكتب بوسائل تعليمية كافية ومتطورة وتمحور عملية التعلم حول الطالب والاعتماد على البحث والأنشطة المصاحبة للمنهاج.
وتقوم الدوائر المختصة بالمديرية العامة للمناهج بتطوير مناهج التعليم الابتدائي / الإعدادي وفق الخطط الموضوعة لذلك وفي ضوء الأسس السابقة. كما تم استحداث مواد دراسية بالتعليم الابتدائي الإعدادي الثانوي تمثلت في مادة العلوم الاقتصادية والإدارية التي تدرس بالصفين الثاني والثالث الثانويين القسم الأدبي في التعليم الثانوي الحالي ويهدف تدريس مادة /العلوم الاقتصادية والإدارية/ إلى إعداد الطلاب وتمكينهم من فهم أساسيات الاقتصاد والأعمال ، من أجل تزويدهم بالمهارات الأساسية والمعلومات ، حول قطاع الأعمال ، وإعدادهم لمواصلة الدراسات في هذا المجال.
&كما حرصت الوزارة على إيجاد نوع من التوازن بين ما يدرسه التلميذ بمدارس التعليم الأساسي وبين ما يدرسه التلميذ بمدارس التعليم الابتدائي / الإعدادي ومن أجل ذلك تقوم الوزارة بتطوير مناهج التعليم العام لكي تتماشى مع التطوير التربوي والتعليمي ، الذي عقد العزم على تطبيقه. وفي الختام يمكننا القول أن نظام التعليم الأساسي قد حقق حتى الآن العديد من الأهداف التربوية ، وخلال الأعوام الماضية ظهرت العديد من الإيجابيات التي يمكن إجمالها في تغير المناهج الدراسية حيث تم تصميمها على مبدأ التمحور حول المتعلم وفق حاجاته وميوله وتطوير طرق التدريس وتطبيق استراتيجيات متنوعة وفق حاجات المتعلمين وطبيعة الموقف التعليمي والفروق الفردية بينهم وتحقيق مفهوم التعلم الذاتي لدى المتعلم والاعتماد على مبدأ التقويم التكويني الذي يقوم على التقويم المستمر لاتجاهاته قدراته المعرفية والمهارية وتقسيم المواد الدراسية إلى أربعة مجالات .. المجال الأول التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية والمجال الثاني العلوم والرياضيات والمجال الثالث اللغة الإنجليزية والمجال الرابع المهارات الحياتية البيئية والتربية الرياضية والتربية الفنية والتربية الموسيقية والمشاركة والتفاعل الصفي بين المعلم والمتعلم والتفكير وحل المشكلات و قلة إعداد الطلاب في الفصول /فقط 30 طالب/.
ولا شك أن ما تحقق من خدمات تعليمية في ربوع السلطنة من انتشار وتجويد التعليم والعمل على تطويره بما يتلاءم واحتياجات المجتمع وسوق العمل كان أحد أهم أولويات السلطان منذ بداية عصر النهضة المباركة ومازال على رأس هذه الأولويات ، ولقد عملت الوزارة من خلال إدخال نظام التعليم الأساسي على إيجاد تعليم حديث لا يفقد أصالته ولكنه يأخذ بمتطلبات عصر التقانة والمعلومات.








التعليقات