القاهرة: انتقدت دراسة عربية حديثة أعدها الدكتور سعيد عبد الخالق رئيس الإدارة المركزية للبحوث الاقتصادية بوزارة التجارة الخارجية المصرية الوضع الذي وصلت إليه الدول العربية في مجال التجارة الالكترونية بسبب ضعف الموارد البشرية والمادية وغياب الخبرات التكنولوجية اللازمة نتيجة لانتشار الأمية بنسب عالية في معظم الدول العربية سواء بشكلها التقليدي أو بالنسبة للامية المعلوماتية من خلال الجهل بأساليب ووسائل التعامل بأجهزة الحاسب الآلي .
وأضافت الدراسة التي تحمل عنوان " التجارة الالكترونية في الوطن العربي وتامين المعلومات " انه من بين المعوقات الأخرى ضعف كفاءة قطاع الاتصالات في هذه الدول الأمر الذي يؤثر على قدرة وأداء القطاعات الاقتصادية الأخرى علاوة على ضعف الإنفاق العام على البنية المعلوماتية وانصراف الجهود الحكومية نحو توفير الاحتياجات الأساسية من كهرباء ومياة وصحة وتعليم خاصة في المجتمعات الفقيرة .
وأكدت الدراسة أن ضعف الإلمام باللغة الإنجليزية في اغلب الدول النامية يعوق الاستفادة من كافة مواقع شبكات الاتصالات الدولية نظرا لان 80% من هذه المواقع تستخدم اللغة الإنجليزية كما أن ارتفاع تكلفة الانترنت تعد أهم المعوقات في الوقت الذي ينخفض فيه متوسط الدخل السنوي للفرد في العديد من الدول النامية مع غياب الإطار التشريعي الذي ينظم المعاملات الالكترونية في ظل الانفتاح على الأسواق والحفاظ على الحقوق الملكية الفكرية .&
وقدرت الدراسة أن يصل حجم التجارة الالكترونية عالميا يصل إلى 7 تريليون دولار عام 2004 مقابل 2.3 تريليون دولار عام 1999 وأشارت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من المقومات الأساسية لتنشيط التجارة الالكترونية العربية منها تبني نظم وشبكات متطورة في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية مع كفاءة أداء النظام المالي والمصرفي وقدرته على دعم عمليات التجارة الالكترونية والتوسع في نظم الدفع الالكتروني لتيسير لإبرام معاملات مالية مأمونة على الشبكة كما أن توفير الإطار التشريعي والقانوني للتجارة الالكترونية ضروري لدعم البنية الملائمة للتجارة الالكترونية العربية ابتداء من إنشاء المواقع على شبكات الاتصالات الالكترونية وتسجيل عناوينها ، ونظم التعاقد الالكتروني واثباتة ، وإجراءات تأمينها حتى نظم سداد المدفوعات وضمانات تنفيذ التعاقدات وحماية المستهلك في المعاملات الالكترونية وحقوق الملكية الفكرية وع ضرورة توافر الخبرات البشرية ذات الكفاءة والخبرات البشرية ذات الكفاءة والخبرة المناسبة كوسيلة أساسية لخلق بيئة مواتية للتجارة الالكترونية وتنمية راس المال البشري .
وأوضحت الدراسة أن انتشار الانترنت أصبح مرتبطا بانتشار المعاملات الالكترونية حيث يمكن النظر إلى نسبة مستخدمي الانترنت إلى عدد السكان في كل دولة حيث يتبين أن دولة الإمارات تأتي في المقدمة بنسبه 10.2 % تليها لبنان 8% ثم الكويت 5.5 % ثم الأردن 2% في حين تأتي مصر والسعودية في نهاية القائمة بنسبة 0.8 % من مجموع السكان ورغم انتشار خطوط الهاتف بصورة مناسبة نوعا ما في دول المجموعة العربية 65 خط لكل ألف من السكان إلا أن مدى صلاحيتها للتراسل العالمي وربطها بشبكة المعلومات لا يزال دون المستوى المطلوب فضلا عن عدم تغطيه كافة أرجاء المنطقة هاتفيا علاوة على تدني مستوى الخدمة الهاتفية في بعض الدول العربية نتيجة زيادة التحميل وقدم الشبكات وضعف الصيانة .&