انقرة- حذر وزير الخارجية التركي عبد الله غول المعارضة في "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد، من انها لا تستطيع تجاهل تركيا والعمل بمفردها على انهاء تقسيم الجزيرة المستمر منذ 29 عاما، على ما افادت صحيفة تركية اليوم الاثنين.
&وجاءت تصريحات غول في اعقاب اعلان نتائج الانتخابات العامة المهمة في شمال قبرص والتي انتهت بتساوي الاصوات بين المعارضة، التي تفضل توحيد الجزيرة بحلول موعد انضمامها الى الاتحاد الاوروبي العام القادم، والتحالف القومي الحاكم.&&وفاز كل من المعسكرين ب 25 مقعدا في البرلمان البالغة عدد مقاعده 50 مقعدا مما يجعل من المستحيل على جانب واحد تشكيل حكومة لوحده.
&الا ان الانتخابات اظهرت فوزا كبيرا للحزب الجمهوري التركي حزب المعارضة الرئيسي بزعامة محمد علي طلعت، حيث حصل على 18،35% من الاصوات وعلى 19 مقعدا.&واعلن الحزب انه ينوي اقالة زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة من منصبه كرئيس لمحادثات السلام مع الجانب القبرصي اليوناني في جنوب الجزيرة المتوسطية. كما وعد الحزب باحياء عملية السلام والعمل على توحيد الجزيرة قبيل انضمام الجمهورية القبرصية الى الاتحاد الاوروبي في ايار/مايو 2004.
&الا ان غول حذر في مقابلة تلفزيونية الاحد ان من يفوز في الانتخابات في شمال قبرص لا يمكن ان يتخذ اي قرار لوحده دون التشاور مع تركيا.&&ونقلت صحيفة "مليات" الواسعة الانتشار عن غول قوله ان اية جهة "تفوز في الانتخابات لا يمكنها العمل بشكل مستقل عن تركيا".
&واضاف "حتى لو اصبح طلعت رئيس المفاوضين في "جمهورية شمال قبرص التركية" فانه بالتأكيد لن يتخذ اية قرارات بمفرده وستكون تركيا مشاركة في العملية".&واكد غول ان "تركيا دولة ضامنة للجزيرة. ولا يمكن لشمال قبرص اتخاذ قرارات بمفردها".&&وتحتفظ تركيا بنحو 30 الف جندي في شمال قبرص منذ عام 1974 عندما احتلت الثلث الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب نفذه القبارصة اليونان بهدف توحيد الجزيرة مع اليونان.
من جهته قال رؤوف دنكطاش رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة اليوم الاثنين ان انتخابات جديدة ستجرى بعد شهرين في شمال قبرص في حال لم يتفق النواب على تشكيل حكومة، وذلك غداة انتخابات تشريعية توزعت فيها المقاعد بالتساوي بين المعارضة والغالبية المنتهية ولايتها.
&وقال الزعيم القبرصي التركي خلال مؤتمر صحافي "لن يتمكن احد من تشكيل حكومة ما لم يحصل احد الاحزاب على دعم نائب او نائبين اضافيين او ما لم يحصل اتفاق بين الحزبين الرئيسيين".&واوضح دنكطاش "لكن سنمنحهم على اي حال فرصة للمحاولة (..) في حال لم يتوصلوا الى تشكيل حكومة بعد شهرين فيجب اجراء انتخابات جديدة".
&وحصل حزبا المعارضة الرئيسيان "الحزب الجمهوري التركي" و"الحركة من اجل السلام والديموقراطية، اللذان يريدان معاودة المفاوضات مع القبارصة اليونانيين لاعادة توحيد الجزيرة على اساس خطة تقدم بها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، على 25 مقعدا.&في المقابل حصل الحزبان الحاكمان اي حزب الوحدة الوطنية والحزب الديموقراطي اللذان يعارضان خطة انان، على 25 مقعدا ايضا وفق النتائج الرسمية.
&ولم يحصل اي حزب اخر على نسبة 5% الضرورية لدخول البرلمان.&لكن الحزب الجمهوري التركي قد يتمكن من تشكيل الحكومة لانه يتقدم بمقعد اضافي على حزب الوحدة الوطنية. وشدد دنكطاش على انه "يعود الى الاحزاب تشكيل التحالفات وليس لي انا شخصيا". وكان دنكطاش دعم بقوة خلال الحملة الانتخابية الحزبين الحاكمين.