&
اللواء عاموس غلعاد يعتبر القبض على صدام حسين رسالة إيجابية إلى كل أنصار الدموقراطية، ويقول: "للتحقيق أسلوبه الفني ومن المهم أن يتم الآن، كشف كل الفظائع وحل جميع الألغاز". غلعاد يعارض الانسحابات من جانب واحد، ويرى الجانب السلبي لطرد عرفات أيضًا..

ديانا بحور- نير:في مطلع العام الجاري، قال اللواء عاموس غلعاد، رئيس الطاقم السياسي - الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه "سيتم قريباً اختفاء شخصيتين عن الخارطة الشرق أوسطية: صدام حسين وياسر عرفات". وقد تحققت إحدى هاتين الأمنيتين، مع القبض على الدكتاتور العراقي، بأيدي القوات الأميركية.
في هذا اللقاء الخاص بموقع "ArabYnet"، يقول اللواء غلعاد إن "اعتقال صدام حسين يبث رسالة هامة إلى الكتاتورين، السوري والفلسطيني". ويأمل أن يتم الآن، حل لغز السلاح الغير تقليدي، وأن تتسع الخطوة الأميركية لترميم العراق.
ويتضح من اللقاء، أيضاً، أن اللواء غلعاد لا يدعم إخلاء المستوطنات من جانب واحد، كما أنه تراجع عن مطلب طرد رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، ويقدر بأن عرفات سلك طريق الشر، مثل صدام حسين، وسيقوده ذلك إلى الضياع.
هل كان القبض على صدام حسين مفاجئاً لك ولجهاز المخابرات الإسرائيلي؟
"هذا إنجاز عملياتي واستخباراتي ضخم. كون صدام حسين ما زال على قيد الحياة لم يكن حدثاً مفاجئاً، فلقد تحدث علانية وبث رسائل، وتم التعرف على صوته بشكل واضح. لم يشكك أحد بكونه على قيد الحياة، وإلا لما كان الأميركيون قد استثمروا مثل هذا الوقت والجهد الكبيرين للقبض عليه".
كيف سيؤثر ذلك على المنطقة؟
"هذه رسالة مهمة جداً للقادة المستبدين من أمثاله، الذين كانت حياتهم كلها قائمة على العنف، وهي رسالة إيجابية إلى كل أنصار الديموقراطية. لقد جسد صدام حسين، بشكل دائم، الجانب العربي الذي اتخذ من مسألة القضاء على إسرائيل بواسطة إرهاب الانتحاريين، هدفاً له".
"القبض على صدام حسين سيقضي على الرعب الذي فرضه على الكثير من العراقيين، الذين اعتقدوا إنه ما زال قائماً رغم الانتصار الأميركي اللامع. وسيتم الآن تقديمه إلى القضاء بتهمة إرتكاب جرائم حرب، وسيتم كشف كل الفظائع، وتطبيق القانون بحقه.. إن اعتقاله ينطوي، أيضاً، على رسالة لدكتاتوريين آخرين، أمثال السوري وكذلك الفلسطيني، القريب منا".
ما الذي سيحدث في العراق الآن؟
"سيحاول الأميركيون تحقيق هدفين: الأول، القضاء على الإرهاب، والثاني، محاولة إقامة عراق جديد. السُنة يتخوفون الآن من انتقام الشيعة والأكراد، لكن إذا تمكنت أميركا من إقناعهم بأنها تسعى إلى ترميم العراق، فقد يقود ذلك إلى تحقيق الهدوء، ويصبح العراق مسالماً، لا يشكل خطراً على جيرانه.
هل تؤمن بأن التحقيق مع صدام حسين سيؤدي إلى اكتشاف معلومات جديدة حول السلاح الغير تقليدي، علماً أنه لم يتم العثور على شيء، حتى الآن؟
"لم تتوفر أدلة حتى الآن. لقد اتفقت كل أجهزة المخابرات على رسم صورة واحدة تقول إن العراق امتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية. بعد أن تم حل لغز اختفاء صدام حسين وولديه، آمل أن يتم الآن حل اللغز الثاني".
كيف يتم التحقيق معه؟
"إنهم يقومون بتحليل وبناء مركبات شخصيته، وبناء عليه يتم تخطيط التحقيق الذي ينطوي على أهمية بالغة. من المهم أن يكشف كل ما يعرفه كي يتم حل كل الألغاز التي رافقته في الفترة الأخيرة. يجب أن نتذكر بأنه استخدم السلاح الكيماوي ضد الأكراد، إنه شخص ظالم، نكل بالكثيرين. يجب قلب تاريخ هذا النظام من الألف حتى الياء، كي يشكل ذلك عبرة تمنع عودة مثل هذا النظام إلى الأبد، هذا ما يجب السعي إليه، على الأقل".
أي الألغاز ما زالت بدون حل؟
"أولاً، يجب معرفة من قدم له المساعدة طوال كل السنوات الماضية. ونعرف أنه تمتع بمساعدات ضخمة. يجب كشف لغز الصفقات السرية، والسلاح الكيماوي الذي كاد يمتلكه عشية حرب الخليج الأولى، وما الذي فعله بهذا الشأن، قبل سنوات قليلة، وأي علاقات تربطه بالسوريين. التحقيق هو فن بحد ذاته، ولذلك يجب أن نتوقع ونأمل أن يثمر، وأن يتم بعد ذلك تقديم صدام إلى المحاكمة كمجرم حرب، وأن يدفع ثمن كل جرائمه".
ما قولك في رفض الفلسطينيين إعلان موقف من اعتقاله؟
"حسنـًا، هذا واضح جداً، لقد كان عرفات على اتصال دائم بصدام حسين، بواسط ممثل خاص في بغداد. كما كان صدام يدفع 25 ألف دولار لكل واحدة من عائلات الانتحاريين. من الواضح أنهم لن يثنوا على اعتقاله أو يشجبوا ذلك، فالأمر مربك".
كيف سيؤثر اعتقاله على الصراع في المنطقة؟
"أعتقد أنه قائد من فصيلة عرفات. إنه من القادة الذين لا يغيرون طريقة حكمهم الرهيبة طالما لم ينهوا مهامهم. وطالما كان عرفات هو المقرر، فإن الحرب ضد الإرهاب لن تتم، وسيتواصل الفساد والعفونة والعنف في السلطة. في نهاية الأمر نجد أن عرفات، أيضاً، يسير على طريق الشر التي ستؤول به إلى الضياع، عاجلاً أم آجلاً.
"عرفات يسعى إلى الإرهاب والسلام القائم على حق العودة، ولن يغير مواقفه حتى في ظل المبادرات السياسية المطروحة، اليوم. إنه يشل حكومة أبو علاء، حماس تشعر بتزايد قوتها، و"فتح" تحاول تنفيذ عمليات قاسية. ومن الواضح أنه طالما تواجد عرفات في السلطة، فإن الحرب ضد الإرهاب لن تنجح".
لماذا تواجه إسرائيل آذان موصودة في مساعيها لإقناع المجتمع الدولي بالحاجة إلى طرد عرفات؟
"لأنه من الضروري أن ينهي مهامه، لكن يجب اختيار الأسلوب الملائم لتحقيق ذلك. فطرده بالذات، يمكنه أن يمنحه القوة ويمنع نمو قيادة بديلة، وبالتالي يضر بنا".
لو فرضنا أنه لن يتحقق أي شيء طالما تواجد عرفات في السلطة، هل تؤيد القيام بخطوات أحادية الجانب؟
"أنا أؤيد خطوات تثبت جدارتها في منع المسلحين من التسلل إلى البلاد، كإقامة الجدار الفاصل. فمن شأن هذا الجدار، أيضاً، أن يقلص من الحاجة إلى فرض الإغلاق على المدن الفلسطينية. أما الخطوات الغير أمنية والتي يمكنها أن تواجه المعارضة الدولية أو الأميركية، فيجب التفكير بها ملياً".
هل ستدعم إخلاء "نتساريم" لأسباب أمنية، مثلاً في سبيل توفير خط دفاعي يسهل عمل الجيش الإسرائيلي؟
"ما يقلقني هو أن ذلك يمكنه أن يشكل سابقة بالنسبة لحماس، التي ستعتقد أنها نجحت بطردنا من بعض الأماكن بقوة الذراع. من المفضل أن تتم كل خطوة من خلال التنسيق والاتفاق السياسي. لنفرض أننا سنخلي "نتساريم"، إنهم سيعتبرون ذلك بمثابة إنجاز لعملياتهم الإرهابية، وسيطالبون بأمور أخرى".
هل ترسم صورة متشائمة بالنسبة لمصير حكومة أبو علاء؟
"إذا لم يتخذ القرارات التي يتحتم على القائد اتخاذها، فسيواصل أداء مهامه لكنه لن ينجح. لن يتمكن من مطالبتنا بأي شيء طالما لم يقم بتنفيذ الواجبات الأساسية الملقاة على عاتقه. إذا لم تتحمل حكومته المسؤولية فلن ينجح أي شيء".

موقع اربينت(يديعوت احرونوت)