&
&
حيان نيوف من دمشق: أرواد.. الجزيرة السورية المقابلة لسواحل مدينة طرطوس السورية على المتوسط. حكايتها مشبعة بالتاريخ والقصص التي يحاول كل جيل في هذه الجزيرة أن ينقلها إلى الجيل الذي يأتي بعده. إنها شمعة أنارت البحر من خلال زنازين قادة الحركة الوطنية السورية واللبنانية الذين سجنوا في قلعتها زمن الاحتلال الفرنسي. رائحة الصيد والصيادين تفوح من شوارعها وقواربها وحكايات الصيادين. إن المسافة الفاصلة بين طرطوس وجزيرة أرواد هي مسافة الحلم والشرود الطويل وخاصة لحظة غياب الشمس مع إيقاع الموج المتراقص احتفالا بقدوم برودة الليل.
يأتي اسم أرواد من "اروادوس" ثم "فاد ارفاد" وتحول الى أرواد والاسم يعني بالفينيقية الملجأ¬ أو الملاذ ¬و المأوى¬ وهناك خمس جزر تحمل الاسم نفسه منها موجودة مقابل الكرمل في فلسطين¬، جزيرة كريت¬، في بحر ارتيريا¬، الخليج العربي¬، و المغرب العربي.
أرواد، هذه الجزيرة الصغيرة، كانت جزءاً من فينيقيا، كما اشترك أسطولها مع الفرس في معركة" سلامين" ضد اليونان وقد فتحها العرب عام 640م ثم احتلها فرسان الهيكل وبنوا فيها الأسوار والحصون. في عام 1302م حررها قلاوون، وإبان الاحتلال الفرنسي تحولت القلعة في أرواد الى سجن للثوار ورجال الحركة التحررية الوطنية في سورية ولبنان.
تبعد أرواد عن طرطوس حوالي 5 كم وهي بطول 750 م وعرض 450 م. مباني هذه الجزيرة قريبة من بعضها، وشوارعها ضيقة مخصصة للمشاة فقط. أما المهن الرئيسية لأهالي أرواد فهي: صيد الأسماك والإسفنج، صناعة السفن والشباك، والصناعات السياحية الصغيرة ويعتمدون على البحر فهناك صناعة السفن الصغيرة والشراعية التي يقتنيها السياح للذكرى وصناعة الصناديق المرصعة بالصدف والتي تتميز بدقة متناهية تنم عن ذوق فني عالي المستوى.
للجزيرة عدة أبواب تستخدم لرسو السفن و الزوارق. وفيها قلعة هي قلعة أرواد المركزية التي تتألف من قسمين القسم الواقع على الشاطئ الشرقي ويشرف على الميناء، ويتألف من باحة مكشوفة تحيط بها مجموعة غرف محصنة ويتميز هذا القسم بأبراجه الأربعة.
وبالنسبة لمرفأ أرواد فيتألف من مكسرين، الشمالي بطول 475م والجنوبي بطول 115م والى جانبهما يوجد رصيفان للركاب والبضائع بطول 80م للأول و50م للثاني يقابله مرفأ آخر على ساحل طرطوس لتسهيل الانتقال المتبادل بين الجزيرة والساحل.
وأما الجزر البحرية الوحيدة في سورية فهي: أرواد، العباس، ابو علي، المخروط، الوسطى، وجزيرة النمل، والجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان بين هذه الجزر هي جزيرة أرواد، التي تبعد عن طرطوس خمسة كيلومترات، وعن الشاطئ ثلاثة كيلومترات. والكثير من السوريين لم يسمعوا سوى بجزيرة أرواد وذلك لعدة أسباب أبرزها أنها الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان ولما تحويه من آثار تاريخية هامة.
ولعل أبرز المشاكل التي يعاني منها أهل الجزيرة، ¬كما يقول رئيس البلدة¬ دائما، "هي اعتبار الجزيرة بكاملها أثرية لا يمكن البناء ولا الترميم فيها، ولجنة السلامة العامة في محافظة طرطوس أقرت ضرورة إخلاء العديد من المنازل. وهناك 100 منزل آيل للسقوط ". ‏ وكان رئيس البلدة كان تحدث مسبقا إلى وفد صحفي سوري زار الجزيرة وقال بأن " الجزيرة ليست جزيرة طبيعية بل اصطناعية بنيت في البحر عن سابق عزم وتصميم لزيادة مساحة اليابسة الصالحة للسكن والبناء وذلك على حساب البحر عن طريق البناء البحري كما تبنى أحدث المكاسر والموانئ ". أما عدد سكان جزيرة أرواد فهو بحدود عشرة آلاف نسمة.
وقد قال أحد سكان جزيرة أرواد السورية في حديثه إلى " إيلاف " بأن " هناك مشكلة يجب أن تحلها كل من وزارتي النقل والثقافة وهي تعليمات مديرية الموانئ التي خنقت سكان الجزيرة والآن لا يستطيع الصياد أو صاحب زورق النزهة التحرك خارج الميناء ولو لعدة ساعات إلا بإذن إبحار وعند العودة عليه مراجعة الموانئ ايضا ".