"ايلاف"& اسلام اباد: عقد قران الطفلة ذات العامين واختها البالغة من العمر سبعة اعوام على كل من رجل عمره خمس واربعون عاما وعلى ابنه ذي السبعة اعوام وذلك طبقا للقرار الذي اتخذه المحلفون البدائيون التابعون لنظام محكمة بدائية يطلق عليها في قرى وارياف باكستان اسم ( البونشايات ).
وقد صدر هذا الحكم في قرية مظفرجره القريبة من مدينة ملتان الباكستانية للتعويض عن العلاقة المعيبة التي اقامها ابن عمهن مع قريبة الرجل. ونصت حيثات حكم البونشايات على ان يتم تزويج "سارة بيبي" ذات العامين "بامان الله نوشراني" واختها"نادية كوثر" ( الاسماء مركبة دائما في باكستان ) "بسرفراز" ابن "امان الله" .و المحلفون في هذه القضية هم ( يتغير المحلفون حسب العائلات المتنازعة ) فيض محمد الياس وعبد الستار نوشراني وبير بخش . ويطلق على طريقة الحكم هذه اسم "فاني"& ويتم فيها تقديم البنات الصغيرات لتعويض الطرف المتضرر عما الم به من تحرش عاطفي او جنسي .وتفيد التفاصيل بان "ارشاد احمد" ابن "غلام فريد نوشراني" ( 42 ) عاما ، متهم باقامة علاقة مشينة وخارجة عن العرف المتبع مع "رخسانة بيبي" ابنة امان الله نوشراني . فما كان من امان الله الا ان حمل قضيته وتوجه للمحلفين الذين قرروا ان غلام فريد يجب ان يمنح اثنتين من بناته العذراوات للمشتكي لتسوية الضرر الذي لحق به.ولما لم يكن لدى غلام فريد اي بنات غير متزوجات فان الحكم قد انتقل عن كاهله الى حجر نسيبه محمد كما اقرت هيئة المحلفين المتخلفة .وحاول ارشاد محمد ان يستخدم الدهاء ليبعد الحكم عن عائلته فزعم انه بريء ولم يدنس عرض المشتكي فما كان من المحلفين الاان اشتاطوا غضبا وارغوا وازبدوا وهم يهددونه بانهم سيصدرون حكما بقتله وطرد جميع افراد عائلته من القرية ويشردونهم اذا رفضت العائلة وانسبائهم - قليلي الحظ لانهم ناسبوهم اصلا ان ينصاعوا صاغرين للحكم الاول الذي تفتقت عنه اذهان المحلفين الافذاذ . وافاد المطلعون على خبايا عقد القران ان سن& نادية قد دون زورا في عقد الزفاف بستة عشرة عاما وسن سرفراز بعشرين عاما . وقد لجأ المحلفون الى هذه الحيلة بناء على توصية القاضي عبد الجبار كبير قضاة القرية ابا عن جد وذلك للهرب من اي ملاحقة قانونية قد تترتب على هذا الحكم الجائر امام السلطات الرسمية ؛ هذا على الرغم من ان شهادات ميلاد الطفلين المتزوجين مقيدة في سجلات المدارس التي لا يزالان يدرسان بها .ولا تزال البنتان مع اهلهما وسيتم تسليمهما لزوجيهما بمجرد بلوغهما سن البلوغ . ولكي لا يحاول فريد نوشراني الهرب من هذا الحكم بتقادم الزمن ؛ فان المحكمة الموقرة قد قضت بان يقوم بنقل ملكية اربعة فدانات من ارضه الى امان الله والتي ستتم مصادرتها اذا لم ترسل البنات لازواجهن في المكان والزمان المحددين . اما شرطة القرية التي تدير ظهرها لمثل هذه الاحداث فانها تقول انها لا تستطيع التدخل الا اذا تلقت شكوى من احد الاطراف او اذا اخل اي طرف بقوانين العائلة وكأن ما حدث لم يكن تعديا سافرا على حقوق اثنتين من الاطفال اللتان لا تدريان ما يخبئ لهما القدر.
التعليقات