&
&
&

&
فالح الحُمراني من موسكو: الجنس عند الاحداث، ظاهرة تؤرق الاباء والتربويين، والاوساط الحكومية المعنية في العاصمة الروسية. فما هي دوافعه واضراره،، وتداعياته السلبية، على حياة الفرد طفلا وكبيرا وهل هو نتاج انحراف نفسي، او ثمار اجواء اجتماعية غير صحية. تلك هي الاسئلة وغيرها التي طرحتها صحيفة كومسمولسكايا برافدا التي تعني بشئون الشباب، وكانت لسان حال الكمسمول الشيوعي في زمن الاتحاد السوفياتي السابق في تحقيق هام كرسته لتلك القضايا الحساسة. وتجدر الاشارة الى ان الحديث عن تلك الظاهرة بات مسموحا به فقط في السنوات الاخيرة، ففي العصر السوفياتي فرض حظر على تناول هذه الموضوعات، وعلى الرغم من منحاها التربوي والعلمي، الهادف لايجاد وسائل ناجعة، للمشاكل مثار الحديث.
&وزار معدوا التحقيق جناح قسم الامراض النفسانية في احدى مستشفيات العاصمة الروسية، حيث شكل الاحداث الذين عرفوا العلاقات الجنسية في وقت مبكر جدا، نصف المرضى فيه. وهناك كان الصبي (جوشا) ابن الخمسة عشر عاما يجلس على سرير المرضى بهيئة لوتس البوذية ويمارس العادة السرية طيلة اليوم، بشكل علني دون احتشام، وقد ضيق عينية بلذة، ويقول الطبيب النفساني: انه يحصل من ذلك على السعادة.وتلك حالة مرضية.
لقد شب جوشا وهو قليل الاختلاط بانداده يمضي جل وقته في البيت. وكانوا يسموه في المدرسة " بالنباتي ". وكان اطفال الحارة يهزأون بجوشا واعتبروه " ولد مُنَعَم وقرة عين امه ".وكان الطفل مولعا بشده بالمجلات الخلاعية، وبالادعاء عند الالتقاء بانداده في الحارة المجاورة، بالمآثر الجنسية التي يجترحها. وكان جوشا ينكمش عند الحديث،مثلا عن انه كان يطارح ابنة الجيران. ولم يتطرقوا في البيت لموضوع الجنس حتى من زاوية تربوية، وعندما عرض التلفزيون لقطات " غير محتشمة "، بعث به والديه بالصبي الى المطبخ "لاحتساء الشاي ".
وكان جوشا يعاني من عدم وجود مكانة له لافي البيت ولافي الفصل الدراسي، ولافي الحارة. وتعصره رغبة نيل اعجاب الفتيات. وكانت امه تطمأنه " ولكنك تقرأ كثيرا بدل ذلك، ومعارفك واسعة، اما من ابناء الشوارع هؤلاء، فلن ينتج شيئا صالحا ".
واستلم جوشا في يوم عيد ميلاه الثالث عشر، ورقة مدعوكة بدعوة " تعال في الثامنه عند الكراج، لاستلام الهدية ". وفكر الصبي طيلة اليوم هل ينبغي عليه الذهاب للمواجهة. فاذا لم يذهب، فسيسخرون منه تماما، واذا ذهب، فلا يعرف احد ما اعدوا له هناك.وقرر الذهاب. ارتدى جاكيت الجينس الجديد الذي اهداه له والديه توا. ووقع في الكراج بمكيدة اعدت للاستهزاء به، حاكتها له ثلاث من فتيات الحارة بدفع من اصدقاءه ( نحن هديتك )، واربكه تصرفهن وهن يهمن به ويتدلعن له، ويحاولن (اغتصابه ) بالقوة، دون ان يعرف كيف يتصرف معهن، فسقط مغشيا عليه من شدة الاحراج والحيرة، ولم يتذكر ما حدث بالضبط له معهن بعد ذلك حين استفاق في البيت..
وبعد هذه الحادث اصبح جوشا يخاف النساء مثل ما يخاف النار. وغالبا ما صارت تستولي عليه الرغبة الجنسية، التي دفعته للجوء للعادة الجنسية، وصار في الاونة الاخيرة ينساق الى التسلي بها، ولم يعد يخجل من عيون الغرباء.وساق الوالدان جوشا الى مستشفى الامراض النفسية.
ويرقد جوشا في مستشفى عادي للامراض النفسانية والعقلية،كانت مختصة للاطفال من ذوي السلوك المنحرف. ولكن نصف المرضى فيها في الاونة الاخيرة، من الصبيان الذين يعانون من انحرافات جنسية. ويوضع لكل صبي مريض علاج خاص. البعض يحتاج الى تهدئة فحسب، والاخر يحتاج الى مساعدة من اطباء نفسانيين ومختصين بقضايا الجنس , والشرط الرئيسي يتمثل بعدم جعل الصبيان موضع انتباه.
وفي ظروف مدينة كبيرة مثل موسكو فان للاطفال ردود فعل مختلفة على الجنس المبكر. يغدو بالنسبة للبعض ولعا ومتعة، حينها يمكن ان يترك الصبي البيت، ويترك المدرسة ويصطاد كل فرصة سانحة للحصول على المتعة. ويحدث على العكس من ذلك: الصبي غير مؤهل لرؤية المحاسن الانثوية، ولم يتعرف عليها. ويعتريه الخوف من رؤيتها، ويقرر ان الخزي والعار لحقا به. ومن هذه اللحظه ينشأ الخوف، والخشية من التواصل، وعلى مدى سنوات طويلة. ويشير علماء الامراض النفسية، الى ظاهرة ان يصبح الرجل عنين، بسبب ممارسته الجنس في وقت مبكر، غدت منتشرة، في روسيا.
ويقول الطبيب النفساني ايجور ماتفييف ان الجنس بالنسبة لمراهقي اليوم " المتقدمين " مثل لعبة، انه ولع، ووسيلة لايفاء دين، وطريقة للثأر من اخر. وبالنسبة لجوشا فكانه تعرض لتعويذة عملت عملها فيه، واذا لم يُعالج الان من حالته الراهنة، فحياته ستكون صعبة عندما يكبر، واذا نجحنا بازالة بعض المشكلات، فان صدمة الكراج " الجنسية التي تعرض لها " سترافقه مدى الحياة.
&وهناك في الجناح ايضا الصبية فيرا ابنة الاثني عشر عاما، وتدلل باسم فيرتشكا،
&انها تمضي وقتها صامته، ولاتعرف شفتيها الابتسامة، بيد ان احدا لايصدق ان هذه الشحرورة الصغيرة هي، من بنات الهوى، امتهنت العهر عدة سنوات. وراحت فيرا ضحية سلوك امها التي كانت تتنقل من رجل الى اخر. وتعرفت منذ الطفولة على خفايا الحياة الجنسية من على لسان امها، وامتدت حياة الام الماجنة للطفلة، وسمحت باعتداء رجالها على طفلتها ا. وهربت فيرا من البيت، وعاشت حياة متشردة، وفهمت انها تستطيع الحصول على المال من المعاشرة الجنسية. وبدات تلتقط الزبائن من الشارع لقاء دولارين او ثلاثة، واحيانا اكتفى الرجال بشراء شكولاتة لها، او بلوزة او عقد رخيص او جولة في سيارة، وكانت مستعدة للذهاب معهم حتى نهاية العالم.
&وبعد نصف عام رجعت الى البيت، وفي المساء تذهب " للتسلية " ولم تعترض الام. ومن ثم وقعت بيد المليشيا "البوليس " في احدى الغارات، على المشردين، وبعد التعرف على حالتها، بعثوا بها الى مستشفى الامراض النفسانية و العقلية.وقالت للطبيب
ـ ان الرجال بحاجة لي، انهم يختاروني، وهذا يعني اني اتمتع بخصوصية.
&وهناك حالات اخرى في الجناح، فثمة طفلة تحلم بشكل رومانسي، واستثمر الرجال ميولها هذه لاغراضهم، واخرى خضعت لامر حبيبها، فسلمت نفسها لصديقه الذي كان في حالة سكر، لتبرهن على حبها غير المتناهي له. كلهم ضحايا العائلة والمجتمع، والظرف القاسي الذي تمر به روسيا.
&وتقول معطيات مركز فيتسوم للاستطلاعات الراي العام ان 36% من الاحداث في روسيا يمارسون الجنس قبل بلوغ ال 16 عاما. وهناك 53% من الفتيات يعربن عن الندم لذلك.وتجرى 16% من مجموع عمليات الاسقاط على المراهقين وهناك 10% من الفتيات فقدن عذريتهن مع رجل غريب، لم يتعرفن عليه سابقا. ويحصل 53% من الاطفال معارفهم الجنسية من التلفزيون&و 15% من الوالدين و33% من الاصدقاء.