&
الهادي الزعيم من تونس: رحلت ذكرى، لتترك خلفها&ألغازاً وتساؤلات وتصريحات، إمتزج الصادق فيها بالكاذب. في تونس، إهتمت الصحافة بحادثة مقتلها، وحلّت صور الفنانة الراحلة في واجهة الصحف اليومية، التي خصص بعضها، أغلب أوراق الصحيفة للنجمة التونسية. الكلّ تأثر، والجميع في حالة حداد، الدموع تملأ العيون، والصور أكثر من معبّرة... لكن الغريب أن هذه&الصحف،&هي نفسها التي لطالما أشبعت ذكرى نقداً لاذعاً، وتهجّمت عليها. (خصوصاً ما كتب عن "ملوخية ذكرى" بعد حوار للراحلة
في الفضائية المصرية تحدثت خلاله باللهجة المصرية). اليوم، لم أصدق أن من كان يقول عن ذكرى أنها انسلخت عن قشرتها، له القدرة على أن يقنعنا بالضدّ، &ليقول للعالم أن ذكرى لولا ذلك لما تمكّنت من الإنتشار عربياً. عيب والله يا جماعة ...إقرؤوا ما كتب عن ذكرى&عندما اتهمت بالتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلّم. الأقلام التي لم ترحمها&دون تريّث أو تمهّل، على
&الأقل حتى سماع تبرير منها،&نشرت عند الرأي العام فكرة أن ذكرى جاهلة لا تفقه ما تقول. والجهل يفعل بصاحبه ما يفعل العدو بعدوه ...والبقية أدهى وأمّر... الصحف اليوم تخلق الملاحم لذكرى وتصنع لها&المجد. حتى أنني تذكرت ما قاله الدوعاجي، وهو من أشهر الأدباء التونسيين، "عاش يتمنى حبة عنب، وعندما توفي، أحضروا له عنقوداً"... من هي ذكرى حتى تقول لا لقرطاج ؟ والكلام منقول، حتى وصل البعض إلى التنكيل بها. اليوم الأمور تغيرت والمسائل اختلفت.
تلك الأقاويل كانت تجلب المشتري العادي للصحف، واليوم، الغرض باق هو هو، لكن ما تغير هو طريقة الحديث عن ذكرى.&صحيح أن "لكل مقام مقال رغم أن المقام اليوم واحد، والغرض واحد وثابت.
رغم ذلك فعائلة ذكرى عقدت مؤتمراً صحفياً، وتحدثت فيه عن كل ما تعرفه عن الفقيدة وزوجها. واستشفّ البعض من كلام العائلة، رغبة في المطالبة بالميراث ولو كانت المسالة مبطنة. رحيل ذكرى أفاد أطرافاً أخرى ... فهذا فنان مغمور يؤكد صداقته للراحلة في وسائل الإعلام هنا وهناك، وهذه فنانة أخرى يعلم الجميع ما قالته عن ذكرى علناً تبكي وتذرف الدمع مدراراً على رحيل الغالية ... وآخرون جمعوا أسطواناتها وأشرطتها وأعادوا طرحها في الأسواق لتكريم الراحلة، وفي الوقت ذاته تكريم جيوبهم،
وقد يكون الهدف الثاني أهم من الأول . والعديد ممن ذهب للجنازة تكبدّ عناء التنقل، ليجتمع بالملحنين والإعلاميين، فرصة يندر أن تحدث. أو امرأة تعترف بحقائق، لأول مرة تقال عن النجمة، لم تعرفها لا شرطة الزمالك ولا مخابرات قصر النيل، حتى ذكرى نفسها قد تجهلها ... أو نسيتها ...وهذا منجّم ألصق صورته بجانب صورة ذكرى، ليقول للعالم: "أنا من تنبأ بمقتل ذكرى" ... المطربة التي لم يعرها الكثيرون الإنتباه، أصبحت مشروعاً مربحاً اليوم&في تونس، أكثر ربحاً من كوكا كولا. وداعاً للعولمة إذن .... ورحمك الله يا ذكرى.
رغم ذلك اجتهدت الصحافة المكتوبة التونسية لتتنقل بين أفراد عائلة ذكرى وتجري معهم حوارات، علّها تشفي غليل الباحث عن اليقين .. وداد، شقيقة ذكرى، قالت&لصحيفة "أضواء" التونسية أنها اتصلت بذكرى قبل عيد
الفطر بيوم واحد وكانت يومها مريضة، لتؤكد أنها كلمت أختها يوم الحادثة على الساعة الرابعة صباحاً، وأكدت أن المكالمة كانت عادية جداً، تحدثا خلاله عن الحفل الذي أقامه صابر الرباعي في "ليالي التلفزيون"، وأنها كانت تنوي مهاتفته لتهنئته، وتحدثا عن شريطها الجديد. أما شقيقتها سلوى، فقد علمت بالخبر من قناة الجزيرة، بعد أن ظنت أن أختها وداد قد قتلت معها. وعندما سئلت شقيقتها كوثر عن إمكانية مطالبة عائلة السويدي بحقوق ذكرى قالت: لو لم يمت .. لو بقي حياً لفعلت به ما فعلت هند بحمزة ... وكنت التهمت كبده مثلما التهم أكبادنا". كوثر كذلك أرادت أن تصحح ما راج حول عمر أختها لتقول أن ذكرى من مواليد 16 سبتمبر 1966 وعمرها 37 سنة لا 42 كما ذكر . وداد أكدت أنها كانت على خلاف مع ذكرى بسبب زواجها&من أيمن، لأنها لم تكن موافقة ولا راضية عن هذا الزواج...&&